مدونات

التفكّك.. ومسؤولية المفكّرين العرب!

حدو الغرباوي - المغرب

المشاركة
التفكّك.. ومسؤولية المفكّرين العرب!

منذ أقل من عقدين، كانت السودان دولة واحدة، لكن الأطماع الخارجية والخلافات الداخلية، أفضت إلى تقسيم الدولة التي كانت توصف منذ عقود عند أغلب الباحثين العرب المتخصصين في القطاع الزراعي، بأنّ الزراعة في السودان بالتحديد، وخاصة زراعة القمح، كفيلة لكي تحقق الاكتفاء الذاتي ليس للسودانيين وحدهم، ولكن لدول شمال أفريقيا على الخصوص، بما في ذلك مصر التي تتميّز بوجود أكبر كتلة سكانية في المنطقة العربية.

انتقلنا إذن من السودان، كدولة واحدة، إلى دولتين: السودان وجنوب السودان، والآن، هذا السودان الذي تعرّض للتقسيم، معرض بدوره لتقسيم داخلي بسبب الاقتتال والخلافات التي كشفت عنها سياقات ما بعد 2011.

وما يهدد السودان، يهدد اليمن المنقسم على نفسه وسوريا المتشظية بين قوى الداخل والخارج، وليبيا التي كانت في عهد العقيد معمر القذافي على الأقل دولة واحدة، وكان هناك أمن واقتصاد واستقرار سياسي رغم المشاكل السياسية والإكراهات الاستراتيجية.

هذه الأمثلة، وسواها من المفروض أن تكون في صلب انشغالات المفكرين العرب وليس التفرّغ للخوض في قضايا ثانوية أو تساهم في تغذية الاحتقان والاختلافات والصراعات... فلم يعد مقبولًا دوام الحال العربي على ما هو عليه من وهن وتفكّك.. وبات على الجميع تحمّل مسؤولياته لإنقاذ ما يمكن إنقاذه على امتداد خريطة أمّتنا المنكوبة.

(خاص "عروبة 22")

يتم التصفح الآن