صحافة

"المشهد اليوم"... إسرائيل تستهدف نصرالله وتطلق "الحرب الشاملة"!

ركزت الصحف العربية الصادرة اليوم على دخول المنطقة برمتها مرحلة جديدة رغم كل المحاولات السابقة لمنع تدهور الأوضاع والدخول في أتون "حرب شاملة"، إلا أن إسرائيل ماضيةٌ بتنفيذها مخططاتها دون قدرة أحد على إيقافها. وهذا ما بدا واضحاً من خلال "تفخيخ" المفاوضات الأميركية - الفرنسية التي كانت تجري لإرساء تسوية في لبنان والقضاء عليها بعد الغارات العنيفة غير المسبوقة التي شنّها الإحتلال على الضاحية الجنوبية لبيروت، معلناً أنه استهدف مركز قيادة "حزب الله" في حارة حريك وأن المستهدف الرئيسي هو الأمين العام للحزب حسن نصرالله.

وفيما لم يصدر أي موقف رسمي عن "حزب الله" رغم مرور أكثر من 10 ساعات على القصف الإسرائيلي، تتضارب المعلومات حتى الساعة حول مصير نصرالله وقيادات رفيعة آخرى. ومع إستمرار عملية رفع الأنقاض في ظل دمار هائل، شنّت المقاتلات الحربية الإسرائيلية أكثر من 30 غارة على الضاحية طوال الليل بعد إدعاءات بوجود أسلحة أو مخازن في المباني التي يتم استهدافها.

وغداة التحذيرات نزح عدد كبير من الأهالي الذين ضاقت بهم السبل فإفترشوا الطرقات والحدائق العامة، بظل غياب أي خطة طوارئ حكومية لاستيعاب هذا القدر الكبير من العائلات. في وقت، كثف الإحتلال من عملياته الجوية في الجنوب، ولا سيما في محيط مدينة صور، ومجرى نهر الليطاني، بالإضافة إلى مناطق متعددة في البقاع الغربي. وأعلن الجيش الإسرائيلي عن مقتل قائد الوحدة الصاروخية لـ"حزب الله" في الجنوب محمد علي إسماعيل ونائبه حسين أحمد إسماعيل.

هذا واستشهد وجرح عدد من المواطنين في غارة نفذها الطيران الحربي الإسرائيليّ على بلدة بعذران في قضاء الشوف شرق بيروت، في حين أشارت مصادر إلى أن المستهدفين هم عناصر من "حزب الله" دون أن يتم التأكد من ذلك.

وفي أول تعليق إيراني، ندّد الرئيس مسعود بزشكيان بما وصفه بـ"جريمة حرب فاضحة"، معتبراً أن "الهجمات التي ارتكبها النظام الصهيوني في ضاحية بيروت تكشف مرة أخرى عن طبيعة إرهاب الدولة الذي يمارسه هذا النظام". أما مستشار المرشد الأعلى الإيرانيّ علي لاريجاني، فإعتبر "أن إسرائيل تتخطى الخطوط الحمراء لطهران وإن الوضع أصبح خطيرًا"، لافتاً إلى أن "الاغتيالات لن تحل مشكلة إسرائيل…فمع اغتيال قادة المقاومة سيحل آخرون محلهم".

من جهته، قال المتحدث باسم الجيش الإسرائيليّ‫ دانيال هاغاري: "لن نسمح باستخدام مطار مدني في لبنان لأغراض عسكرية، ولن نسمح بنقل الأسلحة من خلال مطار بيروت المدني"، في تهديدٍ صريح وواضح. 

وكان رئيس الحكومة الإسرائيليّة بنيامين نتنياهو إدعى، أمام الجمعية العامة للأمم المتحدة في نيويورك، أن بلاده "تخوض حرباً من أجل البقاء"، زاعماً أن "على إسرائيل أن تهزم "حزب الله"، ولن نسمح له بالعودة إلى الحدود، والتخطيط لـ7 أكتوبر آخر، وطالما أنه يختار مسار الحرب، فإن لنا الحق في إزالة هذا التهديد، من أجل إعادة سكان الشمال إلى منازلهم".

وهدد نتنياهو إيران بالقول: "إذا هاجمتمونا سنقوم بمهاجمتكم، وما من مكان لا يمكن أن تصله الذراع الطولى لإسرائيل فيها، وفي الشرق الأوسط". بينما شهدت قاعة الجمعية العامة للأمم المتحدة هتافات احتجاجية ومغادرة وفود دبلوماسيّة سبقت كلمته.

وعلى وقع التطورات المتسارعة، أعلن البيت الأبيض أن الرئيس جو بايدن أمر بتعديل انتشار القوات الأميركية في الشرق الأوسط "حسب الضرورة". في وقت حذّر وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف من أن الشرق الأوسط على شفا "حرب شاملة".

وفي جولة الصحف العربية اليوم:

أشارت صحيفة "الخليج" الإماراتية إلى أن "إسرائيل لا تهدف إلى استعادة الردع الذي فقدته في 7 أكتوبر/ تشرين الأول فحسب؛ بل تطمح إلى حسم ملفات كانت تشكل عقبات كبيرة أمامها، وهي ضم الضفة الغربية، ثم بناء الهيكل في الأقصى، والتوسع تحت حجج حفظ الأمن شمالاً باتجاه لبنان إلى نهر الليطاني، حتى إنه لا تخفى تهديدات التيارات اليمينية للدول المجاورة، وقد عبّر عن ذلك رجل الأعمال الإسرائيلي روني مزراحي بالقول: "ما نفعله في لبنان اليوم، قادرون على فعله في الأردن. الأردن قادم بعد لبنان".

ورأت صحيفة "الأنباء" الكويتية أنه بعد التطورات المتسارعة أمس غداة استهداف الضاحية الجنوبية لبيروت فإن "الأمور الى تدحرج على صعيد العمليات الحربية الإسرائيليّة، وتكريس مبدأ توسيع الحرب على الساحة اللبنانية، بحيث بات الكلام عن احتمال التوصل الى وقف لإطلاق النار سابق لأوانه".

وتحت عنوان: "هل كان عدوان نتنياهو على لبنان محتماً؟"، كتبت صحيفة "الشروق" المصرية أن "قرار الجيش الإسرائيلي ببدء العدوان الشامل على لبنان، كان أمرًا متوقعًا بنسبة 99٪ بل هو أقرب إلى أن يكون حتميًّا…وذلك من أجل ترميم ردعها الذي تعرض لتشويه وتدمير شبه كامل صبيحة 7 أكتوبر بعملية طوفان الأقصى".

ولفتت صحيفة "البيان" الإماراتية، في مقال، إلى أن "إسرائيل تهدف إلى القضاء على البنية العسكرية لـ"حزب الله"، خصوصاً مخازن صواريخه ومنصات إطلاقها، حتى تقضي تماماً على أي تهديدات في المستقبل". وقالت: "ما لم تحدث معجزة فإن الحرب مستمرة لفترة ليست بالقليلة إلى أن تحقق إسرائيل هذا الهدف".

بدورها، أوضحت صحيفة "الأهرام" المصرية أن "خيارات "حزب الله" تبدو محدودة في مواجهة إسرائيل، لعدة أسباب، أهمها التفاوت الرهيب في المجالين العسكري والتقنيات العلمية الحديثة، فالأيديولوجية لا تستطيع أن تهزم التكنولوجيا، ولا أن تحسم حرباً، ولا يكفي الاعتماد على الشعارات والمقاتلين…فهي استراتيجية لن تصمد أمام الحرب المفتوحة"، وفق ما ذكرته.

(رصد "عروبة 22")

يتم التصفح الآن