صحافة

"المشهد اليوم"... "حماس" تطالب بضمانات أميركية "مكتوبة"

واصلت الصحف العربية الصادرة اليوم مواكبة العدوان الإسرائيلي على قطاع غزة، على وقع إستمرار حالة الترقب لمصير القرار الصادر عن مجلس الأمن الدولي، لا سيما بعد محاولات واشنطن الحثيثة للضغط على حركة "حماس" للقبول بوقف إطلاق النار بالشروط الإسرائيلية. في حين طالبت "حماس" في المقابل وزير الخارجية الأميركي أنتوني بلينكن، بالضغط على إسرائيل، مؤكدة أنها تعاملت من ناحيتها بإيجابية ومسؤولية مع مقترح الرئيس الأميركي جو بايدن، بينما رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو هو من يتعمّد الوقوف ضد وقف الحرب.

وإذ رأى وزير الخارجية الأميركي أنه "كان على حماس القبول بالمقترح المطروح كما هو"، معتبرًا أنه "يُمكن العمل مع بعض التعديلات التي اقترحتها في ردها على مقترح الهدنة بينما لا يمكن قبول بعضها الآخر"، كشف مصدران أمنيان مصريان، لوكالة "رويترز"، أنّ "الحركة تُريد ضمانات أميركية مكتوبة لوقف دائم لإطلاق النار وانسحاب القوات الإسرائيلية من قطاع غزّة، من أجل التوقيع على اقتراح الهدنة المدعوم من واشنطن"، كما نقلت الوكالة نفسها عن قيادي في "حماس" إشارته إلى أنّ الحركة تحفّظت على طلب إسرائيل تحديد أسماء الفلسطينيين من ذوي الأحكام العالية المقرّر الإفراج عنهم من السجون الإسرائيلية في إطار الصفقة.

وتزامنًا مع تكثيف قوات الاحتلال عملياتها العسكرية في رفح حيث عمدت خلال الساعات الأخيرة إلى نسف أبنية سكنية في وسط المدينة، تتواصل الاعتداءات والاعتقالات في الضفة الغربية المحتلة، حيث أعلن "نادي الأسير الفلسطيني" أنّ إسرائيل اعتقلت 9170 فلسطينيًا من الضفّة منذ 7 أكتوبر/تشرين الأول الماضي، موضحًا أنّ عمليات الاعتقال تركزت بحق عائلات الأسرى، ومن سبق أن تعرّض للاعتقال، إضافة إلى عائلات الشهداء، عدا عن عمليات التنكيل والتهديد والاستدعاءات التي طاولت عائلات المطاردين من قبل الاحتلال، إلى جانب اعتقالهم كرهائن بدلًا عن أبنائهم.

أما على مستوى جبهة جنوب لبنان، فترتفع وتيرة التصعيد بشكل ملحوظ بين "حزب الله" والجيش الإسرائيلي، لا سيما بعدما بلغت الغارات الإسرائيلية عمق معاقل الحزب في الجنوب اللبناني إثر اغتيال أحد أرفع القيادات العسكرية في "حزب الله" طالب عبد الله في بلدة جويا إلى جانب عدد من عناصره، الأمر الذي ردّ عليه رئيس المجلس التنفيذي في الحزب هاشم صفي الدين، خلال تشييع عبد الله في الضاحية الجنوبية ببيروت، بالتأكيد على أنّ "جوابنا القطعي والحتمي أننا سنزيد من عملياتنا شدةً وبأسًا وكمًا ونوعًا".

وجددت واشنطن الإعراب عن قلقها إزاء تصاعد الاشتباكات عند الحدود الجنوبية اللبنانية، بحيث أكد بلينكن أنّ اتفاقًا لوقف إطلاق النار في غزّة سيكون له تأثير كبير في تخفيف التوترات، كما نُقل عن الموفد الرئاسي الأميركي آموس هوكشتاين إشارته خلال لقائه فاعليات لبنانية في ولاية ميشيغان إلى أنّه "بمجرد وقف النار في غزة فإنّ ذلك سيشمل جنوب لبنان فورًا"، بمعنى أنّ "ساعة الصفر في غزّة تسري على الجنوب".

في هذا السياق، لفتت صحيفة "الشرق" القطرية إلى أنّ "قطر ومصر والولايات المتحدة الأمريكية، ملتزمون بشراكتهم لإنهاء هذه الحرب والتوصل لصفقة تبادل الأسرى والرهائن، في أسرع وقت ممكن، من أجل وقف العدوان وإنقاذ المنطقة من الانفجار، والتوصل إلى حلول مستدامة وليست مؤقتة للقضية الفلسطينية، بما ينعكس إيجابًا على تحقيق الأمن والاستقرار في الأراضي الفلسطينية والمنطقة".

بينما كشف مصدر أميركي مسؤول لصحيفة "الجريدة" الكويتية، أنّ "واشنطن بدأت العمل على تشكيل مجموعات عمل لإدارة الأمن في قطاع غزّة بعد انتهاء الحرب، تتألف في الأساس من أجهزة أمن السلطة الوطنية الفلسطينية ومنظمة التحرير". وأكد المسؤول الأميركي أنّ "مباحثات بهذا الشأن جرت بالفعل أخيرًا مع مدير الأمن الوطني الفلسطيني العام اللواء ماجد فرج، وأمين سر اللجنة التنفيذية لمنظمة التحرير حسين الشيخ، كما جرى لقاء مع القيادي الفلسطيني محمد دحلان في أبوظبي، لبحث احتمال مشاركته في مثل هذه المجموعة مع عناصره المنتشرين في غزّة والضفة الغربية".

من جانبها أوضحت صحيفة "الأهرام" المصرية أنّ "خلاصة الموقف المصري، هي أن الحلول العسكرية لأي أزمة لا ينتج عنها إلا الخراب والدمار وإراقة الدم، ومن ثم فإن إقرار السلام العادل والشامل هو الحل الوحيد للقضية الفلسطينية، ومهما تعسفت إسرائيل، وتجبّرت في سفك الدماء، فإنّ السلام هو السبيل الأوحد لإنقاذ أطراف الصراع".

بينما أفادت صحيفة "الدستور" الأردنية بأنّ "اسرائيل تواجه أزمة وجود، ومأزق الوجود الاسرائيلي يكبر يوميًا، ومن غزّة فانّ المقاومة صفعت إسرائيل وردعتها، والضربة القاضية ستكون في جبهة المقاومة في الضفة الغربية، وإسرائيل اليوم تعود لتحارب لإثبات وجودها وحقها بالوجود، والمقاومة جرّدتها من حلمها التوراتي التوسعي وأوهام وأساطير القوى العظمى والمطلقة وإسرائيل الكبرى".

بينما رأت صحيفة "الخليج" الإماراتية أنّ "دعوة نتنياهو ليلقي خطابًا علنيًا، ويحظى بتصفيق حار أمام أعضاء الكونغرس، هو خطاب لن يكون إلا مجرد تلاعب بالألفاظ لتبرير ما تفعله إسرائيل طيلة ثمانية شهور من أفعال يندى لها جبين الإنسانية، وتستهجنها ملايين البشر يوميًا في شوارع كبريات المدن العالمية، وبالطبع لن تخجل وسائل الإعلام المنحازة من نشر الخطاب في كل أرجاء العالم".

(رصد "عروبة 22")

يتم التصفح الآن