رصدت الصحف العربية الصادرة اليوم إتساع رقعة المظاهرات ضد رئيس الوزراء الاسرائيلي بنيامين نتنياهو مع إعلان اتحاد النقابات العمالية الإسرائيلية تنفيذ إضراب اقتصادي شامل للضغط على الحكومة ودفعها لإبرام صفقة تبادل أسرى مع حركة "حماس".
ويستمر نتنياهو المحاصر داخلياً وخارجياً في سياسة المراوغة وكسب الوقت لقتل المزيد من الفلسطينيين وتهجيرهم والقضاء على مقومات الحياة في قطاع غزة وشمالي الضفة الغربية محاولاً إطالة أمد الحرب الاستنزافية أكثر وقت ممكن. وهذا ما تعكسه التصريحات وجولات المفاوضات "المتعثرة" في حلحلة العُقد التي تحول دون بلورة صيغة إتفاق بعد مرور 11 شهراً على بداية الحرب.
وقد تأججت الأوضاع في تل أبيب عقب إعلان الجيش الاسرائيلي استعادة جثث 6 أسرى بعد العثور عليها داخل نفق في قطاع غزة. وفيما تبادل نتنياهو و"حماس" المسؤولية عن مقتلهم، ذكرت القناة الإسرائيلية أن بعض عائلات الأسرى الإسرائيليين في غزة رفضت الحديث مع نتنياهو.
وانضم زعيم المعارضة الإسرائيلية يائير لبيد إلى مطالب الإضراب الموسع. هذا وقد عاد، وفق تقديرات اسرائيلية، إلى الشوارع نحو 170 ألف متظاهر، غالبيتهم في مظاهرات تل أبيب، والبقية في 80 مظاهرة في جميع أنحاء البلاد.
وفي سياق متصل، جدّد وزير الدفاع الإسرائيلي يوآف غالانت تأكيده على مواصلة المواجهات مع "حزب الله" حتى إعادة سكان الشمال إلى منازلهم. أما الوزير السابق في الحكومة الإسرائيلية بني غانتس فقد دعا الحكومة إلى إبرام صفقة في قطاع غزة والإفراج عن الرهائن وتركيز الجهد العسكري على الشمال ومواجهة "حزب الله".
ميدانياً، يواصل الإحتلال الإسرائيلي عملياته العسكرية في مدينة جنين ومخيمها، شمالي الضفة الغربية، لليوم السادس على التوالي. فيما وصف رئيس بلدية جنين الدمار الذي خلفه الاحتلال بـ"الزلزال"، مقدراً خسائر التخريب بنحو 500 مليون شيكل (135.2 مليون دولار).
هذا وتصدرت عملية الخليل بالقرب من مدينة ترقوميا وأدت إلى مقتل 3 شرطيين إسرائيليين العناوين العامة، لاسيما أنها شكلت ضربة ثانية تلقتها تل أبيب في جنوب الضفة خلال 24 ساعة. وقد استغل وزير الأمن القومي إيتمار بن غفير الهجوم للمطالبة بمنع تحرك الفلسطينيين عبر الضفة، مجدداً دعوته لقتل المعتقلين الفلسطينيين وإقرار قانون الإعدام بحقهم.
وبحسب محلل الشؤون العسكري لصحيفة "يديعوت أحرونوت" الإسرائيلية، فإن العمليات الأخيرة في منطقة الخليل هي "خطوة هامة إلى الأمام في خصائص الهجمات الفلسطينية. فلا مزيد من هجمات الطعن كما كانت هنا في موجة عام 2015. لا مزيد من هجمات إطلاق النار كما رأينا في عام 2022. هذه عبوات ناسفة قوية وهجمات، من النوع الذي عرفناه في الانتفاضة الثانية"، وفق ما ورد في التقرير.
وفي القطاع المحاصر، ارتكب الاحتلال 3 مجازر جديدة ضد العائلات الفلسطينية، وصل منها للمستشفيات 47 شهيداً و94 إصابة خلال الـ24 ساعة الماضية. فيما أعلنت وزارة الصحة عن تمكنها من تطعيم أكثر من 72 ألف طفل في اليوم الاول من الحملة ضد شلل الأطفال.
وضمن جولة الصحف العربية:
رأت صحيفة "الجريدة" الكويتية أن "سلوك إسرائيل يظهر رفضها لأي مسار سياسي أو دبلوماسي، وهو ما يفرض الكثير من التحديات على المفاوضين أو الوسطاء"، مرجحة أن "تبقى المنطقة فترة طويلة في حالة الاستنزاف القائمة، مع مواصلة حكومة نتنياهو التصعيد في قطاع غزة والضفة الغربية، أما جبهة لبنان فستكون في حالة انتظار طويل لما ستسفر عنه نتائج الحرب في فلسطين، أو الديناميكية السياسية بين إيران وأميركا، والتي يمكنها أن تنعكس تهدئة تدريجية على الحدود الجنوبية، بالتكامل مع أي مسار سياسي داخلي برعاية دولية".
من جهتها، اعتبرت صحيفة "اللواء" اللبنانية أن "نتنياهو يتمسك بخيار تمديد الحرب حتى القضاء على آخر فلسطيني في القطاع، ليس بحجة الدفاع عن أمن الدولة العبرية وحسب، بل وإيضاً، وهذا الأهم بالنسبة له، حماية مستقبله السياسي من المحاكمة والمحاسبة على التقصير الفادح لحكومته، في رد هجمة حماس في ٧ تشرين الأول/ أكتوبر الماضي على المستوطنات المحيطة بغزة".
تحت عنوان "جرائم شنيعة"، كتبت "الوطن" القطرية عن الهجوم العسكري الإسرائيلي الجاري على جنين وطولكرم وطوباس، منذ الأربعاء الماضي، "والذي يأتي كي يستكمل حرب إعادة احتلال الضفّة الغربية، التي بدأتها حكومة نتانياهو قبل هجمات ٧ تشرين الأول/ أكتوبر الماضي"، داعية "المتجمع الدولي والولايات المتحدة على وجه الخصوص بالتحرك والتدخل الفوري لوقف العدوان وتوفير الحماية اللازمة للشعب الفلسطيني".
أما صحيفة "الرياض" السعودية، فرأت أنه "يصعب نجاح التفاوض مع إسرائيل لاختلاف المنطلقات وعدم التوافق على الأهداف، فإسرائيل تصر على أن تكون نتيجة التفاوض لصالحها فقط وليس لصالح الطرفين المتفاوضين، ولهذا يفتقد التفاوض مع إسرائيل أهم مقومات النجاح ويصبح مضيعة للوقت"، مشيرة الى أنه "في التفاوض على حل الدولتين مثلا ينتهي التفاوض قبل أن يبدأ لأن إسرائيل ترفض هذا الحل، فهي في هذه الحالة لا تملك شروط التفاوض الذي يحقق السلام العادل الشامل؛ لأنها أصلا لا ترغب أن تسير في طريق السلام".
في سياق آخر، تطرقت صحيفة "الأهرام" المصرية إلى الدور الذي تمارسه مصر في تعزيز علاقاتها مع الصومال على المستويات المختلفة، معتبرة أنه "ينبع من إدراكها حقيقة موقعها الإستراتيجي وكونها قوة إقليمية رئيسية داعمة للاستقرار والأمن في المنطقة. ومن هنا، فإن تحركاتها الخارجية وتفاعلاتها مع التطورات المحيطة بها تنطلق دوماً من نهج يقوم في الأساس على دعم وحدة الدول وتماسكها الوطني".
(رصد "عروبة 22")