واصلت الصحف العربية الصادرة اليوم مواكبة تطورات العدوان الإسرائيلي المتمادي على قطاع غزّة، على وقع إستمرار المجازر الإسرائيلية في مختلف أنحاء القطاع، حيث شن جيش الإحتلال، فجر الثلاثاء، غارات عنيفة مستهدفًا أنحاء متفرقة من القطاع، فيما أفادت وسائل إعلام فلسطينية بوصول 8 شهداء وعدد من الإصابات إلى مستشفى ناصر الطبي إثر سلسلة من الاستهدافات في شرق رفح وشرق خانيونس، بينما بدأت طواقم طبية وفنية، مساء الاثنين، إخلاء مستشفى غزة الأوروبي من المرضى والجرحى والأدوات والأجهزة الطبية، بعد إنذار إسرائيلي بإخلاء منطقة الفخاري التي يقع في نطاقها المستشفى، ومناطق شرقية أخرى بمدينة خانيونس.
تزامنًا، نأى رئيس وزراء الإحتلال بنيامين نتنياهو ووزير دفاعه يوآف غالانت بنفسيهما عن قرار إطلاق سراح مدير مستشفى "الشفاء" في قطاع غزة الدكتور محمد أبو سلمية ونحو 50 معتقلًا فلسطينيًا آخرين، بحيث أفاد مكتب نتنياهو بأنّ "قرار إطلاق سراح السجناء جاء بعد مناقشات في المحكمة العليا بشأن التماس ضد احتجاز السجناء في معتقل سدي تيمان"، كما شار مكتب غالانت إلى أنّ "إجراءات حبس السجناء الأمنيين وإطلاق سراحهم تخضع للشاباك ومصلحة السجون الإسرائيلية، ولا تخضع لموافقة وزير الدفاع".
على صعيد متصل، وإذ أفادت هيئة البث الإسرائيلية بأنّ المستوى السياسي وافق على الانتقال إلى المرحلة الأخيرة من الحرب في قطاع غزة خلال الشهر الحالي، زعم نتنياهو أنّ الجيش الإسرائيلي يتقدّم نحو "نهاية مرحلة القضاء على جيش حماس"، قائلًا: "نحن على جبهة واسعة جدًا، وأنا مقتنع أنه من خلال الدمج بين قواتنا، في جيش الاحتياط والجيش النظامي... والأذرع الأمنية يمكننا هزيمة أعدائنا". في حين هدّد وزير الأمن القومي الإسرائيلي إيتمار بن غفير، نتنياهو، بحلّ الحكومة إذا تم التوصل إلى اتفاق لإنهاء الحرب في قطاع غزة.
من جهته، أعلن وزير الخارجية الأميركي أنتوني بلينكن أنّ بلاده انخرطت في جهود حثيثة مع مصر وقطر من أجل الدفع بمقترح الرئيس جو بايدن لوقف إطلاق النار في غزّة. ورأى أنه "يجب أن تكون هناك خطة واضحة وقابلة للتحقق لإدارة شؤون القطاع في اليوم التالي للحرب". كما أشار إلى أنّ واشنطن ترى "زخمًا" نحو الحرب بين إسرائيل و"حزب الله"، رغم الجهود المبذولة لتجنب مثل هذا الصراع.
وعلى مستوى جبهة جنوب لبنان، أعلن الوزير المنسحب من الحكومة بيني غانتس أنّ "لبنان سيدفع الثمن إذا استمر الوضع كما هو في حدودنا الشمالية"، مشيرًا إلى أنّ "عدم التسوية على حدودنا الشمالية يعني أنّ الدولة اللبنانية ستدفع ثمن إرهاب حزب الله". في حين رأى وزير المال في الحكومة الإسرائيلية بتسلئيل سموتريتش أنه "يجب شن حرب وإقامة منطقة عازلة بجنوب لبنان، بدلًا من إبقاء هذه المنطقة في أرضنا".
وفي هذا الإطار، أعلن دبلوماسيون غربيون لصحيفة "بيلد" الألمانية أنّ "إسرائيل ستبدأ هجومًا على لبنان في النصف الثاني من شهر يولي الجاري ما لم يوقف "حزب الله" إطلاق النار"، معربين عن اعتقادهم بأنّ "إسرائيل قد تشنّ عملية في جنوب لبنان في الأسبوع الثالث أو الرابع من الشهر الجاري".
في المقابل، وبينما أكد كمال خرازي مستشار المرشد الإيراني علي خامنئي في تصريح لصحيفة "فايننشال تايمز" البريطانية أنّ إيران ستدعم "حزب الله" بكل الوسائل والإمكانات المتوافرة لديها في حال شنّ إسرائيل حربًا ضده، هدد وزير الخارجية الايراني بالوكالة علي باقري كني الاسرائيليين بأنّ "عليهم أن يعلموا أن أي خطأ جديد يرتكبونه في لبنان سيخلق ظروفًا جديدة على المستوى الاقليمي على حساب تل أبيب، حيث لن يتمكنوا عبر القتل والجرائم من تعويض فشلهم الاستراتيجي".
في هذا السياق، لفتت صحيفة "عكاظ" السعودية إلى أنّ "واشنطن تتطلع إلى حصر القتال في نطاق مسرح عملياته الضيّق، بينما تل أبيب مضحية بدعم حليفها الرئيس، لا تتورع عن المجازفة باتساع نطاق مسرح عمليات الحرب، لتشمل أطرافًا إقليمية أخرى، مع احتمالات اتساع نطاق الحرب لمناطق خارج نطاقها الإقليمي، وربما لما هو أبعد من ذلك".
بينما أوضحت صحيفة "الخليج" الإماراتية أنه "بين الحرب المستمرة في غزة، واحتمالات نشوب المواجهة بين إسرائيل، و"حزب الله"، ومعه إيران وحلفاؤها ربما، تتعقد الملفات في المنطقة، وتختلط أوراقها متراوحة بين السخونة، والهدوء، وبين قرب بلوغ نهاية في القطاع، وجمود ملف التفاوض الذي تسعى الأطراف المعنية إلى إحيائه الآن"، مشيرةً إلى أنّ "المراقب يكاد يشعر في أيام، أنّ الوضع على وشك الانفجار، فاتحًا أبوابًا أخرى من القلق، وعدم الاستقرار في المنطقة، وفي أيام أخرى يفرض الاعتياد نفسه على مجريات الأمور، وتتحول يوميات غزّة إلى عناوين باردة على الشاشات، رغم ما فيها من مآسٍ متواصلة".
بدورها، رأت صحيفة "الدستور" الأردنية أنّ "محاولات الاحتلال إضفاء الشرعية على البؤر الاستيطانية والموافقة على بناء مزيد من المستوطنات في الضفة الغربية هي محاولات خطيرة لتصفية القضية الفلسطينية بشكل متعمّد، في ظل الاستمرار في حرب الإبادة الجماعية والتطهير العرقي والتهجير القسري للشعب الفلسطيني في قطاع غزّة والأراضي الفلسطينية المحتلة، فضلًا عن التصعيد الخطير لانتهاكات المستعمرين وجرائمهم في الضفة الغربية".
أما صحيفة "الأهرام" المصرية فأشارت إلى أنّ "إسرائيل تواصل أكاذيبها وادعاءاتها المغلوطة تجاه مصر، والتي تعكس المأزق الذي تعيش فيه الحكومة الإسرائيلية ومحاولة تحميل مسؤولية جرائمها في غزّة على مصر، فتارة تنطلق المزاعم والافتراءات حول الدور الإنساني لمصر وأنها ترفض دخول المساعدات، وتارة تزعم تهريب أسلحة من سيناء إلى قطاع غزّة، وتارة أخرى الادعاء بموافقة مصر على التنسيق مع الجانب الإسرائيلي بشأن تشغيل معبر رفح".
(رصد "عروبة 22")