صحافة

"المشهد اليوم"... نتنياهو وبايدن يتباهيان بـ"مذبحة النصيرات"!

واصلت الصحف العربية الصادرة اليوم مواكبة مستجدات العدوان الإسرائيلي على قطاع غزّة، على وقع ارتكاب قوات الاحتلال مجزرة جديدة في مخيم النصيرات، خلال عملية تحرير 4 أسرى تسببت بـ"مذبحة" بحق المدنيين أسفرت عن مقتل أكثر من 210 فلسطينيين وجرح 400 آخرين، بينما حذر المتحدث باسم "كتائب القسام"، أبو عبيدة، من أنّ ما حصل سيشكل "خطرًا كبيرًا" على الأسرى الإسرائيليين وظروفهم وحياتهم، كاشفًا عن مقتل بعضهم في عملية أمس التي وصفها بـ"جريمة حرب". في حين لفت منسق الشؤون الإنسانية لدى الأمم المتحدة مارتن غريفيث إلى أنّ مخيم النصيرات للاجئين أصبح "مركز الصدمة الزلزالية التي لا يزال المدنيون في غزة يعانون منها"، وأضاف: "صور الموت والدمار التي أعقبت العملية الإسرائيلية في المخيم أثبتت أنّ كل يوم تستمر فيه هذه الحرب فإنها تصبح أكثر فظاعة".

وإذ نقلت شبكة "سي أن أن" عن مسؤول أميركي قوله إنّ خلية أميركية في إسرائيل عملت مع القوات الإسرائيلية في عملية استعادة المحتجزين الإسرائيليين الأربعة من مخيم النصيرات، شددت حركة "حماس" على أنّ مشاركة الولايات المتحدة في "العملية الإجرامية" تثبت تواطؤ واشنطن في جرائم الحرب التي تُرتكب بالقطاع. الأمر الذي أكد عليه الرئيس الأميركي جو بايدن بتباهيه بإنجاز العملية الإسرائيلة، متعهدًا بمواصلة الولايات المتحدة العمل حتى إطلاق سراح جميع المحتجزين في القطاع، حيث أعرب رئيس وزراء الإحتلال كذلك عن تصميمه على استكمال الهجمات الدموية في غزّة قائلًا: "سنكرر العملية الجريئة ونحن ملتزمون عودة أسرانا أحياءً وأمواتًا".

من ناحية أخرى، طالب نتنياهو، رئيس كتلة "المعسكر الوطني"، الوزير في كابينت الحرب، بيني غانتس، بالتراجع عن قرار الانسحاب من حكومة الطوارئ الإسرائيلية التي تشكلت في أعقاب الحرب على غزّة.  وبعد أن دعاه نتنياهو إلى عدم الانسحاب من الحكومة، رحب غانتس بعملية إعادة الأسرى الأربعة، لكنه أكد أنه "إلى جانب الفرحة المبررة بالإنجاز، يجب أن نتذكر أن جميع التحديات التي تواجهها إسرائيل لا تزال قائمة. لذلك، أقول لرئيس الحكومة والقيادة بأكملها: حتى اليوم يجب علينا أن ننظر بمسؤولية إلى ما هو صحيح وممكن للمضي قدمًا". بدوره، أكد زعيم المعارضة الإسرائيلية يائير لابيد أنّ "حكومة نتنياهو ليس لديها أهداف سياسية معروفة لا في غزة ولا في لبنان"، داعيًا غانتس للانسحاب من هذه الحكومة "الفاشلة".

في هذا السياق، أشارت مصادر ميدانية، لصحيفة "الشرق الأوسط" إلى أنّ "القوات الإسرائيلية تسللت إلى قلب مخيم النصيرات بلباس مدني في شاحنات مساعدات، لكن تم اكتشافها واندلعت اشتباكات عنيفة قبل أن تحصل القوات الخاصة على دعم غير مسبوق من قوات أخرى".

بينما لفتت صحيفة "عكاظ" السعودية إلى أنّ "الصهاينة يصفون العرب بصفات سلبية سيئة كثيرة، منها أنهم "حيوانات بشرية"، وأنهم "همج، ومتخلفون، ولا يستحقون الاحترام"، وهم المجرمون الأوباش البرابرة، قتلة الأطفال والنساء، الذين يجب - على مدار التاريخ - أن يعتبروا أقذر وأخبث أنواع البشر".

وأوضحت صحيفة "الوطن" القطرية أنه "بعد 57 عامًا على عدوان 1967، ما زالت إسرائيل تواصل جرائمها، وما زالت أيضًا فوق القانون، ولم يطبق أي شيء من القرار 242، سواء بـ"ال" التعريف أو دونها، ولو أن المجتمع الدولي تحرك وقتها لتطبيق القرار الذي أجمع عليه، لكانت المنطقة تجنبت كوارث كبيرة، وربما لتغير وجهها بالكامل، والرهان ما زال قائمًا على صحوة عالمية، تعيد الحقوق المغتصبة لأصحابها الشرعيين".

ودعت صحيفة "الشروق" المصرية إلى "عدم المراهنة، خطأً أو تمنيًا، على حكاية أنّ هناك حمائم وملائكة في المعارضة الإسرائيلية"، مشيرةً إلى أنه "ربما أنّ أحد أهم مميزات نتنياهو ومتطرفيه أنهم أكثر وضوحًا بما يمثل جوهر الروح الإسرائيلية التي تبين لنا بوضوح أنها تنكر بقاء الشعب الفلسطيني، ولا ترى أنه يستحق الحياة، وأن الإسرائيلي أكثر سموًا وعلوًا ورفعة من الفلسطينيين، الذين وصفهم يوآف جالايت، وزير الدفاع، يوم ٧ أكتوبر بأنهم حيوانات بشرية".

بدورها، رأت صحيفة "الشروق" الجزائرية أنّ "الطوفان لم يعد يعني تحرر الفلسطينيين من براثن الصهيونية فقط، بل أصبح نهجًا جديدًا لتحرير العالم من سيطرة الحركة الاستعمارية في نسختها الجديدة المُعدَّلة التي تُمارِس الاستعباد باسم "الحرية"، والإبادة باسم "الدفاع عن النّفس"، والنّهب باسم "تبادل المصالح"، والعمالة باسم "السّلم والتعاون".

بينما، أفادت صحيفة "الجريدة" الكويتية بأنّ "ملف لبنان حضر في فرنسا بين الرئيسين الفرنسي ايمانويل ماكرون والأميركي، وسط تشديد على ضرورة المحافظة على الاستقرار ومنع توسع الصراع بين "حزب الله" وإسرائيل، بالإضافة الى استمرار المساعي الدولية لسد الفراغ الرئاسي وإعادة تشكيل السلطة. وسعى الفرنسيون لانتزاع غطاء جديد من الأميركيين حول تحركهم على الساحة اللبنانية. ذلك لا ينفصل عن المسار الأميركي مع دولة قطر اذ تؤكد المعلومات وجود تنسيق قطري - أميركي حول لبنان، بما في ذلك ملف الجنوب والتهدئة وملف رئاسة الجمهورية".

(رصد "عروبة 22")

يتم التصفح الآن