واصلت الصحف العربية الصادرة اليوم مواكبة العدوان الإسرائيلي على قطاع غزّة، حيث ارتكب الاحتلال أربع مجازر بحق العائلات في القطاع، وصل منها إلى المستشفيات 35 شهيدًا و130 إصابة خلال الـ24 ساعة الماضية. بينما إستمر التركيز توازيًا على تدحرج الوضع عند جبهة جنوب لبنان بين التصعيد والتهديد، لا سيما بعد الأزمة الناجمة عن تهديد أمين عام "حزب الله" حسن نصرالله قبرص، بحيث سعى العديد من المسؤوليين اللبنانيين، طوال يوم أمس، إلى إحتواء التداعيات، مؤكدين على متانة العلاقة اللبنانية القبرصية وعدم علاقة الدولة اللبنانية بتصريح نصرالله.
في هذا السياق، أكد المتحدث باسم الحكومة القبرصية انه "لا أساس لأي ادعاء عن تورط قبرص عبر بنيتها التحتية في حال أي مواجهة تتعلق بلبنان". كمت سُجّل موقف تضامني للاتحاد الأوروبي مع قبرص التي شدد المتحدث باسم الشؤون الخارجية في الاتحاد على كونها "دولة عضو في الاتحاد، وأي تهديد ضدها نعتبره تهديدًا للاتحاد ككل".
على صعيد متصل، نقلت شبكة "CNN" عن مسؤولين أميركيين، أنّ "إسرائيل أبلغت واشنطن تخطيطها لنقل موارد إلى الشمال، استعدادًا لهجوم محتمل ضد حزب الله". بينما أوضحت وزارة الخارجية الأميركية أنّ الوزير أنتوني بلينكن أبلغ مسؤولين إسرائيليين، خلال اجتماع جرى يوم الخميس، بضرورة تجنب المزيد من التصعيد في لبنان، كما شدّد على الحاجة إلى اتخاذ خطوات إضافية لزيادة المساعدات الإنسانية إلى قطاع غزة والتخطيط للحكم والأمن وإعادة الإعمار في مرحلة ما بعد الحرب.
وبالتزامن واصلت إسرائيل "حرب الاغتيالات" باستهدافها ثلاث سيارات في جنوب لبنان، ما أدى إلى مقتل قيادي في "حزب الله"، بينما هدد وزير الأمن القومي الإسرائيلي المتطرف إيتمار بن غفير، بحل الحكومة الإسرائيلية إذا لم تستمر الحرب على حركة "حماس" في قطاع غزة وعلى "حزب الله" في لبنان.
من جانبه، أعرب الأمين العام لمجلس التّعاون لدول الخليج العربيّة جاسم محمد البديوي، عن "بالغ القلق جرّاء التّصعيد العسكري الحاصل في لبنان"، داعيًا الجهات المعنيّة كافّة إلى "التحلّي بأقصى درجات ضبط النّفس، لتجنيب المنطقة وشعوبها مخاطر الحرب وتداعياتها".
وعلى مستوى التباين الأميركي الإسرائيلي، عبّر البيت الأبيض عن خيبة أمله الشديدة من الانتقادات التي وجهها رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو للولايات المتحدة، حيث عد البيت الأبيض تصريحات نتنياهو، بشأن التأخير في تسليم شحنات الأسلحة الأميركية، "مهينة". بينما جدد نتنياهو حاجته إلى الأسلحة الأميركية وأضاف: "أنا مستعد لتحمل هجمات وانتقادات شخصية شرط أن تتلقى إسرائيل من الولايات المتحدة السلاح الذي تحتاج إليه في حرب (تخوضها) من أجل وجودها".
إقليميًا، أعلن الجيش الأميركي أنه دمّر أربعة زوارق مسيّرة وطائرتين مسيّرتين للحوثيين. وأشارت القيادة المركزية للجيش الأميركي (سنتكوم)، في بيان، إلى أنها دمرت هذه الزوارق والطائرات المسيرة التابعة للحوثيين خلال عمليات في البحر الأحمر.
وفي ما يتصل بالملف اللبناني، أوضحت صحيفة "اللواء" أنّ "المستشار الرئاسي الأميركي عاموس هوكشتاين لم يحمل تهديدات ولا إنذارات، لأن التصريحات الإسرائيلية الشعبوية للوزراء اليمينيين المتطرفين بالويل والثبور وعظائم الأمور ضد لبنان، كانت قد سبقت وصول الموفد الأميركي إلى بيروت، ولكن مبعوث الرئيس الأميركي، اليهودي الأصل، حمل معه "نصائح" للطرفين اللبناني والإسرائيلي، من منطلقين مختلفين، وبما يتناسب مع معطيات كل طرف على حدة".
بينما كشف مصدر دبلوماسي غربي في القدس، لصحيفة "الجريدة" الكويتية، أنّ "الخطط التي أقرّها الجيش الإسرائيلي بخصوص لبنان، تتضمن خططًا عملية لاجتياح واسع للجنوب اللبناني واحتلال أجزاء واسعة منه؛ للعمل على إنهاء قدرات "حزب الله" القتالية". وقال المصدر إنّ "الجيش الإسرائيلي أنهى أخيرًا مناورات واسعة في مناطق مختلفة من إسرائيل، خصوصًا منطقة قريبة من الخضيرة، تشمل تدريبات على احتلال قرى ومدن بعد تدميرها منهجيًا جوًا وبرًا باستخدام أسلحة ذات قوة تدميرية لم نرها من قبل".
بدورها، رأت صحيفة "الأهرام" المصرية أنه "أمام حرب غزّة سقطت كل الاتفاقيات والمعاهدات بين الدول العربية وسادت حالة غريبة من الانفصال بين الأهداف والمصالح، وتسربت روح من الانفصالية والعزلة ووجدنا أمامنا أشلاء مبعثرة لما كان يسمى التنسيق العربي".
واعتبرت صحيفة "الوطن" القطرية أنّ "الإدارة الأميركية يجب أن تكون حازمة في تعاملها مع إسرائيل، وأن تجبرها على وقف الحرب أولًا، لأنّ حق تقرير المصير للشعب الفلسطيني هو خط أحمر تمامًا كالقدس ومقدّساتها، ولا بد من رفض السياسة الإسرائيلية التي تتحدى العالم وتبقي المنطقة على حافة الهاوية وفوق برميل بارود متفجر".
من جانبها، أشارت صحيفة "الخليج" الإماراتية إلى أنّ "الاحتلال الإسرائيلي ينتهج، وعن سابق تخطيط وتعمّد، سياسة تدمير واسع النطاق للمؤسسات التعليمية، وللممتلكات الثقافية، والتاريخية، لجعل قطاع غزّة مكانًا غير قابل للحياة والسكن، والقضاء على مقومات الحياة بهدف دفع الفلسطينيين إلى الهجرة القسرية، في إطار جريمة الإبادة الجماعية، والتطهير العرقي، وتدمير الفلسطينيين، بدنيًا وروحيًا".
(رصد "عروبة 22")