واصلت الصحف العربية الصادرة اليوم مواكبة العدوان الإسرائيلي على قطاع غزّة، على وقع إستمرار التصعيد الإسرائيلي في القطاع، حيث نفذ سلسلة غارات على حي الشجاعية، بعدما شن الطيران الحربي غارة عنيفة على تل السلطان غربي رفح. بينما أفادت مصادر طبية بأنّ 13 فلسطينيًا استشهدوا وأُصيب آخرون، بينهم صحافيون، السبت، في قصف مدفعي وبالطائرات المسيّرة استهدف بشكل مكثف منطقة الشاكوش شمال غربي رفح. في وقت جددت قوات الاحتلال الإسرائيلي اقتحاماتها، فجر اليوم، لمناطق وبلدات في الضفة الغربية المحتلة، من بينها نابلس والخليل وقلقيلية.
وإذ أعلنت حركة "حماس" أن رئيس المكتب السياسي للحركة إسماعيل هنية تلقى السبت اتصالًا هاتفيًا من وزير المخابرات المصرية عباس كامل، تناولا فيه مسار المفاوضات الجارية الهادفة إلى التوصل إلى وقف إطلاق النار في غزة، أعلن القيادي في "حماس" أسامة حمدان أنه لم يتم إحراز أي تقدم في محادثات وقف إطلاق النار مع إسرائيل بشأن حرب غزة. بينما كان موقع "أكسيوس" الأميركي قد نقل، عن 3 مصادر مطلعة، أن الولايات المتحدة اقترحت صياغة جديدة على أجزاء من الاتفاق المقترح لوقف إطلاق النار وإطلاق سراح الرهائن بين إسرائيل وحركة "حماس" في مسعى لإبرام الاتفاق.
بالتزامن، تمسك رئيس وزراء الإحتلال بنيامين نتنياهو بموقفه الرافض تسليم قطاع غزة إلى السلطة الفلسطينية بعد انتهاء الحرب أو حتى السماح لها بالمشاركة في الحكم، نافيًا تقريرًا استند إلى مصادر أمنية إسرائيلية بأنه "تراجع عن معارضته لمشاركة حركة فتح في اليوم التالي" للحرب على غزّة. في وقت أقر قائد اللواء 12 في الجيش الإسرائيلي العقيد عفري إلباز بصعوبة المواجهة مع حركة "حماس" في مدينة رفح، مؤكدًا أنّ تفكيك الحركة في هذه المدينة يتطلب عامين على الأقل.
على المستوى الإسرائيلي الداخلي، أظهر استطلاع للرأي أجرته "القناة 12" الإسرائيلية أن نحو ثلثي الإسرائيليين يؤيدون اعتزال نتنياهو الحياة السياسية، ويرفضون أن يترشح لولاية جديدة في منصب رئيس الوزراء. في حين تظاهر عشرات آلاف الإسرائيليين، السبت، في عدة مناطق منها تل أبيب للمطالبة بإبرام صفقة تبادل أسرى مع "حماس" وإجراء انتخابات مبكرة.
على صعيد متصل، أصيب شرطي كان يحرس السفارة الإسرائيلية في العاصمة الصربية بلغراد بجروح خطيرة على مستوى الرقبة، وأشارت وسائل الإعلام الصربية والعبرية إلى أنّ "الشرطي نجح في إطلاق النار على إرهابي مشتبه به وقتله". في حين أشار وزير الخارجية الإسرائيلي يسرائيل كاتس إلى أنّ الرسالة التي بعثت بها إيران، فيما يتعلق بشن "حرب إبادة" في حالة تنفيذ إسرائيل عملًا عسكريًا واسع النطاق في لبنان، تجعلها تستحق التدمير.
وفيما يتعلق بجبهة جنوب لبنان، جدد وزير الدفاع الإسرائيلي يوآف غالانت التأكيد على أنّ إسرائيل لا ترغب في خوض حرب ضد "حزب الله" في لبنان، إلا أن الجيش الإسرائيلي مستعد لهذه الحرب. بينما ذكرت القناة الـ12 الإسرائيلية أنّ هناك استعدادًا لتقصير العملية في رفح من أجل التوصل إلى اتفاق بالشمال مع لبنان، يشمل أيضًا إعادة إعمار الجنوب وإبعاد "حزب الله" إلى ما وراء الليطاني.
وفي حين نفذ الطيران الحربي الإسرائيلي سلسلة من الخروقات لجدار الصوت في مختلف أجواء المناطق بجنوب لبنان وبيروت والبقاع شرقًا مساء السبت، بالتزامن مع تنفيذ غارات وهمية في أجواء القطاعين الأوسط والشرقي جنوبًا، أشارت سفارة السعودية في لبنان، في بيان، إلى أنها "تتابع عن كثب تطوّرات الأحداث الجارية في جنوب لبنان، وتؤكد على دعوتها السابقة لكافة المواطنين السعوديين إلى التقيد بقرار منع السفر إلى لبنان، وتحض مواطنيها المتواجدين هناك على مغادرة الأراضي اللبنانية بشكل فوري".
في هذا السياق، رأت صحيفة "عكاظ" السعودية أنّ "من سوء حظ أميركا، زعيمة الغرب، أنّ مجازر غزة كشفت العدوان الإجرامي السافر على شعب أعزل، وعرّت الادعاءات الصهيونية الباطلة، الأمر الذي دفع الشرفاء في العالم، بما فيه أميركا، ليهبّوا ضد هذا العدوان، مطالبين بوقفه، بدل الاستمرار في إرسال الأسلحة لإسرائيل، لتواصل قتل المدنيين الفلسطينيين".
وأشارت صحيفة "الشروق" المصرية إلى أنّ "أميركا تريد إعادة تدوير القضية وتمييعها فيما بعد إعادة الأسرى، وبما قد يسمح لاحقًا باستئناف القتال إن أرادته إسرائيل"، موضحةً أنّ "ما نص عليه قرار وقف إطلاق النار من مفاوضات تالية بين الجانبين هي تلك المعنية بتبادل الأسرى ولا شيء آخر، وبالتالي القصد هو إعادتنا للمربع الأول، وهو ما لا ينبغي القبول به بعد تضحيات الدم الغالي، والصمود الأسطوري للشعب الفلسطيني الأعزل، والقتال البطولي لكتائب التحرير".
بدورها، اعتبرت صحيفة "الدستور" الأردنية أنّ "القادم مع الادارة الأميركية ايًا كانت ليست افضل مما هي عليه الأن، والاكيد انها ستكون أسوأ وسط عدم وجود رد فعل حقيقي من دول العالم وخاصة الاسلامية والعربية تجاه ما يحدث في فلسطين التاريخية دون استثناء اي جزء منها، وباتت مسألة إعادة استراتيجية المهادنة والمسالمة مع العدو الصهيوني ومن والاه بحاجة لاعادة صياغة فالجميع في مرمى النار".
بينما لفتت صحيفة "الجريدة" الكويتية إلى أنّ "لبنان شهد المزيد من التفعيل للحركة السياسية والدبلوماسية الهادفة الى منع اتساع الصراع، وهناك انتظار لما ستحمله زيارة المبعوث الأميركي آموس هوكشتاين إلى باريس الأسبوع المقبل، ولقائه المبعوث الرئاسي الفرنسي الى لبنان جان إيف لودريان، وسط معلومات تتحدث عن تنسيق بين الجانبين لإعداد ورقة مشتركة للاتفاق عليها بين لبنان واسرائيل لإرساء الهدوء والاستقرار".
(رصد "عروبة 22")