واصلت الصحف العربية الصادرة اليوم مواكبة مستجدات العدوان الإسرائيلي على قطاع غزّة، على وقع إرتكاب القوات الإسرائيلية المزيد من المجازر في القطاع، حيث أفادت وزارة الصحة في بيان، بأنّ الاحتلال ارتكب 4 مجازر ضد العائلات في غزة، خلال الـ24 ساعة الماضية، وصل منها 52 شهيدًا و208 إصابات إلى المستشفيات، بينما نسف الجيش الإسرائيلي مباني سكنية وسط مدينة رفح.
وفيما استؤنفت المفاوضات في الدوحة، أمس الأربعاء، حيث التقت وفود من مصر وقطر والولايات المتحدة وإسرائيل للبحث في سبل التوصل إلى هدنة، ستعود الوفود للقاء اليوم في القاهرة، في حين عبّر المتحدث باسم الأمن القومي بالبيت الأبيض جون كيربي عن تفاؤل حذر من جانب الولايات المتحدة بشأن مسار محادثات وقف إطلاق النار في غزّة. بينما طالب رئيس الوزراء الإسباني بيدرو سانشيز، حلف شمال الأطلسي (الناتو)، باعتماد "الوحدة والاتساق" في موقفه من غزة كما هو الحال في أوكرانيا، وقال: "لا يجوز لنا أن نُتهم بتطبيق معايير مزدوجة من شأنها أن تقوّض دعمنا لأوكرانيا".
من جانبه، أبلغ رئيس حكومة الإحتلال بنيامين نتنياهو، الأربعاء، المبعوث الخاص للرئيس الأميركي إلى المنطقة بريت ماكغورك، تمسّكه بما سماه "خطوطًا حمراء" وضعها للتوصل إلى صفقة مع حركة "حماس". وفي المقابل أكد مسؤول كبير في حركة "حماس" أنّ تكثيف العمليات العسكرية الإسرائيلية، من شأنه أي يؤدي إلى تشبّث الحركة الفلسطينية بموقفها في جهود الوساطة للتوصل إلى هدنة. في حين أشار وزير دفاع الإحتلال يوآف غالانت إلى أنّ إسرائيل مستعدة لسحب قواتها جزئيًا من "محور فيلادلفيا" وإعادة فتح معبر رفح الحدودي بين قطاع غزّة ومصر، لكنه شدد على ضرورة "منع محاولات تهريب الأسلحة، وعدم السماح لحركة حماس بالعودة إلى معبر رفح".
على صعيد متصل، أعلن مسؤول أميركي أنّ إدارة الرئيس جو بايدن ستستأنف شحن قنابل زنة 500 رطل إلى الجيش الإسرائيلي، لكنها ستواصل إرجاء إرسال قنابل زنة 2000 رطل (أكثر من 900 كيلوغرام)، بسبب مخاوف واشنطن من احتمال استخدامها في مناطق مكتظة بالسكان في قطاع غزّة. في وقت كشف تحقيق، نشرته شبكة "سي أن أن"، أنّ الجيش الإسرائيلي استخدم ذخائر أميركية الصنع في مجزرة نفذها، الثلاثاء، خلال استهدافه "مدرسة العودة" في خانيونس.
وتوازيًا أقدمت قوات الاحتلال الإسرائيلية، فجر اليوم، على اقتحام مدينة رام الله وسط الضفة الغربية المحتلة، كما أفادت وسائل إعلام عن إقتحامها أيضًا عدة أحياء وسط مدينة البيرة، وقرية أم صفا غربي رام الله.
أما على مستوى جبهة جنوب لبنان، فاسترعى الانتباه إعلان الأمين العام لـ"حزب الله" حسن نصر الله استعداد الحزب لوقف إطلاق النار على إسرائيل من جانب واحد بمعزل عن أي مفاوضات أو وساطة فور سريان مفعول الهدنة في قطاع غزّة، وقال: "ننتظر نتيجة المفاوضات لوقف إطلاق النار في غزّة وما تقبل به حركة حماس نقبل به جميعًا"، محذرًا في الوقت نفسه نتنياهو من أنه سيأخذ إسرائيل إلى "الخراب" في حال أصرّ على استكمال الحرب على "حزب الله".
في هذا السياق، اعتبرت صحيفة "الوطن" القطرية أنه "على الرغم من الأوضاع الكارثية في قطاع غزّة، ومجمل الأراضي الفلسطينية، إلا أنّ التهديدات الإسرائيلية بالهجوم على لبنان، تنذر بكارثة أخرى، وحرب جديدة متعددة الأبعاد، ما لم تدرك حكومة الحرب في تل أبيب أنّ المفاوضات وحدها هي الكفيلة بإنهاء النزاع، ليس ما يتعلق بوقف الحرب على غزّة فقط، وإنما للتوصل إلى حل عادل ودائم وشامل للصراع القائم".
وفي حين نبّهت صحيفة "الشرق الأوسط" إلى أنّ "موجة واسعة من الفلتان الأمني المتصاعد في قطاع غزة تُظهر أن حركة "حماس" فقدت إلى حدٍّ ما سيطرتها على شوارع القطاع"، أكدت صحيفة "الدستور" الأردنية أنّ "على المجتمع الدولي العمل بكل طاقته وفي جميع المجالات لضمان وقف إطلاق النار لإنقاذ ملايين الأرواح المعرضة للخطر، ولا بد لمجلس الأمن والجمعية العامة ومجلس حقوق الإنسان ومحكمة العدل الدولية والمحكمة الجنائية الدولية وجميع الدول الارتقاء إلى مستوى مسؤولياتها والتزاماتها لحماية الشعب الفلسطيني".
كما شددت صحيفة "الأهرام" المصرية على أنّ "الحرب المشتعلة في غزّة، كشفت عن أنّ القوة العسكرية الإسرائيلية لها الدور الأقوى والأهم ومصدر الخطر الرئيسي الذي يستوجب علينا مواجهته والاستعداد له عسكريًا وسياسيًا كدول عربية"، مذكّرةً بأنّ "عقلية القيادات الإسرائيلية تتأسس، منذ قيام دولتهم على أرض فلسطين، على التوسع العسكري واحتلال الأراضي العربية بالقوة والكذب والتضليل.
بدورها، أشارت صحيفة "الخليج" الإماراتية إلى أنّ "آخر إبداعات اليمين الإسرائيلي المتطرف في ابتكار الأفكار والخطط "الجهنمية" لاستعادة الرهائن المحتجزين في قطاع غزّة، هي ضم الأراضي مقابل استعادة هؤلاء، وفق ما كشف عنه نائب من حزب إيتمار بن غفير الأكثر تطرفًا، والذي يبدع بدوره في رسم خطط الاستيطان وتهجير الفلسطينيين لإنهاء الصراع الدائر في المنطقة".
(رصد "عروبة 22")