واصلت الصحف العربية، الصادرة اليوم، مواكبة مستجدات العدوان الإسرائيلي على قطاع غزّة، على وقع إعلان جيش الإحتلال، مساء الأربعاء، السيطرة عمليًا على كامل الشريط الحدودي الفاصل بين مصر وقطاع غزة، المعروف باسم "محور فيلادلفيا". في حين نقلت "قناة القاهرة" الإخبارية الخاصة عن مصدر مصري رفيع المستوى قوله إنه "لا صحة للأمر"، موضحًا أنّ "هناك محاولات إسرائيلية لتصدير الأكاذيب حول وضع قواتها على الأرض في رفح".
وبالتزامن، أبدى نحو 50 خبيرًا أمميًا في مجال حقوق الإنسان الغضب إزاء الغارات الجوية الإسرائيلية على مخيم يؤوي مدنيين نازحين في تل السلطان بمدينة رفح جنوب قطاع غزة، ليلة الأحد الماضي، مطالبين باتخاذ إجراء دولي حاسم لوقف إراقة الدماء في غزّة، حيث أقرّت "الوكالة الأميركية للتنمية" بأنّ "الوضع الإنساني في القطاع الآن أسوأ من أي وقت مضى". كما أصدر 25 موظفًا قضائيًا بالولايات المتحدة، بيانًا عامًا انتقدوا فيه قيودا فرضها القضاء على قدرتهم على معارضة معاملة إسرائيل للفلسطينيين في حربها على قطاع غزّة، كما عارضوا ما وصفوه "بتواطؤ حكومتنا (الأميركية) في الإبادة الجماعية".
وفي افتتاح "منتدى التعاون الصيني العربي" في بكين، أعلن الرئيس الصيني شي جينيينغ أنّ بلاده "تدعم بقوة إقامة دولة فلسطينية تتمتع بالسيادة الكاملة وتؤيد مسعى الفلسطينيين لأن يصبحوا دولة كاملة العضوية في الأمم المتحدة".
كذلك على مستوى المواقف الدولية، دعا الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون، الرئيس الفلسطيني محمود عباس إلى "مباشرة إصلاحات حيوية" في السلطة الفلسطينية، تمهيدًا "للاعتراف بدولة فلسطينية"، على ما أفادت الرئاسة الفرنسية في بيان.
وبالتوازي مع حرب الإبادة الجماعية في غزّة، تواصل قوات الاحتلال اقتحاماتها واعتداءاتها في الضفة الغربية المحتلة، حيث أعلن الهلال الأحمر الفلسطيني إصابة شاب فلسطيني برصاص الاحتلال في رام الله، بينما أعلن الجيش الإسرائيلي في المقابل مقتل إسرائيليَّين في عملية دهس قرب نابلس في شمال الضفة.
من ناحية أخرى، أعلن مصدر طبي في محافظة طرطوس، غربي سوريا، مقتل طفلة وإصابة أكثر من 10 آخرين من جراء قصف إسرائيلي، استهدف أحد أحياء مدينة بانياس شمال مدينة طرطوس، وسط أنباء إعلامية تحدثت عن أنّ الهجوم الإسرائيلي استهدف شاحنات إمداد تابعة لـ"حزب الله".
أما على المستوى الإسرائيلي الداخلي، فاتهم عضو الكنيست غادي أيزينكوت، المراقب في حكومة الحرب، ائتلاف نتنياهو بـ"الفشل الذريع" في ظل الحرب في غزة، داعيًا إلى إجراء انتخابات بحلول نهاية العام. وفي هذا السياق، رأت صحيفة "الشرق الأوسط" أن اللقاء الذي بادر إليه رئيس حزب "يسرائيل بيتنا" أفيغدور ليبرمان، الأربعاء، وضم كلاً من رئيس المعارضة، يئير لبيد، ورئيس حزب اليمين الرسمي، جدعون ساعر، ووضعوا فيه خطة طموحة لإسقاط حكومة بنيامين نتنياهو، يصلح القول فيه إنه "خطوة أولى في طريق الألف ميل"، مشيرةً إلى أتها "خطوة مهمة جدًا وتستجيب لرغبات غالبية الإسرائيليين، لكنها عسيرة، وتهدد بإفشالها أمور كثيرة، أهمها التناقضات في صفوف المعارضة نفسها".
بينما أشارت صحيفة "الدستور" الأردنية إلى أنّ "المجازر الدموية التي يرتكبها جيش الاحتلال النازي في مخيمات النازحين برفح، تعكس إصراره على استمرار عمليات الإبادة والتدمير وممارسة الانتقام المطلق بحق أبناء الشعب الفلسطيني، في تجاوز لكل المطالبات والقرارات الدولية بضرورة وقف الهجوم العسكري على مدينة رفح، وإلى أن ارتكاب المجازر بحق المدنيين النازحين يفضح كذب ادعاءات الاحتلال الدموي بوجود مناطق آمنة داخل قطاع غزة".
واعتبرت صحيفة "الأهرام" المصرية أن "مجزرة الخيام تؤكد رسالة واضحة من الاحتلال الإسرائيلي إلى المحاكم الدولية، ومنها الى المجتمع الدولي، مفادها بأنّ إسرائيل فوق الشرعية الدولية، وأنها لا تخشى الأحكام ولا العقوبات، وبالتالي فهي مستمرة في عمليات القتل والتدمير ومواصلة استهداف المدنيين العزل".
بدورها، أوضحت صحيفة "الخليج" الإماراتية إلى أنّ "بنيامين نتنياهو المأزوم مع جماعته المتطرفة يتوقع أن تستمر حربه على الفلسطينيين سبعة أشهر أخرى، وهو ما يكذب مصطلح "النصر المطلق" الذي يكرره دومًا في خطاباته، ويؤكد مجددًا أن هذه الحرب لا تسير كما تريد إسرائيل ومن يدعمها، بل هي قصة أخرى ستنكشف حقائقها تباعًا حتى يتشكل واقع عالمي جديد".
(رصد "عروبة 22")