سلطت الصحف العربية الصادرة اليوم الضوء على المساعي الضاغطة بهدف الوصول إلى تسوية لوقف النار في قطاع غزة وإطلاق سراح الأسرى الرهائن لدى حركة "حماس".
وفيما تنشط واشنطن والقاهرة والدوحة لتعبيد الطريق أمام صفقة تراعي مطالب الطرفين، يجهد رئيس الوزراء الاسرائيلي بنيامين نتنياهو في استكمال عملياته العسكرية ومخططاته التدميرية في قطاع غزة وشمالي الضفة الغربية التي تشهد حملة اعتداءات واعتقالات ممنهجة، حيث يعمد الاحتلال الى القضاء على مقومات الحياة وتعقيد حياة السكان.
وفي إطار المساعي الدولية، كشف البيت الأبيض عن بنود الاقتراح الأميركي الجديد لتأمين الإفراج عن الرهائن المتبقين في غزة وتوفير المساعدات للقطاع ووقف القتال، مشيراً في الوقت ذاته إلى أن الرئيس جو بايدن "منخرط بشكل شخصي في العمل مع فريقنا وقادة المنطقة من أجل التوصل لاتفاق".
أما المتحدث باسم مجلس الأمن القومي الأميركي جون كيربي، فلفت إلى أن "المقترح يتضمن انسحاب الجيش الإسرائيلي من جميع المناطق المكتظة بالسكان، بما فيها ممر فيلادلفيا". وتركز مصر جهودها في إيجاد آلية أمنية للممر الذي استولت عليه اسرائيل في أواخر أيار/ مايو الماضي.
وذكرت هيئة البث الإسرائيلية أن تل أبيب أبلغت الوسطاء بموافقتها على الانسحاب من الممر، في المرحلة الثانية من الصفقة، مرجحة أن يتم الإعلان عن المقترح بواسطة بايدن، بحلول يوم الجمعة المقبل. في حين نقلت صحيفة "يديعوت أحرونوت" الاسرائيلية عن مصادر عسكرية إشارتها إلى "أنه بدون التوصل إلى صفقة فإن أي عملية برية واسعة النطاق في غزة ستعرض حياة الأسرى للخطر".
بدورها، اعتبرت صحيفة "هآرتس" الاسرائيلية في مقال لها أن "محور فيلادلفيا تعبده الآن جثث الأسرى الإسرائيليين، وأن نتنياهو ووزراؤه يعرفون أن السيطرة عليه لم تمنع هجمات فصائل المقاومة في الماضي ولن تمنعها مستقبلا، وإن الاحتفاظ به لم يعد مجرد جنون، بل هو الشر بعينه"، وفقاً للصحيفة.
في سياق متصل، أعلنت الولايات المتحدة عن توجيه اتهامات جنائية إلى كبار قادة "حماس" لدورهم في هجوم 7 أكتوبر/تشرين الأول الماضي. وتضم الدعوى أسماء 6 متهمين، من بينهم رئيس المكتب السياسي للحركة يحيى السنوار، بالإضافة إلى رئيس المكتب السابق إسماعيل هنية، القائد العام لـ"كتائب القسام" محمد الضيف، خالد مشعل، مروان عيسى وعلي بركة.
على الصعيد الميداني، واصل الاحتلال الإسرائيلي عدوانه المكثف على قطاع غزة والضفة الغربية وسط مساعٍ حثيثة لتهجير سكانها في إطار الهجوم المستمر على طولكرم وجنين وطوباس. فيما قالت وزارة الصحة الفلسطينية أن 30 شخصاً استشهدوا وأصيب 130 آخرون منذ بدء العملية الموسعة في الضفة الأربعاء الماضي.
الى ذلك، تشهد جبهة جنوب لبنان بين إسرائيل و"حزب الله" هدوء نسبي مع استمرار المواجهات "المحدودة" بين الطرفين. في وقت أفاد معهد "ألما" للدراسات الأمنية في إسرائيل بأن شهر آب/ اغسطس شهد 281 هجوماً من لبنان مقارنة بـ259 هجوماً في شهر تموز/ يوليو.
ونستعرض في جولة الصحف اليوم:
اعتبرت صحيفة "الخليج" الإماراتية أن إنهاء الحرب في غزة "بات ضرورة لا تقبل التأخير، لاسيما أن الأطفال اليوم بحاجة إلى وقف إطلاق النار أكثر من أي شيء آخر في ظل ما عانوه مع أسرهم من أهوال ومآسٍ لم يشهد لها التاريخ الحديث مثيلاً"، داعية إلى تكثيف الجهود والضغط على المعتدي الإسرائيلي حتى يرتدع عن عدوانه، والمسارعة إلى إنقاذ ما تبقى من قطاع غزة".
ركزت "الأهرام" المصرية على خطورة استمرارية الصراع في غزة، لافتة الى امكانية "أن يتعدى أطرافه المباشرة أي إسرائيل والفلسطينيين، ويطرح آثاره الخطيرة على الإقليم والعالم ككل"، متحدثة عن "ظهور بعض المؤشرات التي تعكس تزايد حدة التوتر في المنطقة، واحتمال انجراف أطراف أخرى، ويمكن الإشارة في ذلك إلى التوتر الشديد بين إسرائيل وإيران، إضافة إلى الضربات المتبادلة والمستمرة مع أذرع إيران في المنطقة مثل "حزب الله"، والحوثيين في اليمن، وتهديد الملاحة في البحر الأحمر..."
من جهتها، رأت صحيفة "الصباح "العراقية أن العملية الجديدة التي تستهدف أهل الضفة لا تختلف في أهدافها عمَّا يحدث في غزة"، معتبرة أن "الوجود الفلسطيني بالضفة لا يتلاءم مع ديموغرافية الدولة اليهودية، وهنا يتراءى الحل في الأفق بتهجير أهل الضفة إلى الأردن كما يجري العمل على تهجير أهل قطاع غزة إلى مصر بشتى الوسائل الدموية، وفي حقيقة الأمر، فالموضوع يحمل في طياته جزءاً كبير من القدسية بالنسبة لليمين المتطرف الذي يحكم إسرائيل".
أما صحيفة "النهار العربي" فأوضحت أن "الضفة الغربية، وظيفتها الآن إطالة أمد الحرب وتقديمها جائزة ترضية للوزيرين اللذين يمثلان المستوطنين، إيتامار بن غفير وبتسلئيل سموتريتش، على وقوفهما الحازم إلى جانب بنيامين نتنياهو، وليبقى "حلّ الدولتين" شعاراً أجوف لا يملك أي مقوم من مقومات التحقق على الأرض".
وتحدثت صحيفة "اللواء" اللبنانية عن ضرورة اتخاذ موقف جديد اكثر صرامة من قبل الرئيس الاميركي بعد مواقفه المتحدية للقرارات الرئاسية بضرورة تحقيق صفقة لانهاء النزاع، لافتة إلى أن "هناك مؤشرات على ان بايدن بات يضيق ذرعاً بمواقف نتنياهو بعد ان اجاب على سؤال عما اذا كان نتنياهو يفعل ما هو كافٍ للمفاوضات، حيث اجاب "لا ولكن المفاوضات ستستمر".
(رصد "عروبة 22")