صحافة

المنطقة تغلي... إسرائيل تغتال هنية في طهران وتضرب عمق "الضاحية"

المنطقة تغلي... إسرائيل تغتال هنية في طهران وتضرب عمق

واصلت الصحف العربية الصادرة اليوم مواكبة مستجدات العدوان الإسرائيلي على قطاع غزّة، على وقع حالة من الترقب لتداعيات العدوان على الضاحية الجنوبية، مساء أمس، بالإضافة إلى إغتيال رئيس المكتب السياسي في حركة "حماس" إسماعيل هنية في طهران، ما يفتح الباب أمام تصعيد كبير على كافة المستويات، خصوصاً أن المنطقة برمتها أصبحت على فوهة بركان.

وكان الجيش الإسرائيلي قد شن غارة على مبنى في الضاحية الجنوبية لبيروت، متحدثاً عن إغتيال القيادي في "حزب الله" فؤاد شكر، الأمر الذي يدفع إلى طرح مجموعة من الأسئلة حول رد الحزب على ذلك، وما إذا سيكون بالحجم الذي يقود إلى مجموعة من الردود المتبادلة بين الجانبين. بينما أعلنت حركة "حماس"، اليوم، اغتيال هنية في طهران، بعد مشاركته في احتفال تنصيب الرئيس الإيراني الجديد مسعود بزشكيان. في وقت أفاد الحرس الثوري الإيراني، في بيان، بأننا "ندرس أبعاد حادثة مقتل هنية في طهران وسنعلن عن نتائج التحقيق لاحقا".

في هذا الإطار، لا تزال المعلومات تتضارب حول مصير شكر، لا سيما أن الحزب لم يصدر أي بيان رسمي بعد تعليقاً على الغارة. وفي السياق، أعلنت وزارة الصحة اللبنانية أن ثلاثة أشخاص استشهدوا، بينهم طفلة وطفل، وأصيب 74 مدنياً نتيجة الغارة. بينما دان رئيس الحكومة نجيب ميقاتي "العدوان الاسرائيلي السافر على منطقة الضاحية الجنوبية لبيروت". في وقت يعقد مجلس الوزراء جلسة طارئة، عند الثامنة والنصف من صباح اليوم، في السرايا، للبحث في المستجدات الطارئة، واقرار ما ستتخذه لجنة الطوارئ الوطنية، من زاوية توفير المؤن وتعزيز المستشفيات بما يلزم من حاجات صحية.

من جانبه، أعلن الجيش الإسرائيلي أنّه يريد تجنب أي حرب أوسع مع "حزب الله"، لكنّ قوّاته مستعدّة "لأيّ سيناريو". واتهم المتحدّث باسم الجيش دانيال هاغاري، في بيان، "حزب الله" بجر "شعب لبنان والشرق الأوسط بأسره إلى تصعيد أوسع". في وقت أشار وزير الدّفاع الإسرائيلي ​يوآف غالانت​ إلى "أنّنا أظهرنا اللّيلة أنّ دماء شعبنا لها ثمن، وأنّه لا يوجد مكان بعيد عن متناول قوّاتنا لتحقيق هذه الغاية". بينما أكد مسؤولون إسرائيليون أنّ "لا خطط لشنّ المزيد من الضربات الفوريّة على لبنان". وكشفت صحيفة "يديعوت أحرونوت" العبرية، أنه "لم يتم إبلاغ الوزراء في المجلس السياسي الأمني بالهدف قبل تنفيذ العملية خوفاً من التسريبات".

في هذا السياق، أعربت المنسقة الخاصة للأمم المتحدة في لبنان جنين هينيس بلاسخارت، عن "قلقها العميق" إزاء الضربة التي شنها الجيش الإسرائيلي، معتبرة أن "الحل لا يمكن أن يكون عسكرياً". بينما توالت الإدانات والتحذيرات العربية والدولية، وكشف مسؤول أميركي، لصحيفة "الشرق الأوسط"، أن إسرائيل أخبرت الولايات المتحدة مسبقاً بالضربة على جنوب بيروت وتم تبليغ الرسالة عبر قنوات أمنية وتبادل بعض التفاصيل العملياتية المحدودة، لكنه لم يفصح عن مستوى هذه التفاصيل، وما إذا كانت هناك ضربات أخرى متوقعة على لبنان.

بدوره، أعلن وزير الدفاع الأميركي لويد أوستن أن الولايات المتحدة ستساعد إسرائيل في الدفاع عن نفسها إذا تعرضت لهجوم، لكنه أعرب عن إعتقاده أن القتال الشامل بين "حزب الله" وإسرائيل ليس أمراً حتمياً. في وقت أشارت كامالا هاريس، نائبة الرئيس الأميركي جو بايدن، إلى أن لإسرائيل الحق في الدفاع عن نفسها في مواجهة ما وصفتها بـ"منظمة إرهابية" مثل حزب الله.

بالنسبة إلى التطورات الميدانية في غزة، انسحب الجيش الإسرائيلي من شرق مدينة خانيونس، بعد حملة برية دموية خلفت أكثر من 300 شهيد فلسطيني، في حين تتواصل الاعتداءات التي تستهدف المدنيين في أماكن مختلفة من القطاع. في وقت أعلنت الأمم المتحدة نزوح 250 ألف شخص في قطاع غزة منذ 22 يوليو/ تموز الجاري، بسبب "أوامر الإخلاء" الإسرائيلية، وأن بعض النازحين ينامون بين الأنقاض والقمامة. أما في الضفة الغربية المحتلة، فأفادت وسائل إعلام فلسطينية باقتحام القوات الإسرائيلية بلدة صانور جنوبي جنين، كما أقدمت على تفجير منزل الأسير مريد دحادحة في قرية عطارة شمال رام الله.

على المستوى الإسرائيلي الداخلي، تصاعدت الخلافات بين وزيري الأمن الإسرائيلي يوآف غالانت والأمن القومي إيتمار بن غفير، على خلفية حادثة قاعدة سدي تيمان. فقد اشتكى الوزيران من بعضهما البعض في رسالتين وجهاها إلى رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو. وذهب غالانت إلى حدّ مطالبة نتنياهو "بالتحقيق" مع بن غفير، فيما إذا كان منع الشرطة من التحرك ضد مثيري الشغب في القاعدتين، فرد عليه الأخير بالمطالبة بالتحقيق مع الأول في أحداث 7 أكتوبر/ تشرين الأول، فيما التزم نتنياهو الصمت.

إقليمياً، تحدثت بعض وسائل الإعلام عن سقوط 3 قتلى في انفجارات في مقر للحشد الشعبي في محافظة بابل جنوب بغداد، مشيرة إلى شن مسيرات قصفاً على الموقع. بينما أعلن مسؤول أميركي أن الجيش الأميركي شن ضربة جوّية ضدّ "مقاتلين" في العراق، حاولوا إطلاق مُسيّرات تهدّد القوّات الأميركيّة والقوّات المتحالفة معها في المنطقة.

بالتزامن، فرضت الولايات المتحدة عقوبات على خمسة أشخاص وسبع شركات في الصين وإيران، متهمة إياهم بمساعدة برامج الصواريخ البالستية والطائرات المسيّرة الإيرانية.

في هذا السياق، رأت صحيفة "الشرق" القطرية أن التحديات الخطيرة التي يواجهها لبنان والشرق الأوسط، جراء هذا العدوان الصارخ، الذي ينذر بتوسع دائرة الصراع وربما اشتعال حرب إقليمية تهدد أمن واستقرار المنطقة والعالم، يستوجب دعم كافة الجهود الإقليمية والدولية الرامية لوقف التصعيد ونزع فتيل التوتر، والعمل على إلزام إسرائيل بوقف انتهاكاتها السافرة للقانون الدولي وحملها على احترام قرارات الشرعية الدولية.

بينما أفادت صحيفة "الأهرام" المصرية بأن الدبلوماسية المصرية تتحرك، هذه الأيام، على مختلف الأصعدة، وتسابق الزمن، من أجل منع انزلاق الشرق الأوسط إلى منحدر جديد خطير، في ضوء التهديدات التى تستهدف زعزعة استقرار لبنان وسلامة شعبه، نظراً لما تحمله هذه التهديدات من مخاطر على أمن واستقرار ومستقبل المنطقة بأكملها.

ولفتت صحيفة "عكاظ" السعودية إلى أن منطقة الشرق الأوسط بحاجة إلى السلام، وهي في غنى عن التصعيد العسكري بين الأطراف المتنازعة سواء كانت دولاً أو تنظيمات، ولكن لعبة التوازنات تضع المنطقة برمتها على شفير الهاوية، بحيث أصبحت اللعبة بين تل أبيب من جهة وإيران وأذرعها الموجودة في المنطقة من جهة أخرى مرهقة لدول المنطقة وشعوبها، خصوصاً أن الطرفين أدخلانا في لعبة الحروب المتفق عليها.

بدورها، أشارت صحيفة "الخليج" الإماراتية إلى أن فضيحة "سجن أبو غريب" لا تزال تلطخ صورة الولايات المتحدة كمنتهكة لحقوق الإنسان وامتهان كرامته، وهي صورة تتكرر في سجون الاحتلال الإسرائيلي، بعد الكشف عما يجري في سجن "سديه تيمان" في النقب بحق الأسرى الفلسطينيين الذين اعتقلوا بعد السابع من تشرين الأول الماضي، مؤكدة أن هذه الممارسات الشائنة تلخص حقيقة إسرائيل كدولة عنصرية لا تقيم وزناً لحقوق الإنسان ولكل المواثيق والقوانين الدولية، وتكشف الحقيقة المزورة لـ"الجيش الأكثر أخلاقية".

(رصد "عروبة 22")

يتم التصفح الآن