صحافة

"المشهد اليوم"... نتنياهو يعرقل و"حماس" تحذر من "تداعيات كارثية"

واصلت الصحف العربية الصادرة اليوم مواكبة مستجدات العدوان الإسرائيلي على قطاع غزّة، على وقع ارتفاع منسوب القلق من إقدام رئيس وزراء الإحتلال بنيامين نتنياهو على إفشال جولة المفاوضات الجديدة مع حركة "حماس". بحيث لفتت الحركة إلى أنّ نتنياهو يضع العراقيل أمام مفاوضات وقف إطلاق النار، وأفادت بأنّ رئيس مكتبها السياسي إسماعيل هنية أجرى اتصالات عاجلة بالوسطاء، محذّرًا من "التداعيات الكارثية لما يجري في غزة كما في رفح وغيرها".

بالتزامن، أعلن المتحدث باسم مجلس الأمن القومي بالبيت الأبيض جون كيربي أنّ مدير وكالة الاستخبارات المركزية (سي آي إيه) وليام بيرنز والمبعوث الأميركي للشرق الأوسط بريت مكغورك موجودان حاليًا في القاهرة لإجراء محادثات لوقف إطلاق النار، مؤكدًا أنه لا تزال هناك "فجوات" بين حركة "حماس" وإسرائيل. بينما أبدى زعيم المعارضة الاسرائيلية يائير لابيد استعداده لتقديم ضمانات لنتنياهو حول مستقبل حكومته موضحًا أنه سيدعمه في البرلمان كي يبقى في منصبه رئيسًا للوزراء إذا استقال أعضاء ائتلافه الحاكم بسبب إبرام اتفاق وقف إطلاق النار.

في ظل هذه الأجواء، تستمر المجازر الإسرائيلية في قطاع غزّة، بحيث أعلنت وكالة غوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين (أونروا) أنّ "الأُسر في القطاع منهكة وجائعة، ولا تملك ما تحتاج إليه للبقاء، في ظل التهجير القسري والظروف الصعبة والحرارة الشديدة". بينما حذّر المكتب الإعلامي الحكومي في غزّة من التجاوب مع دعوات جيش الإحتلال إلى النزوح من مدينة غزّة إلى الجنوب، لافتًا إلى أنها خطة "لاستدراجهم إلى فخاخ الموت والقتل والإعدامات الميدانية". علمًا أنّ وسائل إعلام فلسطينية أفادت بإطلاق الجيش الإسرائيلي الكلاب على العائلات الفلسطينية في جنوب مدينة غزّة، قبل إخضاعها للتحقيق والإهانة ثم إجبارها على النزوح إلى وسط القطاع. كما أعلنت ادارة المستشفى المعمداني أنّ "الجيش الإسرائيلي أجبرنا على إغلاق المستشفى بعد تعرض محيطه لإطلاق نار كثيف من مسيّرات"، مشيرةً الى أنّ "النازحين في المستشفى وجميع المرضى أجبروا على المغادرة مما يعرضهم لخطر جسيم".

في السياق نفسه، تستمر الإقتحامات الإسرائيلية في الضفة الغربية المحتلة، حيث أفيد عن اقتحام قوات كبيرة من جيش الإحتلال، اليوم الثلاثاء، مدينة طولكرم شمالي الضفة، وحاصرت محيط مستشفى الإسراء، فيما حلق طيران الاستطلاع الإسرائيلي في سماء المدينة، وسط اشتباكات عنيفة، تخللها استهداف قوات الاحتلال بعبوة ناسفة. في حين هاجم المستوطنون قرية برقة شمالي مدينة رام الله بالضفة الغربية المحتلة.

أما على مستوى الانقسامات الإسرائيلية الداخلية، فأفادت وسائل إعلام إسرائيلية بأنّ نتنياهو وجّه انتقادًا للمتحدث باسم الجيش دانيال هاغاري لقوله إنّ "حماس ستبقى موجودة في قطاع غزّة خلال السنوات الخمس المقبلة". في وقت حذّر القائد الجديد للمنطقة الوسطى في الجيش اللإسرائيلي، اللواء آفي بلوت، من أنّ "على إسرائيل الاستعداد لما هو قادم"، منبهًا خلال حفل نقل المهام إليه في المنصب الجديد خلفا للواء يهودا فوكس، إلى أنّ "الحملات العسكرية في جبهات متعددة تهدد بالامتداد إلى المنطقة الوسطى".

إقليميًا، أفادت وكالة الأنباء السورية (سانا)، فجر اليوم، بأنّ الجيش الإسرائيلي شنّ هجومًا جويًا استهدف موقعًا في محيط مدينة بانياس السورية، مما أدى إلى وقوع بعض الخسائر المادية. بينما جددت وزارة الخارجية الايرانية التحذير من أنّ "أي اعتداء على لبنان سيُشكّل أرضية لزيادة التوتّر بالمنطقة ويهدد الأمن والسلم فيها"، وأضافت: "الدفاع عن لبنان مبدأ أساسي لدينا، ولا شك في أنّنا سندعم لبنان في وجه أي اعتداء إسرائيلي"، مؤكدةً أنّ "إسرائيل تتحمّل عواقب أي هجوم على لبنان وعلى المجتمع الدولي أن يتحمّل مسؤولياته".

في المقابل، أفادت صحيفة "الجريدة" الكويتية بأنّ "قوى المعارضة اللبنانية، لا سيما النواب الذين يبلغ عددهم 31، تستعد الى إطلاق تحرك سياسي جديد، بغية تكوين موقف واضح يضغطون به على الدولة اللبنانية والقوى السياسية الأخرى، لأجل رفض الحرب ولأجل أن تتسلم الدولة دفة المفاوضات مع الدول الكبرى للوصول إلى تثبيت الإستقرار في الجنوب، وعدم توريط لبنان بأي حرب".

واعتبرت صحيفة "اللواء" اللبنانية أنّ "دخول غزّة في مسار تفاوضي برعاية عربية وأميركية، في ظل استمرار الإشتباكات في جنوب لبنان، سيدفع بـ"حزب الله" وطهران للبحث عن فرصة جديدة لتحقيق النصر، ويصبح استمرار الاشتباكات وتصعيدها خيارًا لا بد منه، وهو ما سيضع لبنان أمام استحقاقات خطيرة وغير مسبوقة".

بينما أشارت صحيفة "الشرق الأوسط" إلى أنّ "حزب الله يسعى لتجنّب توسعة الحرب مع إسرائيل، عبر تركيز ردوده على الغارات الإسرائيلية بالعمق اللبناني، باستهداف منشآت إسرائيلية في هضبة الجولان السورية المحتلة، بدلًا من قصف الساحل الإسرائيلي الذي يحاذر استهدافه، ويستفيد في تلك الردود من معادلة "بعلبك – الجولان" لاستهداف مراصد المعلومات الحيوية بمرتفعات جبل الشيخ".

من جهتها، رأت صحيفة "الأهرام" المصرية أنّ "نجاح الجولة الجديدة من مفاوضات التهدئة يتطلب من كل الأطراف تحمل مسؤولياتها، وأن تكون لديها الإرادة الجادة وتقديم التنازلات، والعمل على إنجاح جهود الوساطة، وعدم وضع العراقيل والعقبات، خاصة من الجانب الإسرائيلي، وهو ما أدى إلى تعثر جولات التفاوض السابقة، كما على الجانب الأميركي أن يضغط على الجانب الإسرائيلي لإبداء المرونة والتخلي عن سياسة المراوغة واستهلاك الوقت من أجل حدوث اختراق حقيقي في المفاوضات".

كما لفتت صحيفة "الوطن" القطرية إلى أنه "على مدار الأشهر الماضية لم تنجح جهود الوساطة في التوصل لاتفاق، حيث أعيقت على خلفية رفض نتنياهو الاستجابة، طالما كان عليه أن يختار بين صفقة إطلاق المختطفين واستمرار ولايته كرئيس للحكومة، وبتعهد لابيد منحه "شبكة الأمان" اللازمة من أجل إبرام صفقة والبقاء رئيسا للوزراء، ربما تكون الفرصة صارت مؤاتية للمضي قدمًا إلى الأمام، خاصة مع تزايد حدة الضغوط الداخلية والخارجية".

(رصد "عروبة 22")

يتم التصفح الآن