صحافة

"المشهد اليوم"... المجازر الإسرائيلية تتصاعد ومفاوضات "وقف النار" تتسارع

واصلت الصحف العربية، الصادرة اليوم، مواكبة مستجدات العدوان الإسرائيلي على قطاع غزّة وجنوب لبنان، على وقع إرتكاب الجيش الإسرائيلي مجزرة جديدة في القطاع، حيث استشهد 30 فلسطينيًا وأصيب العشرات، جراء مجزرة ارتكبها طيران الاحتلال بعد قصفه مدرسة تؤوي نازحين في مخيم النصيرات، ليل الأربعاء الخميس. بينما تستمر الضغوط الدولية والعربية الهادفة إلى الوصول إلى إتفاق في غزة، إنطلاقًا من المقترح الذي كان قد تقدّم به الرئيس الأميركي جو بايدن.

في هذا السياق، اجتمع رئيس الوزراء القطري الشيخ محمد بن عبد الرحمن آل ثاني ورئيس المخابرات المصرية عباس كامل مع أعضاء من حركة "حماس" في الدوحة، لبحث الهدنة في غزة. بينما يتوقع أن يزور مدير وكالة الاستخبارات المركزية الأميركية ويليام برنز، قطر، لمواصلة العمل مع الوسطاء للتوصل إلى اتفاق لوقف طلاق النار، في حين كشفت صحيفة "نيويورك تايمز" أنّ "قطر تلقت ردًا أوليًا إيجابيًا من حماس على مقترح بايدن لوقف النار".

في المقابل، حسم وزير الدفاع الإسرائيلي يوآف غالانت أنّ الهجوم على غزّة "لن يتوقف من أجل أي مفاوضات مع حماس"، مشدّدًا على أن أيّ استئناف لمفاوضات إطلاق سراح الرهائن "لا يعني وقف حرب غزّة". بينما أشار رئيس المكتب السياسي لحركة "حماس" إسماعيل هنية إلى أن الحركة "سوف تتعامل بجدية وإيجابية مع أي اتفاق على أساس وقف العدوان بشكل شامل والانسحاب الكامل والتبادل للأسرى". في حين أكدت مصادر في "حماس"، لصحيفة "الشرق الأوسط"، أنّ الحركة تريد ضمانات واضحة بوقف الحرب، لا تحمل أي تفسيرات أو تأويلات.

من ناحية أخرى، تجمّع مئات الإسرائيليين في ساحة باب العامود أحد أشهر أبواب البلدة القديمة بالقدس الشرقية، وهم يلوّحون بالأعلام الإسرائيلية بمناسبة ذكرى احتلال المدينة عام 1967، في ما يسمى بـ"مسيرة الأعلام". وبالتزامن اقتحم أكثر من 1600 مستوطن المسجد الأقصى منذ ساعات صباح اليوم الأربعاء، بينهم أعضاء كنيست ومسؤولون إسرائيليون، إذ قال وزير الأمن القومي الإسرائيلي المتطرّف إيتمار بن عفير: "القدس لنا وباب العامود لنا ويومًا ما سيصلي اليهود بحرية في المسجد الأقصى".

أما على مستوى جبهة جنوب لبنان، فحذرت الولايات المتحدة من "تصعيد" إسرائيلي في لبنان، بعدما توعد بنيامين نتنياهو بتنفيذ عملية عسكرية، معتبرةً أنّ اندلاع نزاع من شأنه أن يضرّ بأمن إسرائيل. بينما أشار المتحدث باسم قوات "اليونيفيل" إلى أن "هناك احتمالًا كبيرًا، بعد كل هذه الأشهر من تبادل إطلاق النار، أن يحدث تصعيد أكبر وسوء فهم قد يؤدي إلى صراع أوسع" عند الجبهة الجنوبية للبنان.

وكان نتنياهو قد أعلن، خلال زيارة مستوطنة كريات شمونة قرب الحدود مع لبنان، أنّ تل أبيب "جاهزة لعملية عسكرية شديدة جدًا في الشمال"، وقال: "من يعتقد أنه سيستهدفنا ونحن نبقى مكتوفين يرتكب خطأ كبيرًا. وبطريقة كهذه أو بأخرى سنعيد الأمن إلى الشمال". في حين أفادت هيئة البث الإسرائيلية بأنّ "الجيش ينتظر قرارًا من الحكومة لجعل المواجهة مع "حزب الله" في لبنان ساحة لحرب رئيسية تشمل عملية برية"، لا سيما وأنّ "القناة 12" الإسرائيلية كشفت أنّ "مسؤولين رفيعين في القيادة السياسية عقدوا اجتماعًا مغلقًا لمناقشة التصعيد في الشمال بحيث أكدت المؤسسة الأمنية ترى فرصة استراتيجية لبدء معركة الشمال لكن ليس قبل انتهاء العملية في رفح"، في وقت نقلت "القناة 13" الإسرائيلية مطالبة وزير المال المتطرّف سموتريتش بشنّ هجوم واسع على لبنان قائلًا لنتنياهو: "إذهب إلى الحرب مع حزب الله ودمّره".

على المستوى الإقليمي أيضًا، أعلن الحوثيون في اليمن، الأربعاء، تنفيذ ثلاث عمليات عسكرية في البحر الأحمر وبحر العرب، وذلك ردًا "على جرائم العدو الصهيوني بحق النازحين في منطقة رفح بقطاع غزة، وفي إطار توسيع العملياتِ العسكريةِ في المرحلة الرابعة من التصعيد وردًا على العدوان الأميركيّ البريطانيّ على اليمن"، بحسب المتحدث العسكري باسم الجماعة يحيى سريع.

في هذا السياق، أفادت صحيفة "الجريدة" الكويتية بأنّ "بعض الإسرائيليين الذين يصرون على ضرورة توجيه ضربة كبيرة لـ"حزب الله"، يعتبرون أن الحرب الكبيرة التي شنوها على قطاع غزة كانت بسبب فقدان مفهوم الردع، والأمر نفسه حصل في الشمال (عند الحدود مع لبنان)، ولذلك لا بد من استرجاع هذا المفهوم"، إلا أنّ مصادر دبلوماسية كشفت أن الاتصالات والمساعي الدولية لا تزال قائمة في سبيل منع تدهور الأوضاع العسكرية بين "حزب الله" وإسرائيل، وهناك نشاط أميركي متجدد في هذا الإطار.

من جهتها، أشارت صحيفة "الأهرام" المصرية إلى أنّ "الحرب على قطاع غزة فتحت الباب لتصدع كبير في عقل إسرائيل، ضرب النخبة السياسية والأمنية والإعلامية، والمجتمع برمته، وتوشك أن تنهي نظرية الحرب المستمرة ورفض الاستسلام للتسوية السياسية، لأن الفروق بين من يريدون وقف الحرب، وبين من طالبوا بمواصلتها حتى يتم اجتثاث حماس من جذورها وعودة الأسرى وتوفير الأمن لدولة إسرائيل، أصبحت شاسعة، وبات الاعتماد على نظرية العدو الخارجي وحدها غير مفيدة، ومن المهم القيام بانحناءة كبيرة الآن".

كما أوضحت صحيفة "اللواء" اللبنانية أنّ "المتشددين الإسرائيليين بدأوا يطالبون بإجراء انتخابات مبكرة، وهذا معناه تأخير وقف اطلاق النار اشهرًا، وذلك يعني تفشيل القرار الأميركي الذي تضمنه خطاب الرئيس بايدن، سيّما وأنّ أميركا حاليًا هي في حمى انتخابية رئاسية وأن العادة جرت أنّ الإدارة الأميركية تتوقف ابتداء من شهر آب عن الإلتفات إلى الشؤون الدولية لأنها تحصر تعاطيها بالشأن الداخلي المتعلق بالإنتخابات، ما يوفر للمعارضة الإسرائيلية تحقيق مبتغاها وإطالة أمد الحرب".

بينما لفتت صحيفة "الدستور" الأردنية إلى أن وقوف الأردن مع فلسطين يأتي "لحماية الأمن الوطني الأردني من محاولات المستعمرة لطرد وتشريد وتهجير فلسطينيي قطاع غزة إلى سيناء المصرية، وطرد وتشريد وتهجير فلسطينيي القدس والضفة الفلسطينية نحو الأردن، وهذا ما يُفسّر اهتمام ودعم الأردن للفلسطينيين من أجل البقاء والصمود في بلدهم".

(رصد "عروبة 22")

يتم التصفح الآن