واصلت الصحف العربية، الصادرة اليوم، مواكبة مستجدات العدوان الإسرائيلي على قطاع غزّة، على وقع إعلان وزارة الدفاع الأميركية (البنتاغون) أن الولايات المتحدة بدأت بناء "رصيف بحري" في غزّة لزيادة وصول المساعدات إلى القطاع الفلسطيني المحاصر، بينما أكد وزير الدفاع الإسرائيلي يوآف غالانت مواصلة القتال في قطاع غزّة حتى إعادة المحتجَزين. وبالتزامن أصدر الرئيس الأميركي جو بايدن بيانًا مشتركًا مع زعماء 17 دولة أخرى، دعوا فيه "حماس" إلى إطلاق سراح الرهائن لديها باعتبار "الاتفاق المطروح على الطاولة" سيؤدي إلى "وقف فوري وطويل الأمد لإطلاق النار وتسهيل زيادة المساعدات الإنسانية، وسيُمكّن سكّان غزة في حال تنفيذه من العودة إلى منازلهم وأراضيهم مع الاستعدادات المسبقة لضمان المأوى والمؤن الإنسانية".
في المقابل، دعا فريق من الدفاع المدني الفلسطيني، الخميس، الأمم المتحدة، إلى التحقيق بشأن جرائم الحرب الإسرائيلية في "مجمّع ناصر الطبّي" جنوبي غزّة، مشيرًا إلى انتشال نحو 400 جثة من مقابر جماعية من الموقع بعد انسحاب القوات الإسرائيلية، حيث كشف عن العثور على جثث "مكبّلة الأيادي" ما يعزز الشبهات بتنفيذ "عمليات تصفية وإعدامات ميدانية". كما حذّر نائب مدير برنامج الأغذية العالمي كارل سكاو، يوم الخميس، في تصريحات لـ"العربي الجديد" في نيويورك، من أنّ "شمال قطاع غزّة ما زال يتجه نحو مجاعة".
وبالتزامن، أعلنت الرئاسة الفرنسية أن باريس تدرس اتخاذ تدابير أخرى لفرض عقوبات على المستوطنين الإسرائيليين المذنبين بارتكاب أعمال عنف ضد مدنيين فلسطينيين في الضفة الغربية، وذلك بعد مكالمة هاتفية بين الرئيس إيمانويل ماكرون وملك الأردن عبد الله الثاني. في حين تتزايد موجة الاحتجاجات الطلابية في الجامعات الأميركية ضد الدعم الأميركي لعمليات الإبادة الجماعية في غزّة، كما استقالت المتحدثة الناطقة بالعربية باسم وزارة الخارجية الأميركية، هالة غريط، اعتراضًا على سياسة واشنطن تجاه الحرب في غزّة، في ثالث استقالة على الأقل من الوزارة بسبب هذه القضية.
في هذا السياق، شددت صحيفة "عكاظ" السعودية على أنّ "ما تقوم به إسرائيل في غزة هو وصمة عار ليست في جبين قادة إسرائيل فحسب، بل في جبين زعماء بعض الدول الغربية وعلى رأسهم الإدارة الأميركية، التي قدّمت لإسرائيل، منذ اليوم الأول للحرب، كافة أنواع الدعم السياسي والعسكري، وفي الوقت الذي تتباكى فيه على دماء الأبرياء من الأطفال الفلسطينيين تقدم في المقابل المنح المالية بسخاء للقيادة الإسرائيلية لتمكنها من مواصلة عدوانها".
بدورها، لفتت صحيفة "الخليج" الإماراتية إلى أنّ "مصداقية الغرب كسلطة في مجال حقوق الإنسان تصائلت، وأصبحت الآن شبه معدومة، فقد كلفته الحرب على غزة أكثر من مجرد أسلحة، وأعادته مئات السنين إلى الوراء وشوّهت صورته القيادية للإنسانية".
كما أشارت صحيفة "الوطن" القطرية إلى أنّ "حجم الفظائع التي يرتكبها الجيش الإسرائيلي في قطاع غزة، بعد اكتشاف المزيد من المقابر الجماعية لفلسطينيين قتلهم الجيش وأعدمهم بدم بارد، وقام بمواراتهم تحت التراب بجرافات عسكرية في مجمع ناصر الطبي بخان يونس، جرائم لا يستوعبها العقل البشري، وهي الجرائم التي تطرح تساؤلات عديدة حول مصير آلاف الفلسطينيين الذين ما زالوا مفقودين، وهناك تخوفات من وجود المزيد من المقابر الجماعية التي لم يتم الوصول إليها".
أما صحيفة "الأهرام" المصرية فنقلت أنّ "مصر حاليًا تعمل بكل السبل لإيجاد حل للأزمة في غزة، وصولًا إلى وقف إطلاق النار والعودة إلى مفاوضات السلام، لتحقيق الدولة الفلسطينية المستقلة، على حدود ما قبل 1967، وعاصمتها القدس الشرقية"، لافتةً إلى أنّ "التاريخ المصري شهد مئات المعارك للدفاع عن سيناء، وليعلم كل طامع أو مغامر، أن جيش مصر الوطني سوف يبقى دائمًا بالمرصاد لأي محاولة للمساس بتراب سيناء".
بينما أوضحت صحيفة "اللواء" اللبنانية أنّ "الأنظار تتجه إلى المفاوضات الساخنة حول اعادة ملف تبادل الاسرى بين اسرائيل وحركة "حماس"، في ضوء وضع ملف رفح على الطاولة، والانشداد الجاري باتجاه ما يتعيّن فعله، سواء حصلت عملية رفح ام لم تحصل"، لافتة في الوقت عينه إلى أنّ "الجانب اللبناني يستعد لتقديم الرد اللازم على الورقة الفرنسية التي سيحملها معه الى المنطقة وبيروت وزير الخارجية الفرنسي ستيفان سيجورنيه".
(رصد عروبة22)