صحافة

"المشهد اليوم"... الشرق الأوسط محط اهتمام الدول الكبرى!

واصلت الصحف العربية الصادرة اليوم مواكبة مستجدات العدوان الإسرائيلي على قطاع غزّة، على وقع حالة من السباق بين الجهود الدبلوماسية الهادفة إلى الوصول لإتفاق لوقف إطلاق النار في قطاع غزة، والإستعدادات العسكرية لمسار التصعيد الذي قد يترتب على تنفيذ إيران و"حزب الله" ردهما، على اغتيال رئيس المكتب السياسي في حركة "حماس" إسماعيل هنية والقيادي العسكري في الحزب فؤاد شكر.

في هذا السياق، ناقش الرئيس الأميركي جو بايدن مع زعماء فرنسا وألمانيا وإيطاليا والمملكة المتحدة تهدئة التوتر في الشرق الأوسط ووقف إطلاق النار في غزة. أعلنوا، في بيان مشترك، أنهم يؤيدون دعوة من الولايات المتحدة وقطر ومصر لاستئناف محادثات وقف إطلاق النار في غزة للتوصل الى اتفاق في أقرب وقت ممكن، معبّرين عن دعم إسرائيل في مواجهة أي تهديد إيراني.

وفي حين أفاد موقع "أكسيوس" الأميركي بأنه من المقرر أن يسافر وزير الخارجية الأميركي أنتوني بلينكن إلى الشرق الأوسط، اليوم الثلاثاء، وسط تصاعد التوترات في المنطقة. أكد دانيال هاغاري المتحدث باسم الجيش الإسرائيلي أن إسرائيل تراقب تطورات تهديد إيران بتوجيه ضربة لها، لكن الجيش لم يغير إرشاداته الاحترازية للمواطنين. في وقت نقلت صحيفة "واشنطن بوست" عن مسؤول أميركي أن "المدمرة لابون تحركت لشرق البحر المتوسط، عبر قناة السويس، لتعزيز الدفاع في المنطقة".

وبينما أعلن المتحدث باسم مجلس الأمن القومي الأميركي جون كيربي أن الولايات المتحدة استعدت لهجمات كبيرة قد تشنها إيران أو الفصائل المسلحة المرتبطة بها في المنطقة هذا الأسبوع. أكد الرئيس الإيراني مسعود بزشكيان، الاثنين، أن لبلاده "حق الرد" على أي هجوم يستهدفها. وأشار إلى أن "إيران ترحب بتطور التفاعل مع جميع الدول، والتأكيد على حل المشاكل عبر التفاوض، لكنها لن تخضع أبداً للضغوط والحظر والبلطجة والعدوان، كما ترى أن من حقها الرد على المعتدين، وفق المعايير الدولية".

وفي تطور لافت، أعلن الناطق العسكري باسم "كتائب القسام" أبو عبيدة، مساء الاثنين، مقتل أسير إسرائيلي وإصابة اثنتين برصاص مجندين مكلفين بحراستهم في حادثتين منفصلتين في قطاع غزة، مشيراً إلى "تشكيل لجنة لمعرفة التفاصيل وسيجري لاحقاً الإعلان عنها". بينما كشفت قناة "العالم" الإيرانية الحكومية، في خبر حذفته لاحقاً على موقعها الإلكتروني، أن عملية اغتيال هنية قد جرت عبر إطلاق صاروخ من بلد جار لم تكشف عن هويته.

في غضون ذلك، عادت الخلافات الإسرائيلية الداخلية إلى الواجهة من جديد، بحيث أشار وزير الأمن الإسرائيلي يوآف غالانت إلى أن إسرائيل هي سبب تأجيل الصفقة مع حركة "حماس"، ساخراً من شعار "النصر المطلق" الذي طالما ردده رئيس الحكومة بنيامين نتنياهو منذ بدء الحرب، واصفاً إياه بالهراء. بينما ذهب مكتب نتنياهو إلى حد اتهام وزير الأمن بـ"تبني الخطاب المناهض لإسرائيل". في وقت حذر رئيس حزب "معسكر الدولة" الإسرائيلي بيني غانتس، من اندلاع حرب أهلية في إسرائيل بسبب سياسات حكومة نتنياهو.

ورأت حركة "حماس"، في بيان لها، أن "اعتراف غالانت، بأن إسرائيل هي سبب تأخير إبرام صفقة إعادة المختطفين والحديث عن انتصار مطلق محض هراء، يؤكد ما قالته دوماً بأن نتنياهو، يكذب على العالم وعلى ذوي الأسرى". بينما أفادت وسائل إعلام لبنانية بأن الموفد الأميركي آموس هوكشتاين سيحضر إلى بيروت، الأربعاء أو الخميس، في محاولة لاحتواء التوتر ومعاودة إحياء المفاوضات".

على صعيد متصل، يستمر التصعيد الإسرائيلي على جبهتي غزة وجنوب لبنان، بينما استشهد شاب فلسطيني برصاص الجيش الإسرائيلي في بلدة عزون في قلقيلية، بعد أن أطلق النار على مستوطن وأصابه بجروح خطيرة، كما أصيب جنديان إسرائيليان بشظايا قنبلة قرب الحرم الإبراهيمي بالخليل. كما أفادت وسائل إعلام فلسطينية بأن شاباً فلسطينياً استشهد إثر إصابته برصاص الجيش الإسرائيلي في مدينة رام الله، بينما أقدمت القوات الإسرائيلية على إقتحام مدينة قلقيلية من الحاجز الجنوبي، وأيضاً على إقتحام شارع المطار شمال محافظة جنين.

في هذا الإطار، رأت صحيفة "الدستور" الأردنية أن لا مصلحة للجميع في التصعيد والمواجهة، ولهذا تعمل كل الأطراف على إيجاد السبل والمظاهر والتسويات نحو عدم التصعيد باستثناء المستعمرة التي تسعى وحدها نحو التصعيد وتوريط الجميع بالمواجهات بعد فشلها في اجتياح قطاع غزة، ولهذا تعمل على نقل معركتها من غزة إلى خارج فلسطين، في عمليات الاغتيال المبرمجة، ليكون عنوان الصراع بينها وبين إيران وفق خطاب نتنياهو أمام الكونغرس، وأن لا يكون مقتصراً على الصراع الفلسطيني الإسرائيلي.

بينما أشارت صحيفة "الأهرام" المصرية إلى أن "الحرب الإقليمية الموسعة"، بين كل من إسرائيل والولايات المتحدة ضد إيران وحلفائها في "محور المقاومة"، هي قرار إسرائيل للخروج من المأزق التاريخي، لكن مشكلة إسرائيل أن الولايات المتحدة غير مهيأة للتورط في مثل هذه الحرب لانشغالها بالحرب في أوروبا ضد روسيا في أوكرانيا، ولأولوية خيارها الاستراتيجي بالتوجه نحو منطقة آسيا – الهادي حيث الصراع الأهم مع الصين.

بدورها، لفتت صحيفة "الخليج" الإماراتية إلى أن نتنياهو أخطأ في الحساب، لأن غزة عصية على الاستسلام ولن تقدم له حبل النجاة من مصير نهايته السياسية الذي ينتظره، مشيرة إلى أن غزة لم يبتلعها البحر، بل هي على مدى عشرة شهور تبتلع جيش الاحتلال ودباباته وآلياته العسكرية، رغم الجوع والعطش وجراحها ومآسيها والكوارث الإنسانية التي تعانيها.

واعتبرت صحيفة "عكاظ" السعودية أن التهديد الإسرائيلي الحقيقي لأمن المنطقة العربية لم يعد مبالغةً أو وهماً أو جنوحاً إلى التشاؤم، هي كانت منذ نشأتها خطراً يتنامى على محيطها العربي، واستراتيجيتها الكبرى بعيدة المدى معروفة لمن يقرأ فكرة إنشاء دولة إسرائيل بحمولاتها التأريخية، ومخططات الغرب الداعم والحامي لها كي تنفذ ما هو موكل لها من مهام.

من جانبها، أشارت صحيفة "الشرق" القطرية إلى أن الإسراع في تسوية النقاط المتعلقة بتنفيذ الاتفاق الإطاري المطروح على طاولة المفاوضات بما يلبي توقعات كافة الأطراف، هو واجب الساعة ولا يحتمل المزيد من التأجيل أو المناورات السياسية، على حساب مئات الآلاف من سكان قطاع غزة الذين يعيشون أوضاعا إنسانية كارثية.

ولفتت صحيفة "اللواء" اللبنانية إلى أن القلق ينهش بإستقرار شعوب المنطقة، وأصحاب القرار الإقليمي والدولي غارقون في حسابات الربح والخسارة، في حال تحولت المواجهة العسكرية إلى حرب شاملة، عبر لعبة الرد والرد على الرد، التي من الممكن أن تخرج عن السيطرة، لأن ثمة لاعب أساسي في تل أبيب يسعى لإشعال نيران الحرب الشاملة، وتوريط حليفه الأميركي في معركة مباشرة مع إيران، وتعطيل المشروع النووي الإيراني.

(رصد "عروبة 22")

يتم التصفح الآن