واصلت الصحف العربية، الصادرة اليوم، مواكبة مستجدات العدوان الإسرائيلي على قطاع غزّة، على وقع إعلان المدعي العام للمحكمة الجنائية الدولية كريم خان، تقديم طلبات إلى الدائرة التمهيدية بالمحكمة لإصدار مذكرات اعتقال بحق رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو ووزير الدفاع الإسرائيلي يوآف غالانت، لارتكابهما جرائم حرب في غزة، إلى جانب كل من رئيس المكتب السياسي لحركة "حماس" إسماعيل هنية ورئيسها في القطاع يحيى السنوار وآخرين.
على الأثر، سارع نتنياهو إلى ترهيب المحكمة الجنائية الدولية واصفًا طلب إصدار مذكرة اعتقال بحقه ووزير دفاعه بـ"الفضيحة"، ومتحديًا إياها بالقول: "هذا لن يمنعني أو يمنعنا". كما ندد الرئيس الأميركي جو بايدن بإجراءات المحكمة الدولية ووصف طلبات اعتقال نتنياهو وغالانت، بأنها "مشينة"، رافضًا "مساواة" المحكمة بين إسرائيل وحركة "حماس".
في المقابل، اعتبرت "حماس" طلبات إصدار مذكرات اعتقال بحق قادتها هي بمثابة "مساواة الضحية بالجلاد"، بينما برز دفاع أوروبي عن استقلالية محكمة الجنائية الدولية وشدد مسؤول السياسة الخارجية في الاتحاد الأوروبي جوزيب بوريل على كونها "مؤسسة دولية مستقلة والدول المصدقة على نظامها الأساسي ملزمة بتنفيذ قرارها"، كما أعربت وزارة الخارجية الفرنسية عن دعم باريس للمحكمة "واستقلالها ومكافحة الإفلات من العقاب".
وفي إطار أشكال جرائم الحرب المتنوعة التي ترتكبها سلطات الاحتلال ضد الفلسطينيين المحاصرين في قطاع غزّة، والتي كانت أحد أسباب طلب إصدار مذكرات اعتقال بحق نتنياهو وغالانت، لفتت صحيفة "الأهرام" المصرية إلى أنّ "حكومة الحرب الإسرائيلية لا تزال تصر على غلق المعابر، بخاصة معبر رفح ومعبر كرم أبو سالم، وتمنع دخول المساعدات الإنسانية في إطار سياسة ممنهجة في استخدام سلاح التجويع لكسر إرادة الشعب الفلسطيني ودفعه نحو التهجير القسري والطوعي إلى خارج القطاع".
بدورها، رأت صحيفة "عكاظ" السعودية أنّ "العدوان الإسرائيلي على غَزّة، وما يرتكبه الصهاينة من جرائم تنحدر لمستوى الإبادة الجماعية، المنهجية والمنظمة ضد الفلسطينيين، جاء ليَظْهَرَ للجميع كم هم اليهود بعقيدتهم الصهيونية العنصرية البغيضة، أعتى إجرامًا وعداءً للإنسانية والسلام، من النازيين والفاشيين، الذين طورت الصهيونية من ممارستهم القمعية لهم فكرةَ العداءِ للسامية".
بينما اعتبرت صحيفة "الخليج" الإماراتية أنّ "تحريك مسطرة المتابعة في حق المتهمين بارتكاب جرائم تندرج ضمن اختصاصات المحكمة الجنائية الدولية بغض النظر عن جنسياتهم، سيمثل دفعة قوية لمسار العدالة الجنائية الدولية باتجاه تحقيق رهان عدم الإفلات من العقاب، أما التساهل مع هذه الممارسات وتركها تمرّ دون تحديد المسؤوليات، من شأنه أن يراكم سوابق تشجع على الاستمرار في انتهاك القانون الدولي، ويتيح لقوى دولية أخرى اللجوء إلى القوة كآلية لتحقيق المصالح ولحسم الخلافات والأزمات".
كما أشارت صحيفة "الشرق" القطرية إلى أنّ "ما هو متوقع، بل مؤكد بصورة كبيرة، أن اجتياح تل أبيب لرفح، سيقابل بتكثيف عال للمقاومة على جبهات أخرى خاصة في جبهة الجنوب مع "حزب الله"، وربما في الضفة الغربية، خاصة مع الخسائر المدنية الفادحة المتوقعة نتيجة للاجتياح"، لافتةً إلى أنّ "ذلك سيؤدي إلى استنزاف إسرائيل، بل وربما تطور الوضع إلى حرب إقليمية واسعة".
أما صحيفة "الشروق" الجزائرية فشددت على أنّ "حرب الإبادة في فلسطين بلغت من الضجر والجنون عتيًا، لا شيء تحقق فيها للصهاينة غير تلطيخ صورتهم التي "زيّنوها" منذ ست وسبعين سنة بأحمر المجازر وسواد المآسي، وإذا كانت المقاومة قد لقَّنتهم درسا في فنون الحياة والموت أيضًا، فإنهم ساهموا بخبلهم وانتفاخهم الفُقاعي في هزم أنفسهم بأنفسهم".
(رصد "عروبة 22")