واصلت الصحف العربية، الصادرة اليوم، مواكبة مستجدات العدوان الإسرائيلي على قطاع غزّة، على وقع إستمرار التصعيد الإسرائيلي في قطاع غزة وجنوب لبنان، في حين برز تقديم الرئيس الأميركي جو بايدن "مقترحًا إسرائيليًا" يتكوّن من ثلاث مراحل، ويهدف إلى "وقف إطلاق نار مستدام وإطلاق سراح الرهائن المحتجزين لدى حركة "حماس"، ويضمن الأمن لإسرائيل، ويوفر لسكان قطاع غزة يومًا أفضل دون وجود "حماس" في السلطة، ويمهد الطريق للتسوية السياسية، ويوفّر مستقبلًا أفضل للإسرائيليين والفلسطينيين على حد سواء".
وإذ أشارت حركة "حماس" إلى أنها "تنظر بإيجابية إلى ما تضمنه خطاب الرئيس الأميركي ودعوته لوقف إطلاق النار الدائم، وانسحاب قوات الاحتلال من قطاع غزة وإعادة الإعمار وتبادل الأسرى"، أشار مكتب رئيس وزراء الإحتلال بنيامين نتنياهو إلى أنّ "الحكومة الإسرائيلية موحدة في الرغبة في إعادة المحتجَزين في أسرع وقت، وأنها تعمل على تحقيق هذا الهدف"، لكنه لفت إلى أنّ نتنياهو "كلف الفريق المفاوض بتقديم الخطوط العريضة لتحقيق هذا الهدف، مع إصراره على أنّ الحرب لن تنتهي إلا بعد تحقيق جميع أهدافها، بما في ذلك عودة جميع المختطَفين، والقضاء على (حماس) عسكريًا وحكوميًا".
بالتزامن، بحث وزير الخارجيّة الأميركي أنتوني بلينكن، خلال محادثات هاتفيّة مع نظرائه السعودي والأردني والتركي، خريطة الطريق الإسرائيليّة الجديدة التي أعلن عنها بايدن. وشدّد بلينكن على أنّ "المقترح يصبّ في مصلحة الإسرائيليّين والفلسطينيّين، وفي مصلحة أمن المنطقة على المدى الطويل".
من جانبه، رحّب الأمين العام للأمم المتحدة، أنطونيو غوتيريس بمبادرة بايدن، وشجع جميع الأطراف على اغتنام هذه الفرصة لوقف إطلاق النار في غزة. في حين أعلن مسؤول السياسة الخارجية في الاتحاد الأوروبي جوزيب بوريل دعمه خارطة الطريق، وشدد على أن "الحرب يجب أن تنتهي الآن".
في هذا السياق، أشارت صحيفة "اللواء" اللبنانية إلى أن "اليوم التالي في غزّة تحوّل إلى البحث عن اليوم التالي في المنطقة والعالم، بعد ان نجحت غزة في اظهار مدى تحلل النظام الدولي بكل تشكيلاته وادواته الغير قادرة على مواجهة عملية الابادة الجماعية والقهر الانساني، حيث تحاول الدبلوماسية العالمية البحث عن مفردات انشائية لتبرير عجزها وعدم قدرتها على تشخيص اليوم التالي في غزة".
بينما اعتبرت صحيفة "الخليج" الإماراتية أنّ "لا شيء تغيّر منذ بدء الحرب إلى يومنا هذا، فالدماء تسيل بالوتيرة ذاتها، إن لم تكن أشد، وإسرائيل تدير ظهرها لكل القوانين والدعوات العالمية لوقف مذبحتها ضد الشعب الأعزل، بل إنها توسع عملياتها، وتدفع بمزيد من الألوية إلى قلب القطاع، محطّمة ما تبقى من أشكال الحياة؛ إذ إنها تخوض حربًا ممنهجة، هدفها التدمير، شكلًا ومضمونًا، على خلاف ما تروّج له، من أنها تقوم "بعمليات جراحية" لاجتثاث الفصائل الفلسطينية.
ورأت صحيفة "الأهرام" المصرية أن "الإعلان منذ أيام عن اكتشاف فتحات 20 نفقًا داخل غزة بالقرب من الحدود مع مصر، يستكمل جوانب السردية الإسرائيلية المطلوب تسويقها بداية للداخل الإسرائيلي، المتلهف لأن يتابع أي إنجاز عسكري، وهذا يضعه أمام قصة مثيرة تبرر له إخفاق الجيش الإسرائيلي حتى الآن في الوصول لقادة حماس والمحتجزين، وتسكينًا للأطراف الدولية التي ضاقت ذرعًا باستمرار الحرب وتلح يوميًا على ضرورة إيقاف الآلة العسكرية".
ولفتت صحيفة "الدستور" الأردنية إلى أن "العدوان على غزّة، والجرائم التي ترتكبها إسرائيل جعلت القضية الفلسطينية على أولويات برنامج الحزبين الديمقراطي والجمهوري في الانتخابات الرئاسية، ربما لأول مرّة، وهو ما يمكن البناء عليه الآن وبعد الانتخابات الاميركية مهما كانت نتيجتها".
(رصد "عروبة 22")