صحافة

"المشهد اليوم"... منسوب التصعيد والقلق يتصاعد على "الجبهة اللبنانية"!

واصلت الصحف العربية الصادرة اليوم مواكبة العدوان الإسرائيلي على قطاع غزّة، على وقع تصاعد التحذيرات والمخاوف من احتمال تفجر الأوضاع على جبهة لبنان الجنوبية، حيث حضّ وزير الخارجية الأميركي أنتوني بلينكن أمس إسرائيل على تجنّب مزيد من التصعيد في لبنان، خلال محادثات أجراها مع وزير الدفاع الإسرائيلي يوآف غالانت في واشنطن. في حين أكد غالانت، بعد لقائه المبعوث الأميركي عاموس هوكشتاين، أنّ "الانتقال إلى المرحلة الثالثة من الحرب في غزّة سيكون له تأثير على جميع القطاعات، وإسرائيل تستعد لكل الاحتمالات العسكرية والسياسية".

بالتزامن، كان المتحدث باسم وزارة الخارجية الأميركية ماثيو ميلر قد أشار إلى أن "إستمرار العمل العسكري في غزّة يجعل إسرائيل أضعف، لأنه يزيد من صعوبة التوصل إلى حل في الشمال، ويزيد من عدم الاستقرار في الضفة الغربية". بينما عاد رئيس وزراء الإحتلال بنيامين نتنياهو ليعلن أنه لا يزال ملتزمًا بالاقتراح الإسرائيلي بشأن تبادل الأسرى ووقف إطلاق النار، وذلك بعد تراجعه الواضح عن دعمه للاقتراح في تصريحات إعلامية أدلى بها أمس الأول.

من جانبه، رأى الرئيس الفلسطيني محمود عباس أن الحكومة الإسرائيلية تسعى لـ"إنهاء السلطة الفلسطينية وإعادة فرض الاحتلال وتصفية حقوق الشعب الفلسطيني"، محذرًا من خطورة ما تتعرض له القضية الفلسطينية "في ظل إمعان الاحتلال باستمرار حرب الإبادة التي يتعرّض لها شعبنا في كل الأراضي الفلسطينية المحتلة". في حين أكد ملك الأردن عبد الله الثاني والرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون، أهمية دعم جهود تعزيز استقرار لبنان واستدامة الأمن فيه، ووقف إطلاق النار في قطاع غزة.

وبينما أعرب رئيس مجلس النواب نبيه بري عن قلقه من تطور الأوضاع في الجنوب والتصعيد بين لبنان وإسرائيل، معتبرا أننا "أمام شهر حاسم والوضع غير مطمئن". أعلنت وزيرة الخارجية الألمانية أنالينا بيربوك أن برلين تشعر بقلق بالغ، إزاء تصاعد العنف على حدود إسرائيل مع لبنان وتزايد خطر نشوب صراع أوسع في المنطقة. في حين نقلت "بوليتيكو" عن مسؤولين أميركيين، قولهم: "على حزب الله ألا يعتقد أن الولايات المتحدة تستطيع منع إسرائيل من مهاجمته، وواشنطن ستساعد إسرائيل في الدفاع عن نفسها، إذا نفذ حزب الله ضربات انتقامية".

وفي مقابل الحرب النفسية على لبنان، نظّمت السلطات اللبنانية أمس جولة للسفراء والصحافيين في حرم مطار رفيق الحريري الدولي لدحض الإشاعات التي بثتها صحيفة "التلغراف" البريطانية حول تخزين أسلحة وصورايخ في المطار، بينما بدأت الجهات المعنية في السفارة اللبنانية في لندن إجراءاتها القانونية للادعاء على الصحيفة بجرم نشر معلومات كاذبة.

في هذا الإطار، لفتت صحيفة "الشروق" المصرية إلى أنّ "الذهاب شمالًا، أو الهروب إلى جبهة لبنان ربما يعتبره نتيناهو فرصة جديدة لاستمرار بقائه ممسكًا بمقود القيادة في إسرائيل، بعد فشله في تحقيق أهدافه في غزة على الرغم من المساندة الأميركية الواسعة على مدى تسعة أشهر منذ بدء العدوان على غزة، فلا القضاء على حركة "حماس" تحقق، ولا الأسرى والمحتجزين عادوا إلى إسرائيل، فقط إيغال صهيوني في دم الأطفال والنساء الفلسطينيين".

بدورها، كشفت صحيفة "الجريدة" الكويتية أنّ "طهران أبلغت واشنطن أن الحرب المحتملة في لبنان ستكون مختلفة جداً عن تلك الدائرة في غزة، وإذا قررت إسرائيل شن حرب واسعة النطاق على "حزب الله" فإن "جبهة المقاومة" ستدخل المعركة بقوة، وستقدم إيران كل ما لديها من إمكانات لحلفائها لشن هجمات على إسرائيل "من شتى الاتجاهات"، وبالتأكيد لن تقتصر المواجهة على إسرائيل والحزب".

بينما أشارت صحيفة "اللواء" إلى أنّ "إسرائيل المتحفزة للحرب تنتظر الضوء الأخضر الأميركي وتسيير صفقات الاسلحة والذخائر التي تحتاجها لإطلاق عمليتها العسكرية على لبنان، بينما تدرك طهران أن طموحها بالتحول الى شريك لواشنطن يقتضي المغامرة  بأذرعها في المنطقة نحو منازلة مكلفة لتحقيق معادلة إقليمية جديدة، وبهذا المنطق تصبح الحرب ضرورة لكل من طهران وتل أبيب ونقطة التقاطع الوحيدة المتاحة بينهما".

من ناحيتها، أشارت صحيفة "عكاظ" السعودية إلى أنّ "الحرب الغربية الإسرائيلية على غزة أسقطت ورقة التوت عن صورة صادمة، استيقظ عليها العالم من خلال وسائط الإعلام الاجتماعي المتحرر إلى حد ما من السردية الإعلامية الغربية، والتي فرضها الإعلام الغربي والنخب السياسية الغربية على الرأي العام العالمي عبر عقود ورفض ما سواها من سرديات".

كما رأت صحيفة "الخليج" الإماراتية أنّ "مواجهة التحديات التي تمر بها الأمة، ليست فقط موقفًا أخلاقيًا مطلوبًا، وليست مرتبطة بنخوة عربية تجاه الأشقاء، ولكنها في العمق دفاع مشروع عن النفس والتزام بوعود ومواثيق وقع عليها القادة العرب، منذ عقود، وألزموا أنفسهم بها، وعلى رأسها الالتزام بالأمن القومي العربي الجماعي، ومعاهدة الدفاع العربي المشترك. وما لم يتحقق ذلك، سنكون جميعًا ضحايا الاستسلام للأمر الواقع، وسيصدق علينا المثل القائل أكلت يوم أكل الثور الأبيض". 

(رصد "عروبة 22")

يتم التصفح الآن