صحافة

"المشهد اليوم"... إسرائيل تتحضّر لاجتياح رفح وتوسّع نطاق الحرب مع لبنان

واصلت الصحف العربية، الصادرة اليوم، مواكبة مستجدات العدوان على قطاع غزّة، على وقع استمرار التصدّعات في البنية الداخلية للكيان الإسرائيلي مع الإعلان عن استقالة رئيس شعبة الاستخبارات العسكرية الإسرائيلية (أمان)، أهارون هاليفا من منصبه، على خلفية الإخفاقات في رصد ومنع هجوم "حماس" في السابع من أكتوبر/تشرين الأول الماضي، كما أعلن قائد المنطقة الوسطى في الجيش الإسرائيلي اللواء يهودا فوكس، أمس الاثنين، عزمه الاستقالة من منصبه في أغسطس/آب المقبل، وأفادت قناة "كان" التابعة لهيئة البث الإسرائيلية الرسمية، بأنّ فوكس أبلغ رئيس الأركان بقرار الاستقالة.

وفي الأثناء، تواصل طواقم الدفاع المدني الفلسطينية انتشال جثث ضحايا المجازر الجماعية التي ارتكبتها قوات الاحتلال في القطاع، حيث أعلنت أمس أنها انتشلت 73 جثة فلسطينية إضافية، يعود بعضها لنساء وأطفال، من ساحة مجمع ناصر الطبي في مدينة خانيونس، ليرتفع عدد الجثث التي تم اكتشافها داخل المستشفى إلى 283 جثة، منذ انسحاب القوات الإسرائيلية من المدنية قبل نحو ثلاثة أسابيع.

في المقابل، وإذ طلبت فلسطين عقد جلسة طارئة لمجلس جامعة الدول العربية لبحث تطورات الأراضي الفلسطينية، وخاصة جرائم الإبادة الجماعية التي ينفذها الاحتلال الإسرائيلي في غزّة، وتصاعد اعتداءات المستوطنين الإسرائيليين في الضفة الغربية، حذّر أمين عام الجامعة أحمد أبو الغيط من أيّ تصعيد محتمل إذا تسبب اجتياح رفح في "دفع الفلسطينيين نحو سيناء"، بينما شدد رئيس الهيئة العامة للاستعلامات في مصر، ضياء رشوان، على أنّ "بلاده لديها السيادة الكاملة على أرضها وتحكم السيطرة بشكل تام على كامل حدودها الشمالية الشرقية مع غزّة أو إسرائيل".

من جهته، اتهم المتحدث باسم وزارة الخارجية الأميركية ماثيو ميلر حركة "حماس" بأنها غيّرت مطالبها"، في مفاوضات الرهائن مع إسرائيل بوساطة مصر وقطر، الأمر الذي ردّت عليه "الحركة" بالإعراب عن إدانتها "محاولة واشنطن تحميلنا مسؤولية تعطيل التوصل لاتفاق تبادل الأسرى".

وفي ما يتصل بإعلان قيادة "حماس" عن نيّتها تشكيل حكومة وحدة وطنية لإدارة قطاع غزّة بعد انتهاء الحرب، لفت مصدر مسؤول في حركة "فتح"، عبر صحيفة "الشرق الأوسط"، إلى أنه "لا يوجد أي حوارات مع حركة "حماس" فوق أو تحت الطاولة، بشأن حكم قطاع غزة، باعتبار أن السلطة الفلسطينية يجب أن تدير القطاع بعد انتهاء الحرب".

أما على جبهة جنوب لبنان، حيث تتصاعد حدّة الهجمات ويتّسع نطاقها الجغرافي، فقد استهدفت الغارات الإسرائيلية صباحًا منطقة أبو الأسود في محيط بلدة عدلون الجنوبية للمرة الأولى منذ انطلاق الحرب الراهنة، وأفيد أنّ الغارة قتلت شخصًا بعدما قصفت السيارة التي كان يستقلّها، كما كان جيش الاحتلال قد وسّع نطاق قصفه الجوي أمس إلى شمال مدينة صور، حيث استهدف من طائرة مسيّرة منزلًا في بلدة صريفا.

ولفتت صحيفة "اللواء" اللبنانية إلى أنّ "همّ نزع فتيل التصعيد جنوبًا يكاد يكون الهاجس الأول بعواصم متعددة، وكذلك للبنان الرسمي والسياسي، وهو ما برز واضحًا في حركة الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون، الذي يعمل بتنسيق أميركي على إيجاد صيغة تحول دون اتساع المواجهة، في ضوء الممارسات العدوانية المتزايدة، واستهداف الطرقات الآمنة ومنازل المواطنين وزرع القلق على طول الحدود الجنوبية".

بينما رأت صحيفة "الأهرام" المصرية أنّ "المتغيّرات السياسية والمناخية المتسارعة التي يشهدها الشرق الأوسط الآن، تؤكد أنّ المنطقة في انتظار صيف ساخن جدًا على جميع المستويات والمجالات، مما يتطلب الاستعداد جيدًا لمواجهة أي مفاجأة. وإذا كانت الحرب الإسرائيلية على غزّة هي المحور الرئيسي لكل ما يجرى في الشرق الأوسط الآن، فإن بعض الأحداث التي تشد الانتباه قد لا يكون لها علاقة مباشرة بهذا المحور حتى لو بدا على السطح غير ذلك".

من جهتها، حذرت صحيفة "الدستور" الأردنية من أنّ "سيناريو قطاع غزة سينقلونه إلى القدس والضفة الفلسطينية ليعملوا على دفعهم نحو النهر، والذي لم يعد نهرًا، أي باتجاه الأردن، وبالتالي يرمون القضية وتبعاتها من قطاع غزّة إلى مصر، ومن القدس والضفة نحو الأردن".

من جانبها، أشارت صحيفة "البيان" الإماراتية إلى أنّ "حالة التدليل السياسي التي تمارسها إدارة بايدن لحكومة بيبي نتنياهو، فاقت كل حد وتصوّر في مراحل العلاقات التاريخية كافة بين واشنطن وتل أبيب"، لافتةً إلى أنّ "آخر عمليات الدعم غير المسبوق لإسرائيل هي إقرار مجلس النواب الأميركي حزمة مساعدات أمنية إضافية تقدر بـ26.4 مليار دولار أمريكي، بعد تصويت سهل لصالح إسرائيل تم بأغلبية 366 عضوًا مقابل معارضة 58 عضوًا".

وفي خضمّ المجازر الإسرائيلية في الأراضي الفلسطينية، بدأت القيادة الإيرانية تدفع باتجاه اقتناص فرصة اهتزاز الوضع الأمني الإقليمي لإبرام اتفاق مع الولايات المتحدة الأميركية حول ملفها النووي، إذ أكد مصدر رفيع المستوى في المجلس الأعلى للأمن القومي الإيراني، لصحيفة "الجريدة" الكويتية، أنّ "طهران تلقت رسالة أميركية تعرض استئناف مفاوضات إحياء الاتفاق النووي بعد التوصل إلى تفاهمات أمنية"، موضحًا أنّ "العرض يتضمّن وعودًا بإلغاء قسم كبير من العقوبات الاقتصادية وغير الاقتصادية إذا تعاونت طهران في تقييد نشاطها الذري والتهدئة الإقليمية".

(رصد "عروبة 22")

يتم التصفح الآن