صحافة

العالم بعد 200 يوم من العدوان على غزّة

عوني الداوود

المشاركة
العالم بعد 200 يوم من العدوان على غزّة

عالميًا لا بد من التأكيد أن النتيجة الأبرز بعد مرور أكثر من 200 يوم على العدوان على غزة هو بلا شك ذلك التحوّل الكبير في الرأي العام العالمي، وتحديدا على مستوى الشارع (أوروبيًا) وعلى مستوى الجامعات (أمريكيًا).

من كان يصدّق أن القضية الفلسطينية التي كانت قاب قوسين أو أدنى على «دفنها »وطيّ ملفّها قبل 7 اكتوبر/تشرين الاول 2023، تتصدر اليوم جزءا رئيسا ومهمّا في الاحداث الاوروبية والامريكية على الصعيد المحلي لدولها ومدنها، من خلال ذلك الكمّ -غير المسبوق- من الحراك الشعبي والمظاهرات والفعاليات المؤيدة للقضية الفلسطينية والرافضة لحرب الإبادة ضد الشعب الفلسطيني في غزّة تحديدا؟

ما يحدث اليوم وتتناقله وكالات الانباء حول تصاعد موجة المظاهرات الطلابية في مختلف الجامعات الامريكية رفضا للحرب على غزة، ليست مسبوقة تاريخيا من حيث النوعية(كونها ضد اسرائيل وتؤيد فلسطين والفلسطينيين) وأن معظم التقارير الامريكية والعالمية اشارت الى ان موجة الاحتجاجات الطلابية في الجامعات الامريكية تذكّر بالاحتجاجات الكبيرة تاريخيا والتي كانت ضد الحرب على فيتنام وضد نظام الفصل العنصري في جنوب افريقيا أواخر ستينيات القرن الماضي.. وغير ذلك من القضايا الكبيرة جدا التي كانت تحرك طلاب الجامعات.

في الاعلام الامريكي قضية مظاهرات طلبة الجامعات تتفاعل، وتدخل بقوة في الحسابات الانتخابية للرئاسة الامريكية، ونرصد ذلك في تصريحات كبار مسؤولي البيت الابيض وفي مقدمتهم الرئيس بايدن ووزير الخارجية وكبار المسؤولين، مع دخول المنافس على الرئاسة دونالد ترامب.

على صعيد متصل وبحسب احصائيات صدرت مؤخرا عن (المركز الفلسطيني الأوروبي للاعلام) حول المظاهرات والفعاليات المؤيدة لفلسطين وضد الحرب على غزّة، فقد أظهرت تلك الاحصاءات حقائق ومؤشرات من الضروري الاشارة اليها بعد مرور أكثر من 200 يوم على حرب الإبادة الإجرامية ضد غزة.. ومن تلك الأرقام والمؤشرات -على سبيل الذكر لا الحصر-:

1 -(15) ألف مظاهرة وفعالية في (18) دولة أوروبية خلال الـ( 200 يوم) من الحرب على غزة.

2 -(2300) فعالية في ألمانيا.

3 -(2000) فعالية في فرنسا.

4 -(1500) في إيطاليا.

5 -(1200) في السويد.

6 -(1150) في الدنمارك.

7 -( 1000) في هولندا.

-الملفت في تلك الفعاليات زيادة التأييد الشعبي لفلسطين ليس من الفلسطينيين والعرب في الخارج فحسب بل من الأوروبيين ومن يهود انخرطوا في المسيرات دعما لفلسطين، وتقول الاحصائيات أن 69 % من المظاهرات بين 7- 13 اكتوبر (في أوروبا) كانت مؤيدة لفلسطين مقابل 31 % لاسرائيل، تحوّلت بعد 13 اكتوبر الى 95 % لفلسطين مقابل 5 % مؤيدة لاسرائيل.

-رغم كل تلك الأعداد والمؤشرات يبقى السؤال الأهم : ماذا تمثل تلك المسيرات وما هي أبرز المطالب؟..والتقارير ووسائل الإعلام الغربية تشير إلى ما يلي:

1 - في مقدمة مطالب المظاهرات والفعاليات (المؤيدة لفلسطين) في اوروبا: وقف فوري لحرب الابادة - وادخال المساعدات.

2 - في مقدمة مطالب طلبة الجامعات في الولايات المتحدة الامريكية:

- أن تسحب الجامعات استثماراتها من الشركات المرتبطة بإسرائيل أوالشركات التي تستفيد من الحرب على غزة.

- مطالبة الجامعات بالكشف عن استثماراتها، وقطع العلاقات الأكاديمية مع الجامعات الإسرائيلية ودعم وقف إطلاق النار في غزة.

- تدعو الحركات الاحتجاجية في بعض الجامعات مسؤولي المدارس إلى حماية حرية التعبير وتجنيب الطلاب من العقاب بسبب مشاركتهم في المظاهرات (بحسب شبكة سي ان ان).

- طلاب (جامعة كولومبيا) يطالبون بالمقاطعة الأكاديمية للجامعات الإسرائيلية، وأن تقطع الجامعة علاقاتها مع مركز المدرسة في تل أبيب وبرنامج الشهادة المزدوجة مع جامعة تل أبيب.

-المظاهرات الطلابية بدأت بجامعة كولومبيا في نيويورك قبل أيام، وامتدت إلى حرم جامعات عدة في أنحاء الولايات المتحدة، ومن لوس إنجلوس إلى نيويورك، مرورا بأوستن وبوسطن وشيكاغو وأتلانتا، واتسعت الحركة الاحتجاجية للطلاب الأميركيين المؤيدين لفلسطين، وصولا لعدد من الجامعات المرموقة عالميا مثل هارفرد ويال وبرينستن، وانضمت (الخميس) جامعتا جورج تاون وجورج واشنطن بالعاصمة الأميركية واشنطن.

باختصار: دماء الشهداء في غزة الذين بلغ عددهم حتى يوم أمس (34356) لم تذهب سدى، وآلام المصابين وأوجاعهم الذين بلغ عددهم حتى الأمس (77368) مصابا، وصل صداها لكل أصقاع العالم فتحركت ضمائر»الرأي العام « ضغطا على حكومات بلادهم للضغط من أجل وقف جرائم الابادة وإيصال المساعدات لغزة.

بعد (200 يوم) نجحت اسرائيل بتدمير المباني وقتل الأطفال والنساء في غزة، لكنها لم تكسر إرادة شعب محتل وأحيت ضميرًا عالميًا طال سباته.

("الدستور") الأردنية

يتم التصفح الآن