واصلت الصحف العربية، الصادرة اليوم، مواكبة مستجدات العدوان الإسرائيلي على قطاع غزّة، حيث عثرت الطواقم الطبية أمس على مقبرة جماعية ثالثة في مجمّع الشفاء الطبي الذي دمّرته قوات الاحتلال في مدينة غزة شمالي القطاع. بينما لا تزال الجهود مستمرة في القاهرة من أجل الوصول إلى إتفاق هدنة، وأشار مصدر مطّلع، لقناة "القاهرة الإخباريّة"، إلى أنّ "هناك إشارات لنضوج الاتفاق"، وذلك بالتوازي مع بروز مناورة أميركية "بالذخيرة الحيّة" للتملّص من أي مسؤولية عن مذبحة رفح، عنوانها الأبرز "مراجعة إرسال شحنات الأسلحة" إلى إسرائيل.
وفي هذا السياق، أعلن الرئيس الأميركي جو بايدن رسميًا إيقاف واشنطن تزويد تل أبيب بالقنابل التي كانت ترسلها إليها بعدما ثبت استخدامها في قتل المدنيين الفلسطينيين، ملوّحًا بوقف شحنات بعض أنواع الأسلحة إلى إسرائيل في حال قررت المضي قُدمًا في اجتياح مدينة رفح. في حين أكد وزير الدفاع الأميركي لويد أوستن أنّ قرار بايدن تعليق شحنة أسلحة إلى إسرائيل، اتُّخذ في سياق خطط الحكومة الإسرائيلية لشن هجوم عسكري على رفح تعارضه واشنطن، من دون ضمانات جديدة لحماية المدنيين.
بالتزامن، عاد مدير المخابرات المركزية الأميركية وليام بيرنز، الأربعاء، إلى العاصمة المصرية القاهرة، بعد اجتماعات مع رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو ورئيس "الموساد" ديفيد بارنياع في إسرائيل، في محاولة لتذليل العقبات الإسرائيلية أمام إبرام اتفاق الهدنة وتبادل الأسرى مع حركة "حماس"، التي جدد عضو مكتبها السياسي عزت الرشق تأكيد تمسّكها بموقفها تجاه مقترح الهدنة وموافقتها عليه.
أما على مستوى جبهة جنوب لبنان، التي شهدت تصعيدًا عسكريًا متبادلًا خلال الأيام الأخيرة، فبرز تهديد وزير الدفاع الإسرائيلي يوآف غالانت بتصاعد حدة الحرب مع "حزب الله" قائلًا خلال زيارته الجبهة الحدودية الشمالية مع جنوب لبنان: "يبدو أننا مقبلون على صيف ساخن"، مبديًا تصميم حكومته على إعادة سكان المستوطنات الشمالية التي جرى إخلاؤها في ظل المواجهات الحدودية المتواصلة مع "حزب الله".
وصباح اليوم، دوت أصوات انفجارات عنيفة في أرجاء العاصمة السورية، وأوضح "المرصد السوري لحقوق الإنسان" أنّ غارات إسرائيلية استهدفت مقرًا لميليشيا "حركة النجباء" العراقية التابعة لإيران في منطقة "السيدة زينب" جنوب دمشق.
وفي إطار تصاعد وتيرة المواجهات على الجبهة اللبنانية، أفادت مصادر ميدانية، صحيفة "الشرق الأوسط"، بأنّ مقاتلي "حزب الله" بدأوا باتباع "استراتيجيات عسكرية جديدة في الميدان"، موضحة أنها "تعتمد على تقنيات وأسلحة جديدة تم إدخالها إلى المعركة، ويجري اعتمادها لتنفيذ قصف لمناطق أعمق، وتنفيذ استهدافات محددة بناء على معلومات أمنية في الداخل".
من جانبها، عبّرت صحيفة "الخليج" الإماراتية من "الخشية، إذا بلغ التصعيد مراحل أخرى، من أن تنغلق ممرات الانفراجة التي تسعى إليها جهود قطر ومصر، وكان يفترض أن تبدأ بوقف لإطلاق النار يجنّب الوضع في الأراضي الفلسطينية المحتلة تأجيجًا يفاقم المأزق الإنساني الذي بلغته، ويقطع الطريق على عنف إضافي لا تحتمله المنطقة".
في حين ربطت صحيفة "عكاظ" السعودية مواقف قيادات "حماس" التصعيدية حيال شروط اتفاق الهدنة بـ"خطاب قائد الحرس الثوري الإيراني بتوسيع الجبهات وإغلاق شرق البحر الأبيض المتوسط"، معتبرةً أنّ ذلك يدل على أنّ الوضع يتجه نحو "تصعيد جديد تقوم به "حماس" يتماهى مع تصعيد الحرس الثوري، في الوقت الذي تقوم فيه مصر بكل ما يمكنها لنزع فتيل أزمة جديدة".
من جانبها، رأت صحيفة "الدستور" الأردنية أنّ "حديث المسؤولين الأميركيين عن رفض عملية اجتياح رفح، والتي يتم ترديدها يوميًا، باتت بعد الاجتياح شيك بلا رصيد، إذ لا يتوخون سوى صرفه في بازارات استحقاق الانتخابات الرئاسية المقبلة في الولايات المتحدة".
كما أشارت صحيفة "الأهرام" المصرية إلى أنّ "الموقف الأميركي المتناقض، القاضي بعدم ممانعة الاجتياح البري لرفح إذا ما تم بطريقة تختلف عن تلك التي تم اتباعها في المراحل الأولى من الحرب، هو ما استغلته إسرائيل عندما صوّرت المشهد وكأنها تبذل ما بوسعها من خلال ترحيل المدنيين، لتمضي بعدها في تنفيذ عملية عسكرية أقل كثافة لكن لتحقيق نفس النتيجة".
(رصد "عروبة 22")