واصلت الصحف العربية الصادرة اليوم مواكبة مستجدات العدوان الإسرائيلي على قطاع غزّة، على وقع إعطاء "الكابينت" الإسرائيلي تعليماته للجيش بزيادة حدة القتال في غزة لتحسين موقف إسرائيل في المفاوضات، بينما أشارت حركة "حماس" إلى أن رئيس الحكومة الإسرائيلية بنيامين نتنياهو وضع شروطًا جديدة في مقترح وقف إطلاق النار وتبادل الأسرى، خلال مباحثات الدوحة الأخيرة، ما يحول دون إنجاز الصفقة، مؤكدة أن المقترح الجديد يستجيب لشروط نتنياهو ويتماهى معها.
وفي حين لفتت القناة 13 الإسرائيلية إلى أن طاقم المفاوضات حث نتنياهو على إبداء مرونة أكثر، بشأن نقاط الخلاف للمضي نحو اتفاق. فيما رأى رئيس الوزراء الإسرائيلي أن "الضغط العسكري والسياسي القوي هو السبيل لإطلاق سراح المختطفين"، وأكد أن "إسرائيل مستعدة لمواجهة أي تهديد سواء بالدفاع أو الهجوم". بينما أوضح وزير الدفاع الاسرائيلي يوآف غالانت أن إسرائيل عند مفترق طرق استراتيجي، وإذا لم يتم التوصل لاتفاق فهناك خطر متزايد بحصول تصعيد عسكري، موضحاً أن خطر التصعيد العسكري قد يؤدي في النهاية إلى حرب إقليمية لا يمكن وقفها.
بالتزامن، يجري وزير الخارجية الأميركي أنتوني بلينكن زيارة إلى إسرائيل ومصر، لدفع مباحثات وقف إطلاق النار، التي تمر بـ"وقت حرج" بحسب تعبير أحد المسؤولين الذين يرافقون الوزير خلال زيارته، مشيراً إلى أن بلينكن سيضغط على جميع الأطراف بشأن أهمية التوصل لاتفاق سريعاً لإنهاء معاناة المدنيين في غزة ومنع الصراع من اجتياح المنطقة.
وبينما أعلن الرئيس الأميركي جو بايدن، أن وقف إطلاق النار في قطاع غزة ما زال ممكناً. لفتت المرشحة الديمقراطية ونائبة الرئيس كامالا هاريس إلى أنه "يجب أن نتوصل إلى وقف لإطلاق النار وعلينا إخراج الرهائن"، مؤكدة أن "المحادثات بشأن وقف إطلاق النار مستمرة، ولن نستسلم وسنواصل العمل بجد إزاء ذلك".
بدوره، كشف القيادي في حركة "حماس" موسى أبو مرزوق، في حديث لـ"العربي الجديد"، أن حواراً سيجري اليوم الاثنين بين الوسطاء في ملف المفاوضات والإسرائيليين، حول ملف محور فيلادلفيا الذي يفصل بين غزة ومصر والذي تحتله إسرائيل منذ ثلاثة أشهر. وأكد أبو مرزوق أنه لا يوجد أي اختراق في محادثات وقف إطلاق النار، وأن المقترح الأميركي أقرب إلى المقترح الإسرائيلي.
بالتزامن، أشار وزيرا الخارجية البريطاني ديفيد لامي والفرنسي ستيفان سيجورنيه، في مقال نشرته صحيفة "أوبزرفر"، إلى أن "الحل السياسي هو وحده الكفيل بإحلال السلام الذي نحن في أشد حاجة إليه، لهذا السبب، فإن ما نريده ليس فقط وقف إطلاق النار في غزة، بل نحث أيضا إسرائيل وحزب الله ولبنان على الانخراط في محادثات، بقيادة الولايات المتحدة، لتسوية التوترات بينهم بالسبل الدبلوماسية".
وفي تطور لافت، أفادت وسائل إعلام إسرائيلية بمقتل إسرائيلي وإصابة آخر جراء تفجير شاحنة في جنوب تل أبيب، في حين فتحت الشرطة والشاباك تحقيقاً في الحادثة. وأوضحت شرطة تل أبيب أن القتيل في تفجير الشاحنة كان يحمل عبوة ناسفة، وأن حالة جثته تحول دون التعرف عليه لتحديد خلفية العملية.
وبينما أفادت وكالة الأنباء الفلسطينية "وفا"، بأن القيادة الفلسطينية شرعت بتحركاتها واتصالاتها على مستوى العالم للتحضير لتوجه الرئيس محمود عباس وأعضاء القيادة الفلسطينية إلى قطاع غزة. نقلت صحيفة "يديعوت أحرونوت" عن مسؤول إسرائيلي قوله: "لن نسمح لرئيس السلطة الفلسطينية بالذهاب إلى غزة".
وفي خطورة فسرت على أساس أنها رسالة إلى إيران في ظل التوتر الحالي، أعلنت قوات سلاح الجو الإسرائيلي عن إجراء تدريبات، في الأيام الأخيرة، على تزويد الطائرات الحربية بالوقود في الجو، لغرض تمكينها من القيام بمهمات قتالية بعيدة. بينما يستمر التصعيد الإسرائيلي على كافة الجبهات، خصوصاً في غزة، التي تتواصل فيها المجازر التي يرتكبها الجيش الإسرائيلي بحق المدنيين.
في الضفة الغربية، اقتحمت قوات كبيرة من الجيش الإسرائيلي مخيم بلاطة للاجئين شرقي نابلس، بينما أصيب شاب فلسطيني برصاص الجيش الإسرائيلي في بلدة قصرة. في وقت دهمت قوة خاصة من الجيش الإسرائيلي، منزل الأسير أيسر البرغوثي في حي الطيرة برام الله.
أما على مستوى التطورات على جبهة جنوب لبنان، أعلن "حزب الله" أنه تصدى بالأسلحة الصاروخية وقذائف المدفعية، لمحاولة تسلل مجموعة من الجنود الإسرائيليين إلى حرش حدب عيتا. في وقت تحدثت صحيفة "إسرائيل اليوم" عما سمتها مخاوف من أن يكون حزب الله صوّر بطائرة استطلاع مسيّرة منزل نتنياهو في بلدة قيساريا (القيصرية) شمال تل أبيب. ونقلت الصحيفة عن الجيش الإسرائيلي قوله إن رصد المسيّرة قرب قيساريا على الأرجح إنذار كاذب، من دون أن يستبعد فرضية إطلاق الحزب مسيرة صغيرة لتصوير المنزل.
من جانبها، أعلنت قوات "اليونيفيل" أن ثلاثة جنود حفظ سلام تابعين لها كانوا في دورية أصيبوا، بجروح طفيفة عندما وقع انفجار بالقرب من آليتهم التي تحمل علامة الأمم المتحدة بوضوح في محيط يارين، في جنوب لبنان.
وفي إطار الاحتجاجات المتواصلة على حرب غزة، استقال مسؤول في وزارة الخارجية البريطانية احتجاجاً على بيع الأسلحة لإسرائيل. وأشار مارك سميث، الذي كان يعمل في سفارة بريطانيا في دبلن، إلى أن الحكومة البريطانية قد تكون متواطئة في جرائم الحرب التي يرتكبها الجيش الإسرائيلي في القطاع.
إقليمياً، أعلنت القيادة المركزية الأميركية أن قواتها دمرت بنجاح طائرة مسيرة تابعة للحوثيين في منطقة يسيطرون عليها في اليمن.
في هذا المجال، لفتت صحيفة "اللواء" اللبنانية إلى أن المشهد، حتى الآن، يبدو وكأن الجالسين حول طاولة المفاوضات في وادٍ، والمتحاربين في الميدان في واد آخر، موضحة أن المطروح على الطاولة لا يُحقق أهداف عشرة أشهر من القتال، والمجابهات في الميدان غير قادرة على تلبية متطلبات المفاوضات ووقف النار فوراً، بعيداً عن حسابات الربح والخسارة.
بينما اعتبرت صحيفة "الخليج" الإماراتية أنه إذا كان لا بدّ من التعامل بجدّية وإيجابية مع مقترحات وقف التصعيد في المنطقة، فضلاً عن ضمان حماية أرواح المدنيين والتخفيف من الأزمة الإنسانية المتفاقمة في قطاع غزّة وإنهاء هذه الحرب، فإن بلينكن أمام اختبار جديد له ولإدارة بايدن بالقدرة على لعب دور في هذا الشرق الأوسط المنهك بالحروب والانقسامات.
ورأت صحيفة "الدستور" الأردنية أن الصراع لن يُحل إلا على الأرض، داخل فلسطين وليس خارجها، مهما تأزمت التداعيات، فالأساس هو فلسطين لأن الصراع فيها وعليها، وتأثيرها على ما هو حولها.
بدورها، نقلت صحيفة "الجريدة" الكويتية عن مصدر في "فيلق القدس"، التابع للحرس الثوري الإيراني، أن جهاز الأمن التابع له وضع لائحة تضم 128 شخصية إسرائيلية على مستويات مختلفة، سياسية وأمنية وعسكرية، يمكن استهدافها للرد على اغتيال إسماعيل هنية. وأوضح المصدر أن هؤلاء الأشخاص موجودون داخل إسرائيل وخارجها، والأجهزة الاستخباراتية الإيرانية ترصد تحركاتهم، وتحتاج فقط إلى القرار السياسي لتنفيذ عمليات القتل.
من جانبها، أشارت صحيفة "الأهرام" المصرية إلى أن الجهود الحثيثة التي تبذلها مصر من أجل الوصول إلى وقف لإطلاق النار في قطاع غزة، ووضع حد للتصعيد العسكري الذي طرأ على الساحة الإقليمية، بعد اندلاع الحرب في القطاع، تحظى باهتمام خاص على المستوى العالمي، لافتة إلى أن مصر كانت دائماً تنادي بضرورة منح الأولوية لمعالجة الأسباب الرئيسية التي أدت إلى اندلاع المواجهات بين إسرائيل والفصائل الفلسطينية، وذلك عبر إقامة دولة فلسطينية وإنفاذ حل الدولتين.
وأوضحت صحيفة "الوطن" القطرية أن استمرار العدوان على قطاع غزة بوحشية لم يسبق لها مثيل، تسبب بكارثة صحية هائلة في القطاع، وذلك بسبب نقص وعدم توفر احتياجات النظافة الأساسية وقطع خدمات الصرف الصحي، وتراكم النفايات في الشوارع وحول أماكن إيواء النازحين، وعدم توفر مياه صالحة للشرب، الأمر الذي خلق بيئة مواتية لتفشي الأمراض وانتقال العديد من الأوبئة، ومنها فيروس شلل الأطفال المشتق من اللقاح والتهاب الكبد الفيروسي A.
(رصد "عروبة 22")