صحافة

"المشهد اليوم"... المجازر تتصاعد في غزّة والضفة وترقّب لمصير جبهة لبنان

واصلت الصحف العربية الصادرة اليوم مواكبة مستجدات العدوان الإسرائيلي على قطاع غزّة، على وقع إستمرار التصعيد الإسرائيلي في القطاع والضفة الغربية المحتلة، بالتوازي مع إعلان جيش الاحتلال إقتراب إنتقاله إلى المرحلة الثالثة من العمليات العسكرية، التي تفتح الباب أمام مجموعة واسعة من الأسئلة حول مصير الجبهة اللبنانية.

في هذا الإطار، قصفت طائرة مسيّرة إسرائيلية، في ساعات مبكرة من اليوم الأربعاء، موقعًا في مخيم نور شمس في طولكرم شمالي الضفة الغربية، ما أسفر عن استشهاد 4 فلسطينيين، بحسب ما أعلنت وزارة الصحة الفلسطينية، في وقت تواصل فيه قوات الاحتلال اقتحاماتها اليومية في مختلف أنحاء الضفة، بينما اقتحم عشرات المستوطنين باحات المسجد الأقصى في مدينة القدس المحتلة، بحماية الشرطة الإسرائيلية، في حين تتكثّف عمليات نسف المنازل في القطاع المحاصر مع توسيع نطاق العمليات العسكرية في مدينة رفح، بحيث أعلن الدفاع المدني بغزة، فجر اليوم، أنّ 4 شهداء وعددًا من الإصابات سقطوا جراء قصف الاحتلال منزلًا سكنيًا بحي الشيخ رضوان بمدينة غزة.

وإذ حضّ الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو، على عدم إطلاق "عملية جديدة" قرب خانيونس ورفح، وعدم الانزلاق نحو حرب مع لبنان، اتهم 12 مسؤولًا حكوميًا أميركيًا سابقًا، كانوا قد استقالوا بسبب الدعم الأميركي للحرب الإسرائيلية على قطاع غزة، إدارة الرئيس جو بايدن "بالتواطؤ الذي لا يمكن إنكاره في قتل الفلسطينيين في القطاع". في وقت اكتفت وزارة الخارجية الأميركية بالقول: "رأينا التقارير المزعجة عن استخدام الجيش الإسرائيلي للمدنيين دروعًا بشرية"، داعيةً إسرائيل مرّة أخرى إلى التحقيق بسرعة وضمان المساءلة عن أي تجاوزات وانتهاكات.

وذكرت مصادر سياسية في تل أبيب أنّ الجيش الإسرائيلي بدأ عملية تخفيف لوجود قواته في غالبية المناطق في قطاع غزّة تمهيدًا للانتقال إلى المرحلة الثالثة من الحرب، وهي التي يجري خلالها القيام بعمليات محددة نسبيًا. بينما أعلنت منسقة الأمم المتحدة للشؤون الإنسانية في غزة سيغريد كاغ أنّ "1.9 مليون شخص هم اليوم نازحون في القطاع"، مشيرةً إلى أنها تشعر بقلق عميق إزاء التقارير التي صدرت عن أوامر إخلاء جديدة في خان يونس جنوب القطاع.

وبالتوازي مع ما كشفته صحيفة "نيويورك تايمز"، الثلاثاء، من أنّ كبار الجنرالات الإسرائيليين الأعضاء في هيئة الأركان العامة يؤيدون وقف الحرب على غزّة، حتى لو أدى ذلك إلى بقاء حركة "حماس" في السلطة في الوقت الحالي، أعلن نتنياهو أنه لن يستسلم لما وصفها "الرياح الانهزامية"، مؤكدًا أن الحرب في قطاع غزة ستنتهي عندما تتحقق "كل الأهداف". بينما أفادت شبكة "سي إن إن" الإخبارية الأميركية، نقلًا عن مصادر وصفتها بالمطلعة، بأنه من المتوقع أن يلتقي بايدن مع نتنياهو، خلال الزيارة التي سيقوم بها الأخير إلى واشنطن لإلقاء خطاب أمام الكونغرس.

أما على مستوى جبهة جنوب لبنان، فلا يزال القلق الدولي والأممي والعربي يسيطر على مصير هذه الجبهة في المرحلة المقبلة، في حين يلتقي المبعوث الأميركي الخاص للبنان آموس هوكستين، اليوم في باريس، الموفد الفرنسي الخاص جان إيف لودريان، لإجراء مباحثات جديدة حول لبنان، كما سيلتقي مع خلية دبلوماسية في الإليزيه تعمل على تجنب حصول تصعيد على الحدود اللبنانية - الإسرائيلية.

في هذا السياق، لفتت صحيفة "اللواء" اللبنانية إلى أنه "لا يبدو في الافق بأنّ نتنياهو سيكون قادرًا على تحقيق النصر أو استعادة الأسرى أو وقف الحرب الدائرة في الشمال مع "حزب الله"، يضاف إلى كل هذه المتاعب التي تواجهها الحكومة الاسرائيلية بعد صدور تهديدات من وزراء اليمين المتطرف بالاستقالة، في حال اعلان نتنياهو القبول بوقف العمليات العسكرية ضد "حماس"، وخصوصًا في مدينة رفح، والتي بدأت القوات الاسرائيلية بغزوها في السادس من أيار".

وأفادت صحيفة "الجريدة" الكويتية بأنه "رغم انشغال إدارة الرئيس الأميركي جو بايدن بهاجس الانتخابات الرئاسية وفرنسا بالدورة الثانية من الانتخابات البرلمانية، وإيران بالجولة الحاسمة للاستحقاق الرئاسي، تتزاحم المساعي والمبادرات الإقليمية والدولية تجاه لبنان، في محاولة لإنتاج حل دبلوماسي يوقف المواجهات المفتوحة على الحدود الجنوبية بين "حزب الله" والجيش الإسرائيلي، وذلك على وقع المزيد من المواقف التي تبدي قلقًا وتخوفًا من انفجار في حال عدم الوصول الى تفاهمات، والتسريبات حول نية إسرائيل شن هجوم واسع على الحزب".

بدورها، رأت صحيفة "الرياض" السعودية أنّ "جرائم إسرائيل أدت إلى ارتكاب إبادة جماعية، واستمرار الموقف الأميركي الحالي على هذا النحو سيساهم بلا شك في استمرار الحرب على غزّة ومواصلة الصراع مع غياب الاستقرار العالمي وغياب الأمن في العالم".

من جانبها، اعتبرت صحيفة "الخليج" الإماراتية أنّ "سعي واشنطن إلى تجنّب امتداد الصراع نحو بؤر أخرى في المنطقة، ينِمّ عن نفاق سياسي كبير، لأنّ ما يجعل الحرب في غزّة تتحوّل فعلًا، إلى حرب إقليمية هو السلاح الأميركي المتطوّر الذي ما انفكت أميركا تقدّمه إلى إسرائيل، فضلًا عن التزامها غير الأخلاقي بأن تجعل القدرات العسكرية لتل أبيب متفوّقة على القدرات العسكرية لجيرانها مجتمعين".

في حين أشارت مصادر في حركة "حماس" في قطاع غزّة وخارجه، لصحيفة "الشرق الأوسط"، إلى أنّ "قدرة يحيى السنوار على التخفي حتى الآن، وعدم قدرة الاحتلال الإسرائيلي على الوصول إليه، لا تعني أبدًا أنه منقطع عن التواصل مع قيادات الحركة بالداخل والخارج"، مؤكدةً أنه "على اطلاع دائم ومستمر على كل ما يجري خصوصًا ما يتعلق بالمفاوضات التي تجري، وكل مبادرة قُدّمت كان يدرسها بشكل جيد ويتمعن فيها ويُبدي رأيه فيها ويتشاور حولها مع قيادات الحركة من خلال التواصل معهم بطرق مختلفة".

بينما أشارت صحيفة "الدستور" الأردنية إلى أنّ "الصمود الفلسطيني ما زال بائنًا وضربات المقاومة ما زالت موجعة، وعليه لم تنتهِ الحرب، ولم تتضح نتائجها النهائية بعد، ولهذا من الوهم الحديث عن اليوم الثاني بدون أن تنتهي الحرب وتظهر نتائجها".

(رصد "عروبة 22")

يتم التصفح الآن