صحافة

"المشهد اليوم"...محاولات لإحياء المفاوضات ونتنياهو يصعّد ميدانيًا

انقسم المشهد السياسي في الصحف العربية الصادرة اليوم بين الجهود المبذولة لإحياء المفاوضات "المتعثرة" بشأن وقف اطلاق النار في غزة وتصاعد وتيرة العمليات العسكرية الاسرائيلية في جنوب لبنان وشرقه بعدما توسعت الاستهدافات إلى عمق البلدات البقاعية لليوم الثاني على التوالي.

وإذ يسعى الوسطاء لتقريب وجهات النظر وتذليل العقبات قبيل جولة مفاوضات حاسمة تستضيفها القاهرة، برز تصريح وزير الخارجية الأميركي أنتوني بلينكن، الذي رمى الكرة في ملعب حركة "حماس" للقبول بالإقتراح الذي قدمته واشنطن ووافق عليه رئيس الوزراء الاسرائيلي بنيامين نتنياهو.

ولم ترفض الحركة بشكل علني المقترح، ولكنها وصفته بأنه "يشكل انقلاباً على ما توصلت إليه الأطراف في يوليو/ تموز الماضي"، متهمة إسرائيل والولايات المتحدة بـ"إدارة المفاوضات بسوء نية".

وفيما جدد نتنياهو، خلال اجتماع مع عائلات الأسرى الإسرائيليين المحتجزين في غزة ممن يرفضون إنجاز الصفقة، أن إسرائيل "لن تقبل مقترحاً يتضمن إنهاء الحرب"، معلناً التمسك بعدم الانسحاب من محوري نتساريم وفيلادلفيا "تحت أي ظرف". نقلت هيئة البث الإسرائيلية عن مصادر في فريق التفاوض الإسرائيلي بشأن غزة قولهم إنّ "نتنياهو يسعى إلى تفجير المفاوضات من خلال تصريحات اليوم".

وتعطي مسودة الاتفاق المسربة إسرائيل اليد الطولى، لاسيما أنها لا تلحظ وقفاً دائماً لاطلاق النار كما تبقي على المراقبة الإسرائيلية لعمليات إدخال المساعدات وتفتيش الفلسطينيين الذين سيعودون عبر معبر نتساريم الذي يُصر نتنياهو على الاحتفاظ بالسيطرة عليه إلى جانب محور فيلادلفيا.

وعلى الجبهة اللبنانية التي تشهد تطورات لافتة، قال وزير الدفاع الإسرائيلي يوآف غالانت إن "مركز ثقلنا يتحرك تدريجياً من الجنوب إلى الشمال"، في إشارة إلى الاستعداد للانتقال تدريجياً من غزة إلى جبهة لبنان. وتابع: "الهجمات في عمق لبنان هي بمثابة تحضير لأي تطور محتمل".

من جهته، استهدف "حزب الله" بصليات صاروخية مكثفة قواعد عسكرية في الجليل الأعلى والجولان المحتل، فيما نعى 4 من مقاتليه قضوا في غارات اسرائيلية استهدفت عدة بلدات في جنوب لبنان، وبذلك يرتفع عدد المقاتلين الذين نعاهم الحزب منذ 8 أكتوبر/ تشرين الأول الى 421.

إلى ذلك، يستمر الاحتلال بإرتكاب المجازر والتصعيد ضد المدنيين في قطاع غزة، حيث استشهد 52 فلسطينياً وسقط عشرات الجرحى خلال الـ 24 ساعة الماضية، بعد استهداف سوق في دير البلح ومدرسة للنازحين. في وقت لا تدخر إسرائيل أي فرصة للإمعان بسياسة قتل الفلسطينيين وذلك بعد إعاقتها دخول قافلة أممية محملة بالأدوية والوقود، بحسب وزارة الصحة الفلسطينية.


وضمن جولة اليوم من الصحف:

أفادت "العربي الجديد" بأن الوفد الإسرائيلي كشف، في جولة المفاوضات الأخيرة التي جرت في القاهرة الاثنين، عن رغبة تل أبيب بإسقاط اتفاق 2005 المعروف باتفاق فيلادلفيا بين مصر وإسرائيل، وإدخال تعديلات على الملاحق الأمنية لمعاهدة السلام المصرية الإسرائيلية الموقعة في مارس/آذار 1979، المعروفة بمعاهدة كامب ديفيد، متعلقة بالمنطقة (د) والتي تضم المنطقة الحدودية على طول الشريط الحدودي بين مصر والنقب المحتلة وقطاع غزة، والتي كانت تخضع للسيطرة الإسرائيلية عند توقيع معاهدة السلام قبل خطة فك الارتباط وانسحاب إسرائيل من غزة عام 2005.

بينما أشارت صحيفة "الشروق" المصرية إلى أن إسرائيل قد تكون نجحت في قتل وإصابة آلاف الأطفال والشيوخ والنساء في غزة، وتدمير غالبية مساكن القطاع، وتحويل معظم سكانه إلى نازحين، لكنها لم تدرك في البداية أنها خسرت غالبية العرب والمسلمين بل سكان العالم بفعل عدوانها، وهذا السبب وحده كفيل بأن يجعلها منبوذة ومكروهة طوال الوقت، ما لم تستجب لأصوات العقل والمنطق والحق والقانون والشرعية، وتعطي الفلسطينيين دولتهم المستقلة وعاصمتها القدس الشريف.

ولفتت صحيفة "اللواء" اللبنانية إلى أن الأجواء المتشائمة المحيطة بمصير المفاوضات في القاهرة، قبل أن تبدأ، لا يعني أن إنهيار جهود وقف النار في غزة بات قدراً محتوماً، مع التداعيات الأمنية التي ستهز المنطقة لاحقاً، فالأيام المقبلة قد تحمل بشائر الفرج والإنفراج في اللحظة الأخيرة.

بدورها، أوضحت صحيفة "الرياض" السعودية أن استمرار أو توقف حالة الحرب أو الصراع لا تتأثر بِقِصَر أو طول المُدة الزمنية، أو بعدد القتلى والجرحى والمُصابين، أو بحجم الدّمار والخراب الناتج، وإنما على مدى تحقق الأهداف والغايات المرسُومة بالخطط والاستراتيجيات الخاصة بالدولة القادرة فعلاً على التأثير في مشهد الحرب والصِراع، لافتة إلى أن مُضي عشرة أشهر على حرب الإبادة الجماعية على قطاع غزة مسألة طبيعية لإسرائيل التي تأسست على أيديولوجية متطرفة، وممارسات إرهابية، وسلوكيات مُنحرفة، واستمرت عليها بدعم غربي كامل.

ورأت صحيفة "الوطن" القطرية أنه في الوقت الذي تتسارع فيه الجهود من أجل التوصل إلى اتفاق لوقف إطلاق النار، لا بد أن يتحمل المجتمع الدولي مسؤولياته ويدعم جهود الوسطاء من أجل الوصول إلى اتفاق لوقف إطلاق النار وحقن دم الأبرياء من المدنيين خاصة من الأطفال والنساء.

من جانبها، لفتت صحيفة "الجريدة" الكويتية إلى أن كل المؤشرات تبدو سلبية حيال الوصول إلى اتفاق في المفاوضات المرتقبة بالقاهرة، و"حزب الله" لا يبدو متفائلاً، ولا يزال يرفع معادلته المعروفة، أولاً منع حسم المعركة عسكرياً ومنع القضاء على حركة "حماس"، وثانياً تنفيذ ضربة قوية رداً على اغتيال فؤاد شكر في الضاحية الجنوبية لبيروت، موضحة أن الحزب يرفض القول إنه قبِل بتأجيل رده على اغتيال شكر بانتظار نتيجة المفاوضات، وتقول مصادر قريبة منه إنه لم يقدم أي موقف بهذا الصدد، ومسألة الرد ترتبط عنده بحسابات الميدان، وإنه لا يربط مسار الرد بمسار المفاوضات حول غزة.

(رصد "عروبة 22")

يتم التصفح الآن