واصلت الصحف العربية الصادرة اليوم مواكبة مستجدات العدوان الإسرائيلي على قطاع غزّة، على وقع إستمرار حالة القلق من خروج الأمور عن السيطرة على مستوى المنطقة برمتها، في ظل الحديث عن إقتراب موعد الرد الإيراني، على إغتيال رئيس المكتب السياسي السابق في حركة "حماس" إسماعيل هنية، ورد "حزب الله" على إغتيال القيادي العسكري في الحزب فؤاد شكر. في حين تسود حالة من الترقب لمصير الجولة الجديدة من مفاوضات وقف إطلاق النار في قطاع غزة، التي من المقرر أن تعقد يوم الخميس المقبل.
في هذا السياق، طالبت حركة "حماس" الوسطاء في المفاوضات بتقديم خطة لتنفيذ ما قد وافقت عليه يوم 2 يوليو/تموز الماضي، استناداً إلى مقترح الرئيس الأميركي جو بايدن، وقرار مجلس الأمن الدولي، لإلزام الاحتلال بدلاً من جولات مفاوضات أو مقترحات جديدة توفر له الغطاء. بينما يستبق كبير مستشاري الرئيس الأميركي لشؤون الشرق الأوسط بريت ماكغورك الاجتماعات بلقاء مع المسؤولين في مصر وحكومة إسرائيل، لحسم النقاط العالقة بشأن مشروع أمني مصري إسرائيلي خاص بالحدود بين مصر وقطاع غزة.
من جانبه، رأى بايدن أنه "ما زال من الممكن" التوصل لاتفاق لوقف إطلاق النار في غزة قبل نهاية ولايته. بينما أعلن العاهل الأردني عبد الله الثاني أن "الأردن لن يكون ساحة حرب، ولن يسمح بتعريض حياة شعبه للخطر". وأعرب المستشار الألماني أولاف شولتز، خلال مكالمة هاتفية مع رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو، عن قلقه إزاء التصعيد الإقليمي لحرب غزة، مؤكداً أن الوقت حان لإتمام الاتفاق.
وفي حين أعلنت وزارة الدفاع الأميركية أن وزير الدفاع لويد أوستن، أمر بنشر غواصة صواريخ موجهة في الشرق الأوسط. توعد وزير الأمن الإسرائيلي يوآف غالانت إيران و"حزب الله" بضربة غير مسبوقة، في حال شنا هجوماً على إسرائيل. في وقت كشف موقع "أكسيوس" أن وزير الدفاع الإسرائيلي تحدث هاتفياً، يوم الأحد، مع نظيره الأميركي، وأبلغه بأن الاستعدادات العسكرية الإيرانية تشير إلى أن طهران تجهز لشن هجوم واسع النطاق على إسرائيل.
وبينما دعا مسؤول السياسة الخارجية في الاتحاد الأوروبي جوزيب بوريل إلى فرض عقوبات على وزير الأمن القومي الإسرائيلي إيتمار بن غفير ووزير المالية بتسلئيل سموتريتش. واصل الجيش الإسرائيلي سياسة التصعيد وإرتكاب المجازر في قطاع غزة، بحيث أقدم، فجر اليوم، على قصف حي الزيتون جنوب شرقي مدينة غزة، فضلاً عن قصف مماثل استهدف المنطقة الشرقية من مدينة خانيونس. بينما نقلت القناة 14 الإسرائيلية رسالة وجهها ضباط كانوا في القطاع لرئيس الأركان الإسرائيلي هرتسي هليفي، أشاروا فيها إلى أنّ "الوضع في غزة لا يزال بعيداً عن النصر".
على مستوى التطورات في الضفة الغربية، تبنت كتائب القسام، الجناح العسكري لحركة "حماس"، عملية إطلاق النار والإجهاز على جندي إسرائيلي، الأحد، قرب مستعمرة "ميحولا" بالأغوار الشمالية. في حين ذكرت قناة الأقصى أن قوات إسرائيلية خاصة حاصرت، فجر اليوم، بناية في حي الطيرة بمدينة رام الله. بينما أفيد عن اشتباكات اندلعت بين مقاومين وقوات إسرائيلية، عقب اقتحامها مدينة جنين.
في جبهة جنوب لبنان، سُمعت، ليل الأحد الاثنين، أصوات انفجارات في مستوطنة نهاريا والجليل الأعلى، فيما استهدف "حزب الله" مقر قيادة الفرقة 146 في جعتون بِصليات من صواريخ الكاتيوشا. في حين جدد المتحدث الرسمي باسم قوات "اليونيفيل" أندريا تيننتي، تأكيده "استمرار العمل بشكل وثيق مع القوات المسلّحة اللبنانية لتهدئة المواقف والحد من التوترات على الأرض"، مشدداً على أن "اليونيفيل تُواصل عملها وتنفيذ أنشطتها، بالتنسيق مع السلطات اللبنانية، بما في ذلك الدوريات المشتركة مع القوات المسلّحة اللبنانية، ولم يتغير شيء في هذا الصدد".
في هذا الإطار، أشارت صحيفة "الأهرام" المصرية إلى أنه رغم كل الجهود التي تبذلها مصر وعدد من الأطراف الدولية والإقليمية من أجل إنهاء الحرب الحالية التي تشنها إسرائيل على قطاع غزة، إلا أن إسرائيل لا يبدو أنها تسعى إلى دعم تلك الجهود أو تذليل العقبات التي تواجه إيقاف الحرب، بل أنها على العكس تحاول وضع مزيد من تلك العقبات التي تهدف من خلالها إلى إطالة أمد الحرب بغية تحقيق مزيد من الأهداف السياسية والعسكرية منها.
بينما رأت صحيفة "الشرق" القطرية أن استمرار الجيش الإسرائيلي في استهداف المدارس وتجمعات النازحين ومراكز الإيواء، دليلٌ على أن الاحتلال يخوض حرب إبادة ضد الشعب الفلسطيني في قطاع غزة، كما يشير هذا القصف العشوائي الذي يستهدف قتل المدنيين إلى فشل إسرائيل في تحقيق أهداف الحرب، وبالتالي فإنها تسعى لمواصلة انتقامها من الشعب الفلسطيني الأعزل، إضافة لضربها بعرض الحائط كافة الالتزامات والقرارات التي تفرضها المواثيق الصادرة عن الهيئات الأممية، وخصوصاً مجلس الأمن ومحكمة العدل الدولية.
بدورها، اعتبرت صحيفة "الدستور" الأردنية أن الولايات المتحدة تُمارس سياسة مزدوجة، أغلبيتها لصالح المستعمرة، وقليل منها في الدعوة لوقف إطلاق النار، والتعاطف الشكلي غير الفاعل مع معاناة الفلسطينيين في غزة، وستبقى هذه الازدواجية قائمة متواصلة حتى ينتهي دور تل أبيب، وتتحول إلى عبء على المواطن الأميركي الذي بدأ قليلاً يعي حقيقة المستعمرة وتنكشف عوراتها السياسية العدوانية المخجلة.
ولفتت صحيفة "اللواء" اللبنانية إلى أن لبنان يعيش أياماً يمكن وصفها، في نظر مراقبين، "بدراما الردّين" اللبناني والايراني (حزب الله والحرس الثوري)، على وقع تصاعد لهيب النار عبر الضربات الانقضاضية، أو الاغتيالات المتفاقمة، فيما الدوائر الرسمية والديبلوماسية الاقليمية والدولية والمحلية، تتخوف من الانفجار الواسع.
من جانبها، أشارت صحيفة "عكاظ" السعودية إلى أنه رغم الدعم الأميركي وتماهي بعض الدول الأوروبية مع إسرائيل، لم تتوقف المملكة عن مواجهة هذا المعسكر دعماً للقضية الفلسطينية، من خلال المؤتمرات واللقاءات مع القوى الفاعلة لإبقاء القضية حية ولكي تحظى بدعم غير مسبوق لإحراج إسرائيل ومن يساندها، وقد نجحت المملكة في تحقيق حشد دولي كانت مخرجاته الاعتراف بالدولة الفلسطينية، وشجب واستنكار الممارسات الإسرائيلية بحق الشعب الفلسطيني.
واعتبرت صحيفة "الخليج" الإماراتية أنه عندما تكون أهداف أي حرب كالسراب مثلما هو الحال في قطاع غزة، تصبح عبثاً وانتحاراً بطيئاً لمن يصّر على إذكائها. وكذلك حال اليمين الإسرائيلي المتطرف الذي يعيش في عالم مفارق للواقع ولا يستوعب حجم التغيرات التي أصابت المنطقة والعالم منذ العدوان على غزة، والحل اليوم ليس في الحرب، بل في إنهائها بأسرع وقت ممكن لوقف سفك الدماء والحيلولة دون جر الإقليم كله إلى أتون جولة صراع مرعبة.
بينما نقلت صحيفة "الأنباء" الكويتية عن مقرب نافذ من "حزب الله" أن الحزب يحسب خطواته جيداً في الرد على هدف عسكري إسرائيلي، رداً على الغارة الإسرائيلية على حارة حريك في ضاحية بيروت الجنوبية قبل زهاء أسبوعين، مشيراً إلى أن الحزب يحاذر الوقوع في شرك منح الإسرائيلي ذريعة للاعتداء على مناطق مدنية لبنانية، ويخشى انحراف صواريخه الذكية التي لم يسبق له استخدامها في الميدان، عن أهدافها المحددة بتشويش وتحويل مسارها من الجانب الإسرائيلي.
(رصد "عروبة 22")