واصلت الصحف العربية، الصادرة اليوم، مواكبة مستجدات العدوان الإسرائيلي على قطاع غزّة، على وقع التخبط الأميركي الإسرائيلي حيال آفاق الحرب على القطاع، حيث ردّ رئيس وزراء الاحتلال بنيامين نتنياهو على كلام الرئيس الأميركي جو بايدن عن وقف تسليم شحنة أسلحة لإسرائيل، بالتشديد على أنّ "الإسرائيليين مستعدون للقتال بأظافرهم"، الأمر الذي دفع البيت الأبيض إلى إعادة تصويب موقف بايدن بالقول: "لم نتخذ قرارًا نهائيًا بشأن الشحنة التي تم تعليق إرسالها إلى إسرائيل"، مع الإشارة إلى أنّ "الرئيس الأميركي أمر فريقه بمواصلة العمل مع إسرائيل لإلحاق هزيمة دائمة بحركة حماس".
في المقابل، وإذ غادرت الوفود المشاركة في مفاوضات القاهرة بعد تعثر التوصل إلى صيغة نهائية متوافق عليها لإتفاق وقف النار وتبادل الأسرى، شددت "حماس" على أنّ "الكرة بالكامل في ملعب إسرائيل للتوصل إلى اتفاق هدنة"، بينما دعت القاهرة كلًا من إسرائيل و"حماس" إلى إبداء "مرونة" في سبيل التوصل إلى وقف لإطلاق النار "في أسرع وقت" حسبما عبّر وزير الخارجية المصري سامح شكري. وبالتزامن، كشفت مصادر مصرية وأخرى دبلوماسية غربية في القاهرة، لـ"العربي الجديد"، أنّ "هناك مساعي لاستئناف المفاوضات بعد أيام في الدوحة".
أما على مستوى جبهة جنوب لبنان، فتصاعدت وتيرة المواجهات على الحدود الجنوبية، حيث قُتل أمس أربعة من قيادات ومقاتلي "حزب الله" في غارة إسرائيلية بمسيّرة استهدفت سيارتهم في عمق الجنوب، بينما شنّ "الحزب" في المقابل هجومًا جويًا بمسيّرات انقضاضية استهدفت القيادة العسكرية لإدارة قوات جيش الاسرائيلي في مستعمرة كفرجلعادي ومحيطها.
وفي الأثناء، تدرس عدة دول أوروبية الاعتراف بدولة فلسطين خلال الأيام القليلة المقبلة، حسبما كشف تقرير للإذاعة الوطنية الأيرلندية. وأشارت الإذاعة إلى أنّ أيرلندا وإسبانيا وعددًا من الدول الأوروبية الأخرى قد تعترف بالدولة الفلسطينية في 21 مايو الجاري.
من جهتها، لفتت صحيفة "الوطن" القطرية إلى أنّ "التعنّت الإسرائيلي يعرقل الجهود الدبلوماسية الهادفة إلى التوصل لهدنة أو اتفاق لوقف إطلاق النار، ويزيد رفض إسرائيل للمقترحات الدولية، مما يؤدي إلى تعقيد المشهد السياسي، ويضع المجتمع الدولي أمام تحدٍ حقيقي واختبار لقدرته على وقف العدوان الإسرائيلي، وبدء مسار حقيقي نحو حل دائم وعادل وشامل، يرتكز على الشرعية الدولية".
وأشارت صحيفة "الأهرام" المصرية إلى أنّ "اقتحام رفح لن يحقق لإسرائيل وأميركا نصرًا وسوف يقف الجميع يومًا أمام التاريخ لكي يقول كلمته فلم ينسَ التاريخ حشود التتار وهي تقتحم بغداد ولم ينس صلاح الدين وتحرير القدس وسوف يذكر التاريخ أنّ شعبًا أعزل يسمى الشعب الفلسطيني صمد أمام حشد مهول شاركت فيه أميركا وإسرائيل".
بدورها، رأت صحيفة "الخليج" الإماراتية أنّ "اعتراف الرئيس الأميركي جو بايدن بأن أسلحة أميركية قتلت مدنيين فلسطينيين في العدوان الإسرائيلي على غزّة، ربما يكون أهم من قراره تعليق شحنة قنابل إلى تل أبيب، فللمرة الأولى ولو متأخرة، يأتي إقرار من سيد البيت الأبيض بأنّ إسرائيل ارتكبت جرائم إبادة بأسلحة أميركية، وهو ما سيقود وجوبًا إلى الاعتراف بانتهاك القانون الدولي، وبمشاركة واشنطن في الحرب المروعة على الشعب الفلسطيني".
كذلك لفتت صحيفة "اللواء" اللبنانية إلى أنّ "مغادرة الوفود المشاركة في مفاوضات الهدنة في غزّة القاهرة إلى الدوحة وواشنطن وتل أبيب، كنتيجة لعدم إحداث خرق في الهوة بين المواقف، أدخلت مسألة الترقب، في دائرة الاهتمام البالغ، لرؤية الموقف، إذا ما ركب نتنياهو رأسه مجددًا، مع فريق التطرف اليميني في الكابينت، مع تعزيز استنفار جهات المساندة، ووضع آليات لمواجهات أكثر ضراوة ما لم تعاود المفاوضات بأسرع وقت، وتتوقف عملية استهداف رفح، أو حصار القطاع على نحو أشد إيلامًا وقسوة".
بينما أفادت صحيفة "الجريدة" الكويتية بأنّ "اللبنانيين يترقبون لقاءً منتظرًا بين المبعوثين الرئاسيين الأميركي آموس هوكشتاين والفرنسي جان إيف لودريان، يهدف إلى التنسيق وتقريب وجهات النظر وتكامل المساعي الفرنسية الأميركية للوصول إلى اتفاق حول جنوب لبنان يعيد الهدوء ويرسي قواعد اشتباك جديدة".
(رصد "عروبة 22")