صحافة

"المشهد اليوم"... نتنياهو يسعّر الحرب وغوتيريس يعلن غزّة "منطقة موت"

واصلت الصحف العربية الصادرة اليوم مواكبة مستجدات العدوان الإسرائيلي على قطاع غزّة، على وقع سياسة تسعير نيران الحرب التي ينتهجها بنيامين نتنياهو على كافة الجبهات، وتصعيد المجازر الإسرائيلية بحق المدنيين في القطاع، بحيث أفادت وزارة الصحة في غزة بأن جيش الاحتلال ارتكب ثلاث مجازر ضد العائلات في القطاع، وصل من ضحاياها للمستشفيات 80 شهيدًا و216 جريحًا خلال الـ24 ساعة الماضية. في حين شدد الأمين العام للأمم المتحدة، أنطونيو غوتيريس على أنّ كل مكان في غزّة يُعد "منطقة موت محتملة"، لافتًا إلى أنّ الدمار في غزة "غير مفهوم وغير مقبول (...) لا يوجد أي مكان آمن"، ودعا الأمين العام للأمم المتحدة جميع الأطراف إلى "إبداء الشجاعة السياسية والرغبة لتحقيق اتفاق".

وإذ رفضت محكمة استئناف أميركية دعوى قضائية، رفعها نشطاء حقوقيون فلسطينيون يتهمون إدارة الرئيس الأميركي جو بايدن بالتواطؤ مع إسرائيل في حرب غزة، من خلال الاستمرار في تقديم الدعم العسكري والدبلوماسي والمالي لإسرائيل، أعلنت الخارجية الأميركية أن وزيرها أنتوني بلينكن التقى بمستشار الأمن القومي الإسرائيلي تساحي هنغبي ووزير الشؤون الاستراتيجية رون ديرمر، وأوضحت أن المسؤولين الإسرائيليين أبلغا واشنطن بأنّ "إسرائيل لا تزال ملتزمة بالتوصل لاتفاق لوقف إطلاق النار". في وقت من المقرر أن يعقد مجلس الوزراء الأمني المصغر الإسرائيلي اجتماعًا، اليوم الثلاثاء، لبحث صفقة تبادل الأسرى والمحتجزين.

تزامًا، أعلن جيش الاحتلال أنّ قائد المنطقة الجنوبية فيه وقّع أمرًا لتغيير سياسة المناطق العسكرية المغلقة بعدة مناطق في غلاف غزّة، موضحًا أنه في إطار التغيير ستعلن مناطق بأنها عسكرية مغلقة ويمنع الوصول إليها دون تنسيق مسبق، وسيمنع دخول أو خروج أحد من المناطق العسكرية المغلقة سوى الحاصلين على تصريح مسبق والسكان. بينما اعترف الجيش الإسرائيلي، لأول مرة منذ اندلاع الحرب على غزّة، بنقص كبير في الدبابات الموجودة لديه إثر تضرر عدد كبير منها خلال المعارك المتواصلة في القطاع.

وعلى مستوى التطورات في الضفة الغربية المحتلة، تواصل القوات الإسرائيلية اقتحاماتها شبه اليومية لمناطق مختلفة، منها مدينة طوباس وبلدة الفندق وحي البالوع في مدينة البيرة، بينما وقعت اشتباكات بين مقاومين فلسطينيين وقوات إسرائيلية، خلال اقتحامها قلقيلية. وفي المقابل، أعلن الاتحاد الأوروبي فرض عقوبات على خمسة إسرائيليين، بينهم من يسميهم "مستوطنين متطرفين" وثلاث منظمات، بسبب انتهاكات ضد الفلسطينيين في الضفة الغربية والقدس الشرقية المحتلتين ومنع وصول المساعدات الإنسانية إلى غزّة.

أما على جبهة جنوب لبنان، فأفيد عن مقتل ثلاثة مدنيين وإصابة ثلاثة آخرين، في غارة إسرائيلية على مبنى في بلدة بنت جبيل بجنوب لبنان. بينما أعلن "حزب الله" أن مقاتليه استهدفوا كريات شمونة بعشرات صواريخ "الفلق" و"الكاتيوشا". في وقت قُتل شخصان، من بينهم رجل الأعمال السوري و"عرّاب" تجارة النفط لدى نظام الأسد، محمد براء القاطرجي، الاثنين، جراء غارة من قبل طائرة مُسيّرة إسرائيلية، استهدفت سيارة على طريق دمشق - بيروت بالقرب من الحدود اللبنانية السورية، بريف العاصمة دمشق، جنوب سوريا.

في هذا السياق، اعتبرت صحيفة "الجريدة" الكويتية أنه "لا يمكن إغفال اهتمام "حزب الله" بفتح جبهة الجولان، لتكريس معادلتين، الأولى هي معادلة وحدة الجبهات مع سوريا وإظهار أنه قادر على الانخراط في المواجهة انطلاقًا من الجغرافيا السورية، وإن لم يكن النظام السوري راغبًا في ذلك، والأخرى، ضرب المعادلة التي حاول الإسرائيليون على مدى سنوات فائتة تكريسها، وهي إبعاده وإيران وحلفائهما عن الجنوب السوري لمسافة ما بين 40 و80 كلم".

بدورها، أفادت صحيفة "اللواء" اللبنانية بأنّ "الاوساط الدبلوماسية تنظر بترقُّب لزيارة رئيس الوزراء الاسرائيلي الى الولايات المتحدة وخطابه امام الكونغرس واللقاء مع الرئيس جو بايدن، وما يمكن أن يسفر عن هذه الزيارة، لا سيما لجهة الضغط من أجل القبول بصفقة التبادل، وموضوع الأسلحة العدوانية التي يمكن ان يطلبها من الادارة الأميركية، بعدما فشل وزير دفاعه يوآف غالانت بالحصول على 7000 قنبلة من الوزن الثقيل لاستخدامها في حرب متوقعة مع لبنان".

من ناحيتها، لفتت صحيفة "الأهرام" المصرية إلى أنّ "الحكومة اليمينية الإسرائيلية برئاسة بنيامين نتنياهو تواصل اتخاذ مزيد من الإجراءات وارتكاب مزيد من الانتهاكات، التي تعرقل الجهود التي تبذل من أجل الوصول إلى وقف لإطلاق النار في قطاع غزة، بعد مرور 283 يومًا على اندلاع الحرب".

بينما أشارت صحيفة "الدستور" الأردنية إلى أنّ "ما ترتكبه حكومة نتنياهو المجرمة لم يتوقف عند كسر القوانين والشرائع الدولية ولكن تعدى الأمر إلى صم الآذان عن كل صوت إنساني، في إساءة مستفزة لكل مهام المنظمات الدولية ونداءاتها، وجهود السلام حول العالم، وفي محاولة لتعطيل كل مفاهيم القانون الدولي وهو ما سيؤدي فعليا إلى زعزعة أمن المنطقة وانتشار الصراع".

من جانبها، شددت صحيفة "عكاظ" السعودية على أنّ "المملكة تتبنى القضية الفلسطينية إنسانيًا وسياسيًا منذ بدايتها، وتتابع على الصعيد السياسي جهودها المستمرة لحل الأزمة بضمانات تكفل حق الأرض والكرامة للشعب الفلسطيني بما تقتضيه عدالة القضية الفلسطينية التي لا يختلف عليها اثنان، ولا تنتظر السعودية سوى إحقاق الحق بحل الدولتين والعودة إلى المفاوضات السلمية على أساس قيام دولتين فلسطينية وإسرائيلية".

كما لفتت صحيفة "الخليج" الإماراتية إلى أنّ "الحرب التي يشنها جيش الاحتلال، بأوامر شخصية من نتنياهو، تبدو الآن عملية انتقام وحشي من الفلسطينيين، أكثر منها ردة فعل عسكرية على عملية السابع من أكتوبر، حيث لا تفرق قوات الاحتلال، في حربها المسعورة هذه، بين حمَلة السلاح، أو العزل من النساء، والأطفال، والشيوخ، فضلًا عن استهداف المستشفيات وسيارات الإسعاف، وقطع كل مصادر الحياة بدءاً من الماء، والكهرباء، والدواء، وصولًا إلى التمهيد لحصول مجاعة حقيقية، في سبيل دفع أهالي قطاع غزّة للرحيل عن أرضهم".

(رصد "عروبة 22")

يتم التصفح الآن