واصلت الصحف العربية، الصادرة اليوم، مواكبة مستجدات العدوان الإسرائيلي على قطاع غزة، على وقع توعّد رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو، بزيادة "الضغط العسكري" على حركة "حماس" في الأيام المقبلة، في محاولة لدفعها إلى الرضوخ للشروط الإسرائيلية في عملية إطلاق المحتجزين الإسرائيليين في قطاع غزّة. بينما أفاد عاملون في قطاع "الدفاع المدني" بالعثور على 190 جثمانًا لفلسطينيين دُفنوا بنطاق مستشفى "مجمع ناصر" في خان يونس، حتى مساء أمس، ورجحوا العثور على مزيد من الجثث تباعًا.
بالتزامن، تواصل آلة القتل الإسرائيلية في ارتكاب المزيد من المجازر في القطاع، إذ أفيد صباحًا عن استهداف مسيّرات إسرائيلية مدرسة تضمّ لاجئين في مخيم البريج وسط قطاع غزّة، بينما كانت وسائل إعلام فلسطينية قد أكدت أمس مقتل 16 فلسطينيًا بينهم 9 أطفال في غارات إسرائيلية وقصف مدفعي على منازل في مدينة رفح. وكشف المتحدّث باسم جيش الإحتلال أفيخاي أدرعي أنّ رئيس الأركان هيرتسي هاليفي أجرى "تقييمًا للوضع" خلال اجتماع في مقرّ قيادة المنطقة الجنوبية، وصادق على "المراحل المقبلة من الحرب" مع قائد المنطقة الجنوبية الجنرال يارون فينكلمان وقادة آخرين.
وبينما حذر المستشار الألماني أولاف شولتس، خلال اتصال هاتفي مع رئيس الوزراء الإسرائيلي من تصعيد الموقف في الشرق الأوسط، ترتفع حدة الاشتباكات على جبهة الجنوب اللبناني حيث توعّد وزير الدفاع الإسرائيلي بأنّ "ساعة الحسم" تقترب مع لبنان، في حين صعّد "حزب الله" من نوعيّة هجماته على المواقع الإسرائيلية وعمد خلال الساعات الأخيرة إلى إسقاط مسيّرة إسرائيلية بصاروخ أرض جو، كما برز إعلان "كتائب القسام" الجناح العسكري لحركة "حماس" أمس الأحد أنها قصفت من جنوب لبنان "ثكنة شوميرا" العسكرية في القطاع الغربي من الجليل الأعلى بـ20 صاروخ غراد. بينما على الجبهات الإقليمية الأخرى الموالية لإيران لفت إعلان كتائب "حزب الله" في العراق استئناف العمليات ضد القوات الأميركية في البلاد.
في هذا السياق، شددت صحيفة "الأهرام" المصرية على أنّ "إيران وإسرائيل يتناغشان، ولا يتعاركان أو يتصارعان أو يتحاربان، فهما يتشاركان في الأهداف ويختلفان في قسمة الغنيمة، كلاهما يعمل بكل ما أوتي من قوة لإضعاف العالم العربي، ولاختراق المجتمعات العربية، ولتفكيك الدول العربية، وإضعاف حكوماتها، وإعاقة نموها، وإجهاض المشروعات الاقتصادية الكبرى التي بدأت تظهر في بعض دولها".
كما أشارت صحيفة "اللواء" اللبنانية إلى أنّ "الوضع الجنوبي اندفع إلى حافة التهديدات المتبادَلة، باتجاه التصعيد بين إسرائيل و"حزب الله"، مع دخول عنصر إضافي على خط المواجهة، تمثّل بمعاودة حركة "حماس" القصف من الجنوب باتجاه المستعمرات الشمالية في الجليل الأعلى، في رسالة واضحة، لجهة أن استمرار الضغط على غزّة، والمغامرة بالحرب على رفح، سيجعل الجبهة الجنوبية، ومنطقة شمال إسرائيل ساحة حرب حقيقية".
من جانبها، رأت صحيفة "الدستور" الأردنية أنّ "الولايات المتحدة تتحدث عن حل الدولتين، ولكنها تربط التوصل إلى قيام الدولة الفلسطينية بنتائج المفاوضات مع المستعمرة الإسرائيلية، أي أن قيام دولة فلسطينية مرتبطة بموافقة المستعمرة وقبولها، وبهذا تتضح حقيقة الموقف الأميركي وجوهره، بإعطاء القوة والدعم لموقف المستعمرة الرافض بكل الاحوال والأشكال والإجراءات لحق الفلسطينيين بالحرية والاستقلال".
وإذ لفتت صحيفة "الرياض" السعودية إلى أنّ "إسرائيل من بين قائمة قصيرة من حلفاء أميركا الرئيسين من خارج الناتو، تتمتع بامتياز الوصول إلى المنصات والتقنيات العسكرية الأميركية الأكثر تقدمًا"، رأت صحيفة "الخليج" الإماراتية أنه مع "الفيتو" الأميركي في مجلس الأمن ضد عضوية فلسطين الكاملة في الأمم المتحدة "سقطت كل الادعاءات الأميركية التي أصمت آذان العالم على مدار سنوات طويلة، وتبخرت الوعود التي قدمت للفلسطينيين والعرب بشأن "حل الدولتين" وإقامة دولة فلسطينية، وظهرت حقيقة التماهي مع الموقف الإسرائيلي في شطب حق الفلسطينيين في تقرير مصيرهم باعتبارهم عائقًا أمام تحقيق المصالح الإسرائيلية وحدها في المنطقة".
بينما اعتبرت صحيفة "الشرق" القطرية أنّ "نزاهة الوساطة القطرية ومصداقيتها أزعجت نتنياهو وبعض المشرّعين في الكونغرس الأمريكي، الذين يريدون انحيازًا تامًا لسياسة إسرائيل، والتحوّل من وسيط نزيه وموثوق فيه، إلى أداة ضغط على طرف، وهذا لن يحدث".
(رصد "عروبة 22")