واصلت الصحف العربية الصادرة اليوم مواكبة مستجدات العدوان الإسرائيلي على قطاع غزّة، على وقع تراجع الامال بالوصول إلى صفقة بين إسرائيل وحركة "حماس"، نتيجة المناورات التي يقوم بها رئيس وزراء الإحتلال بنيامين نتنياهو، بالتوازي مع إستمرار الجيش الإسرائيلي بارتكاب المزيد من المجازر التي تستهدف المدنيين في القطاع.
في هذا الإطار، أعلنت وزارة الصحة في غزّة أنّ جيش الإحتلال ارتكب مجزرتين جديدتين ضد العائلات، وصل منها إلى المستشفيات 49 شهيدًا و69 إصابة خلال الـ24 ساعة الماضية. في حين كشفت صحيفة "هآرتس" أن الجيش الإسرائيلي يحتجز جثامين 1500 فلسطيني، يعتقد أنهم من حركة "حماس"، في معتقل "سدي تيمان" سيئ السمعة.
بالتزامن، تعهد نتنياهو بزيادة الضغط على "حماس"، معتبرًا أنّ "هذا هو بالضبط الوقت المناسب لزيادة الضغط بشكل أكبر وإعادة جميع الرهائن - الأحياء والأموات - إلى وطنهم وتحقيق جميع أهداف الحرب". في وقت أعلنت وزارة الخارجية الأميركية أنّ الوزير أنتوني بلينكن جدد التأكيد لمستشار الأمن القومي الاسرائيلي ووزير الشؤون الاستراتيجية "الالتزام بأمن إسرائيل"، وأشارت إلى أنّ "بلينكن أكد ضرورة التوصل إلى اتفاق يؤمن إطلاق سراح الرهائن ويخفف معاناة الشعب الفلسطيني". بينما شددت حركة "حماس" في المقابل على أنّ "الإدارة الأميركية بقيادة الرئيس جو بايدن تتحمل كامل المسؤولية عن القتل الممنهج لأبناء شعبنا".
وفي حين تتواصل أزمة الثقة بين المسؤولين الإسرائيليين، إلى حد تحذير مسؤولين أمنيين، في حديث لـ"القناة 13" من أنّ الخلافات بين نتنياهو ويوآاف غالانت تؤثر في إدارة الحرب، يتصاعد منسوب التوتر بين المستويين السياسي والعسكري في إسرائيل خصوصًا مع رفض رئيس الوزراء الإسرائيلي الاعتذار لرئيس الأركان هرتسي هليفي عن تصريحات بشأن الحرب على قطاع غزّة لم تلق استحسان الجيش، وفق ما نقل الإعلام العبري.
على صعيد متصل، أعلن الجيش الإسرائيلي، الثلاثاء، أنه سيبدأ في إرسال إخطارات التجنيد إلى اليهود المتشددين (الحريديم) من الرجال يوم الأحد المقبل. يأتي ذلك بعد أمر من المحكمة العليا يقضي ببدء تجنيد الشباب المتدينين في الجيش، الأمر الذي من المتوقع أن يعمق الخلافات بين أركان الإئتلاف الحكومي. في وقت أفادت وسائل إعلام إسرائيلية، أمس، بأنّ "عشرات الحريديم أغلقوا شارعًا في شرق تل أبيب احتجاجًا على خطة استدعائهم للخدمة العسكرية".
وعلى وقع خلافات بين نتنياهو وفريق التفاوض حول بقاء الجيش في محور فيلادلفيا، ومسألة عودة النازحين من جنوب القطاع إلى شماله، قالت وزيرة الاستيطان الإسرائيلية أوريت ستروك: "إذا انسحب الجيش من طريقي نتساريم (الذي يقسّم قطاع غزّة إلى قسمين) وفيلادلفيا (الحدودي)، فسوف نقوم بتفكيك الحكومة". وأضافت: "رئيس الوزراء يعرف ذلك جيدًا".
على صعيد متصل، اعتقلت القوات الإسرائيلية، فجر اليوم الأربعاء، الشاب نور الشلبي أحد قادة كتيبة جنين التابعة لـ"سرايا القدس"، الجناح العسكري لحركة "الجهاد الإسلامي" في حي الدبوس بمدينة جنين بالضفة الغربية، واقتحمت عدة مدن في الضفة.
أما على مستوى جبهة جنوب لبنان، فيستمر التصعيد المتبادل بين الجيش الإسرائيلي و"حزب الله"، في حين أكدت وزارة الدفاع الأميركية "البنتاغون" أن مخاوف واشنطن من التوتر بين لبنان وإسرائيل "تنبع من احتمال حدوث سوء تقدير قد يشعل صراعًا أوسع لا يريده أحد". بينما قالت وزارة الخارجية الأميركية: "تقديراتنا أنّ وقف إطلاق النار في غزّة سيفتح المجال لاتفاق يحل الأزمة بين إسرائيل وحزب الله".
إقليميًا أيضًا، أفادت وكالة "رويترز"، نقلًا عن مصدر، بأنّ "طائرات مسيّرة مفخخة استهدف قاعدة عين الأسد الجوية العراقية التي تستضيف قوات أميركية دون وقوع إصابات".
وسط هذه الأجواء، لفتت صحيفة "الدستور" الأردنية إلى أنّ "نتنياهو سيواصل وضع العراقيل وزيادة المعيقات لأنه لا يريد التوصل إلى اتفاق وقف إطلاق النار، ولا يريد دفع ثمن تبادل الأسرى بإطلاق سراح أسرى فلسطينيين"، مشددةً على أنّ "الميدان واستمرار المواجهة هما المعيار والحصيلة: الانتصار أو الهزيمة".
كما شددت صحيفة "الشرق" القطرية على أنّ "استمرار إسرائيل في الحرب وعمليات الإبادة الجماعية، متجاهلةً قراري مجلس الأمن الدولي بوقفها فورًا، وأوامر محكمة العدل الدولية باتخاذ تدابير لمنع أعمال الإبادة الجماعية وبتحسين الوضع الإنساني الكارثي بغزّة، وكذلك عدم التفاتها إلى تحذيرات العالم والمنظمات الدولية المختصة من حجم الكارثة الإنسانية التي تتعمق في غزّة، لا يمثل استخفافا فقط بالمطالبات الدولية والأممية التي أكدت وجوب وقف العدوان فورًا، وإنما يشكل كذلك تحديًا سافرًا للمجتمع الدولي".
من جانبها، رأت صحيفة "اللواء" اللبنانية أنه "لن يكون من السهل تصوّر تجاوب القيادات الاسرائيلية مع مطلب وقف النار، كخطوة أولى على طريق التعامل مع نتائج الحرب، ولا بد من انتظار نتائج الانتخابات الاميركية".
بينما نقلت صحيفة "الأنباء" الكويتية عن مصدر نيابي فاعل معلومات ديبلوماسية عن "أنه لا حرب موسّعة على لبنان، بل سيبقى الوضع على حاله في الجنوب ضمن قواعد الاشتباك المتفاهم عليها إضافة إلى بقية المناطق اللبنانية، في انتظار ما ستسفر عنه المباحثات الفلسطينية - الإسرائيلية بوقف إطلاق النار في غزّة والدخول في هدنة وتبادل الأسرى".
(رصد "عروبة 22")