واصلت الصحف العربية، الصادرة اليوم، مواكبة مستجدات العدوان الإسرائيلي على قطاع غزّة، حيث أكد الممثل الأعلى للاتحاد الأوروبي للشؤون الخارجية والسياسة الأمنية جوزيب بوريل، خلال كلمة ألقاها في جلسة عامة للبرلمان الأوروبي بمدينة ستراسبورغ الفرنسية، أنّ الحرب الإسرائيلية على غزّة عرّضت مدن القطاع إلى "دمار أكبر مما تعرّضت له مدن ألمانيا خلال الحرب العالمية الثانية".
وتزامنًا، أعلن الناطق الرسمي باسم "كتائب القسام" أبو عبيدة في كلمة متلفزة أمس لمناسبة مرور 200 يوم على العدوان، أنّ المقاومة الفلسطينية في قطاع غزّة لن تتنازل عن شروطها في ما يخص صفقة تبادل أسرى مع جيش الاحتلال الإسرائيلي، مشيرًا إلى أنّ حكومة الاحتلال تحاول استخدام ملف اجتياح رفح معتقدةً أنّ تهديداتها ستجبر المقاومة على الرضوخ للمطالب الإسرائيلية، وقال: "سنواصل مهاجمة العدو بمختلف التقنيات طالما استمر العدوان على أرضنا"، داعيًا إلى "تصعيد الفعل المقاوم بكل أشكاله في كل الجبهات والساحات".
في المقابل، كشف الإعلام الإسرائيلي أمس أنّ "الجيش الإسرائيلي بدأ يستعد لبدء عملية عسكرية في رفح قريبًا جدًا"، بينما أشار الناطق باسم وزارة الخارجية القطرية ماجد الأنصاري إلى أنّ "الخيارات مفتوحة" بشأن الوساطة التي تقوم بها الدوحة لإنهاء الحرب على غزّة، مؤكدًا أنه ستكون هناك دراسة لجدية الأطراف بشأن المفاوضات لكن من المبكر الحديث عن انسحاب قطر من الوساطة.
بينما أشارت صحيفة "الأهرام" المصرية إلى أنّ "الموقف المصري، وبكل قوة وحزم، هو رفض أي سيناريوهات لتهجير الشعب الفلسطيني من غزّة إلى الأراضى المصرية، أو إلى أي مكان آخر، وكذلك التحذير من خطورة التفكير الإسرائيلي في اجتياح رفح، كما يدعو إلى البحث عن تسوية سلمية دائمة وشاملة وعادلة للقضية الفلسطينية، تقوم على أساس مقررات الشرعية الدولية، وحل الدولتين، باعتبار أنّ هذا الطريق هو الضامن الوحيد لوقف دائرة الصراع اللانهائية".
وفي ظل الوقائع الميدانية لمجريات العدوان، أوضحت صحيفة "الشرق الأوسط" أنه "رغم مرور 200 يوم من الحرب الإسرائيلية على غزّة، من الصعب أن تجد أحدًا في إسرائيل يتحدث عن "انتصار ساحق" سوى رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو"، وأضافت: "حتى الجيش الذي لا ينافسه أحد في الغرور والغطرسة، ويفترض فيه أن ينهي الحرب بانتصار، بات يتحدث بلغة أكثر تواضعًا وأنزل سقف التوقعات من هذه الحرب من "إبادة حماس" إلى "شل قدرتها على الحكم"، ومن "تحرير المختطفين بالقوة" إلى "تحريرهم بالقوة أو بالمفاوضات"، بيد أنّ نتنياهو يصر على لغة الانتصار الساحق".
بدوره، كشف مصدر قيادي في حركة "حماس"، لـ"العربي الجديد"، أن "لدى الحركة وحدها نحو 30 من الجنرالات وضباط الشاباك، الذين أُسِروا يوم السابع من أكتوبر/تشرين الأول، من الوحدات العسكرية وبعض المواقع العسكرية شديدة الحساسية"، كما رأت صحيفة "الدستور" الأردنية أنّ "معركة 7 أكتوبر وتداعياتها محطة على الطريق الموصل إلى النهايات المظفرة، وإخفاق المستعمرة بعد تداعيات 7 أكتوبر دلالة على الوقوع بهذا الإخفاق على طريق الهزيمة"، مشددةً على أنّ "الصمود الفلسطيني وتضحيات أهالي غزّة الذين دفعوا أثمانًا باهظة جدًا، هو ثمن الانتصار".
أما صحيفة "الرياض" السعودية، فلفتت إلى أنّ "مواصلة الولايات المتحدة تقديم المساعدات العسكرية لإسرائيل التي تنتهك القانون الدولي، وتمارس الإبادة الجماعية والتدمير الشامل، يشجع إسرائيل على تجاهل القرارات الدولية الداعية للسَّلام، ويعطل إقامة دولة فلسطينية، ويعزز من حالة عدم الأمن والسلم والاستقرار الإقليمي والدولي".
كما رأت صحيفة "الخليج" الإماراتية أنّ "جرائم الحرب الإسرائيلية في قطاع غزّة لن تبقى من دون تبعات، وفي ظل استمرار المعارك والغارات والتعتيم على ما يجري، لن يكتشف العالم حجم الكارثة الإنسانية والأخلاقية والتاريخية، وما تم اكتشافه من مقابر جماعية تضم مئات الجثث في مجمعي ناصر والشفاء الطبيّين في القطاع، مجرد بداية لما سيظهر من حقائق صادمة، في انتظار نهاية مؤلمة جدًا تدق ساعتها مع الوقف التام للقتال".
أما على مستوى جبهة جنوب لبنان، فشدد مصدر نيابي في "حزب الله" لـ"العربي الجديد"، على أنّ "كل توسّع إسرائيلي سيُقابَل بتوسّع عمليات حزب الله، وكل القواعد الإسرائيلية هي أهدافٌ بالنسبة إلينا"، بينما نقلت صحيفة "الجريدة" الكويتية عن مصادر دبلوماسية في لبنان تخوّفها من التحضير الإسرائيلي لتصعيد كبير ضد "حزب الله" في لبنان، على ضوء معلومات عن مفاوضات تجري بين الإسرائيليين والأميركيين، تسعى تل أبيب خلالها إلى انتزاع "ضوء أخضر" أميركي لتوسيع نطاق استهدافاتها للحزب في لبنان.
(رصد "عروبة 22")