صحافة

"المشهد اليوم"... العدوان يتصاعد في الضفّة و"هدنة التطعيم" تبدأ الأحد

تشغل التطورات الميدانية في الضفة الغربية وقطاع غزة الأروقة السياسية العربية والدولية وهذا ما عكسته عناوين الصحف العربية الصادرة اليوم. فوسط شجب أوروبي من توسيع رقعة العمليات العسكرية في الضفة وانعكاساتها الخطيرة، يمضي رئيس الوزراء الاسرائيلي بنيامين نتنياهو قدماً بخططه الاستيطانية ورسم مسار عسكري طويل الأمد.

ويستمدّ نتنياهو الدعم من اليمين المتطرف الذي يرفض أي صفقة تسوية في غزة ويدعو الى فتح جبهة جديدة في الشمال. ولهذه الغاية عقدت الحكومة الإسرائيلية اجتماعاً للبحث في تطورات الوضع على جبهة لبنان بغية مناقشة خيارات الذهاب إلى حلّ ديبلوماسي أو التصعيد العسكري.

وعليه ينقسم المشهد بين محاولات حثيثة للوصول الى إتفاق تسوية وسط جهود مصرية وقطرية وأميركية لإنجاح المفاوضات وتذليل العقبات، وبين الضغوط التي تُمارس على نتنياهو دولياً ومحلياً من خلال عائلات الرهائن الاسرائيليين الذي يصعّدون من نشاطهم الاحتجاجي لإبرام صفقة "عاجلة".

وفي هذا السياق، أكد مسؤول كبير في البيت الأبيض لـ"الشرق الأوسط" أن إدارة الرئيس الأميركي جو بايدن على تواصل مع المسؤولين الإسرائيليين لمعرفة "أهداف إسرائيل من شنّ هجمات في الضفة الغربية"، مشيراً إلى أن واشنطن "ترفض أي تهجير قسري للفلسطينيين"، لكنه لفت في الوقت نفسه إلى دعم الولايات المتحدة لـ"حقّ إسرائيل في الدفاع عن نفسها".

من جهتها، نقلت صحيفة "هآرتس" الإسرائيلية عن مصادر مطلعة على مفاوضات التهدئة، أن الوسطاء قد يفرضون مقترحاً محدثاً لحل قضية محوري فيلادلفيا ونتساريم، في محاولة لإجبار الطرفين عليه واستكمال صياغة الصفقة.

أما صحيفة "يديعوت أحرونوت" الاسرائيلية، فقد لفتت إلى تعيين العميد إلعاد غورين في منصب "رئيس الجهود الإنسانية - المدنية في قطاع غزة"، مشيرة إلى أنه من ضمن صلاحياته "متابعة إمكانية عودة مليون نازح فلسطيني إلى شمال القطاع ومشاريع إعادة البناء والتنسيق مع مؤسسات المساعدات الإنسانية ونقل المساعدات للسكان والاستعداد لفصل الشتاء"، على حد زعمها.

وفي إطار الردود الدولية، دعا الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيريش لإنهاء العمليات الإسرائيلية في الضفة الغربية. أما كبير الدبلوماسيين في السياسة الخارجية بالاتحاد الأوروبي، جوزيب بوريل، فقد هدد بإدراج بعض الوزراء الإسرائيليين الذي أطلقوا تصريحات كراهية غير مقبولة ضد الفلسطينيين على قائمة العقوبات.

الى ذلك، أعلنت منظمة الصحة العالمية أن حملة التطعيم ضد شلل الأطفال ستبدأ بعد غد الأحد في الأول من شهر أيلول/ سبتمبر المقبل وسط قطاع غزة لثلاثة أيام، وستكون هناك هدنة إنسانية لساعات عدة كل يوم، للسماح بتطعيم نحو 640 ألف طفل.

وفي التطورات الميدانية، شارك 1000 جندي اسرائيلي في العملية العسكرية في الضفة الغربية، بحسب ما أفادت هيئة البث الاسرائيلية. وفيما يوسع الاحتلال من عدوانه وحملة الاعتقالات التي شملت 45 فلسطينياً خلال الساعات الماضية، يواصل اقتحام المخيمات وشلّ الحياة بداخلها. ومع اعلان الاحتلال اغتيال قائد "كتيبة طولكرم" التابعة لـ"سرايا القدس" محمد جابر، الملقب "أبو شجاع"، ارتفعت حصيلة شهداء الضفة الى 17 في اليوم الثاني من العدوان.

بالتزامن، دخلت الحرب الإسرائيلية على قطاع غزة يومها الـ328 وسط ارتكاب المزيد من المجازر وانعدام مقومات الحياة الطبيعية. فيما اعترفت صحيفة "معاريف" الاسرائيلية بمقتل 15 جندياً اسرائيلياً في غزة والمناطق الشمالية خلال شهر آب/ اغسطس الحالي، ليكون "الشهر الأكثر دموية" للجيش الاسرائيلي.

وضمن جولة الصحف اليوم:

لفتت صحيفة "الشرق" القطرية إلى أن الطريق لإطفاء دائرة اللهب المشتعلة في المنطقة والأراضي الفلسطينية، تبدأ بإنجاح جهود إنهاء الحرب في غزة، والتوصل إلى تهدئة شاملة في الأراضي المحتلة، ولا تنتهي إلاّ من خلال إيجاد أفق سياسي لتحقيق السلام العادل والشامل للقضية الفلسطينية على أساس حل الدولتين.

وأشارت صحيفة "الأهرام" المصرية إلى أن إسرائيل تصر على أن تحقق نصراً كاملاً، هو أقرب إلى الخيال منه إلى أرض الواقع، بل وتحرج حلفاءها الذين تخلوا عن كل ما تشدقوا به من كلمات إنسانية معسولة، وما صدعوا به رؤوسنا من عبارات حول حق الحياة الآمنة، المستقرة، وما سطروه في كلماتهم حول إنقاذ شعب يتعرض لعملية إبادة جماعية، مدبرة، ويوفرون لها كل وسائل القتل البدني والمعنوي.

واعتبرت صحيفة "الخليج" الإماراتية أن الهدنة الهشة، التي يجري الحديث عنها لتطعيم الأطفال ضد الشلل في غزة، لا يمكن أن تنجح إذا لم تتوفر الظروف الأمنية المناسبة لحماية الطواقم الطبية والأماكن المخصصة لاستقبال الأسر والطرق المؤدية إليها، مشيرة إلى أن قطاع غزة، الذي تم تدميره وتشريد أهله، لا يحتاج إلى هدنة كهذه، بل إلى وقف شامل للحرب واستنفار واسع لإنهاء هذه الكارثة الإنسانية.

ورأت صحيفة "اللواء" اللبنانية أن تجديد مجلس الأمن الدولي بالإجماع لقوات "اليونيفيل" العاملة في الجنوب اللبناني، دون تغيير في المهام والصلاحيات الممنوحة لها، يُعتبر إنتصاراً لكل لبناني يؤمن بضرورة تجنيب الجنوب المزيد من التحديات، وما تحمله من مخاطر توسيع المواجهات العسكرية، وإيقاع الخسائر البشرية والتدميرية في القرى الحدودية.

وأوضحت صحيفة "الأنباء" الكويتية أن صدور قرار التجديد لـ"اليونيفيل" من دون أي تعديلات في مهامها، وبالإجماع من قبل أعضاء مجلس الأمن الدولي، شكل رسالة قوية إيجابية من المجتمع الدولي تجاه لبنان، ذلك ان هذا القرار يحمل أهمية كبيرة، خصوصاً في ظل الأوضاع المتوترة على الحدود الجنوبية نتيجة الحرب الدائرة، والضغوطات الإقليمية المتزايدة.

(رصد "عروبة 22")

يتم التصفح الآن