صحافة

"المشهد اليوم"... مفاوضات غزّة مستمرّة تحت ضغط "المجازر"!

واصلت الصحف العربية الصادرة اليوم مواكبة مستجدات العدوان الإسرائيلي على قطاع غزّة، على وقع إمعان جيش الإحتلال في إرتكاب المزيد من المجازر التي تستهدف المدنيين في القطاع، حيث قصف نهاية الأسبوع مدرسة "أبو عريبان" التابعة لوكالة أونروا في مخيم النصيرات للاجئين، ما أدّى إلى استشهاد 15 فلسطينيًا وإصابة العشرات. في وقت أعلنت وزارة الصحة في غزّة أنّ الاحتلال ارتكب، خلال 24 ساعة، 4 مجازر ضد العائلات في القطاع راح ضحيتها 141 شهيدًا و400 مصاب، بينما شنّت مقاتلات الاحتلال صباح اليوم غارات متتالية استهدفت عدة مبانٍ غربي مدينة رفح.

على صعيد متصل، أكد عزت الرشق عضو المكتب السياسي لحركة "حماس"، في بيان، أنّ ما ورد في بعض وسائل الإعلام "عن قرار لدى الحركة بوقف المفاوضات، ردًا على مجزرة المواصي غرب خان يونس، لا أساس له من الصحة". في حين أكدت مصادر مشاركة في جهود الوساطة، لـ"العربي الجديد"، أنّ جولة جديدة من المفاوضات غير المباشرة ستُعقد هذا الأسبوع في الدوحة. في وقت، أفادت هيئة البث الإسرائيلية بأنّ نقطة الخلاف الرئيسية بين نتنياهو وفريق التفاوض هي عودة سكان غزّة إلى شمال القطاع، مشيرةً إلى أنّ "نتنياهو يطالب الوسطاء بخطة لمنع عودة المسلحين إلى شمال القطاع".

وكان جيش الإحتلال قد زعم أنه اغتال رافع سلامة قائد "لواء خانيونس" في "كتائب القسام"، الجناح العسكري لحركة "حماس"، في الضربة التي استهدفت، السبت، مخيمًا للنازحين جنوب قطاع غزّة. وبالتزامن تواصل القوات الإسرائيلية سلسلة الاقتحامات والاعتقالات في مدن وبلدات الضفة الغربية، بحيث أقدمت على اقتحام بلدة قباطية جنوبي مدينة جنين، وقرية أم دار غرب جنين واعتقلت مواطنين اثنين. واعتقلت، الليلة الماضية، شابًا من مدينة طولكرم. كما اقتحمت منطقة دوار خضوري في الحي الغربي من مدينة طولكرم، وأجرت عمليات دهم وتفتيش، فضلًا عن إقدام مستوطنين على مهاجمة الفلسطينين في وادي قرية اللبن الشرقية جنوب نابلس.

أما على مستوى جبهة جنوب لبنان، فأعلن المتحدث باسم الجيش الاسرائيلي، أفيخاي أدرعي، عن تدريبات خضعت لها قوات الاحتياط في الشمال، بينما لفت رئيس الأركان الإسرائيلي هرتسي هاليفي إلى أنّ "الجيش يقاتل بوتيرة مرتفعة على الجبهة الشمالية"، مشيرًا إلى الاستعداد للمرحلة المقبلة في لبنان.

من ناحية أخرى، سعى نتنياهو إلى إقتناص عملية إطلاق النار على الرئيس الأميركي السابق دونالد ترامب، واستغلالها في مواجهة الضغوط الداخلية التي يتعرض لها، بحيث اتهم المعارضة الاسرائيلية بتنظيم حملة تحريض ضده لغرض اغتياله. واعتبر سكرتير الحكومة، يوسي فوكس، أنّ "التحريض على ترامب في الولايات المتحدة، لا يصل إلى عُشر التحريض الذي يتعرّض له نتنياهو".

في هذا السياق، لفتت صحيفة "الشروق" المصرية إلى أنه "في الحرب الحالية على غزة، تقاطعت عوامل النشأة والتأثير مع المصالح الشخصية لنتنياهو، ومع حرصه على البقاء السياسي، والإفلات من المساءلة، ودفعتاه إلى الإصرار على الاستمرار في الحرب إلى ما لا نهاية، وجعلها في حد ذاتها، غاية، رغم تحذير كثير من الساسة وبعض العسكريين".

بدورها، نقلت صحيفة "الجريدة" الكويتية عن مصادر قريبة من "حزب الله" ومن المحور الإيراني أنّ "نتنياهو يصرّ على الانتقال إلى المرحلة الثالثة من الحرب، وأنه لا يريد الوصول إلى صفقة تسهم بوقف النار، وسط مخاوف من أن ينتقل في هذه المرحلة إلى لبنان أيضًا، من خلال التركيز على عمليات الاغتيال". وتشير مصادر متابعة إلى أنّ "هناك إجراءات أمنية جديدة تُتخذ من قبل الحزب لعدم السماح للإسرائيليين بتحقيق أهدافهم من عمليات الاغتيال.

بينما أوضحت صحيفة "الوطن" القطرية أنّ الدوحة "تواصل جهودها من أجل وقف الحرب على غزة، ومن أجل إطلاق سراح الأسرى، لإيمانها العميق بضرورة وأهمية تجنيب المدنيين تبعات النزاعات المسلحة، وهي تعمل بشكل وثيق مع شركائها في مصر والولايات المتحدة، والأمل معقود على أن تقود هذه الجهود الخيرة إلى انفراجات حقيقية".

أما صحيفة "الدستور" الأردنية فنبّهت إلى أنّ "ما يجري في الضفة الفلسطينية ومخيماتها على يد جيش المستعمرة يقل قليلًا عما يجري في قطاع غزّة، ولكنها نفس العقلية، نفس الخيار، نفس الرسالة، نفس الهدف، التدمير والقتل والبطش، وتصفية العامل الديمغرافي الحاضنة الشعبية للمقاومة، وبالتالي منع أي عمل مقاوم ضد الاحتلال".

(رصد "عروبة 22")

يتم التصفح الآن