بقيت خطوة واحدة وتصبح"الحرب الإقليمية" قائمة في الشرق الأوسط والمنطقة العربية خاصة، وهي التدخل الإيراني المباشر في تحويل "حرب الساحات" إلى حرب الإقليم كاملة الشروط. وإذا كانت إسرائيل قد بلعت الطُعْم الإيراني قبل عام عندما جرى هجوم "حماس" على غلاف غزة؛ فإن إسرائيل تسعى سعياً حاداً إلى استدراج طهران بطُعْم الهجوم على "حزب الله".
والحقيقة أن الطعم الإسرائيلي بدأ مع اغتيال "اسماعيل هنية" رئيس المكتب السياسي لـ"حماس" في قلب العاصمة طهران؛ والآن فإن تحركاته التكنولوجية اقترن فيها ما هو مخادع بما هو صريح في طاقاته التفجيرية. استخدام "البادجير" لإصابة قرابة ثلاثة آلاف من مقاتلي "حزب الله"، مقترناً بهجمات ذات طاقة تفجيرية عالية على الضاحية الجنوبية لبيروت معقل "حزب الله" أخذت في طريقها شخصية هامة مثل "إبراهيم عقيل" الذي حل محل "فؤاد شكر" في قيادة القوات الخاصة، دفعت "حزب الله" إلى مزيد من الاندفاع في إطلاق الصواريخ على حيفا وقواعد عسكرية إسرائيلية في شمال إسرائيل.
والحقيقة هي أن إقليمية الحرب قائمة منذ بدايتها، فالأطراف التي وفرت نيرانها للحرب تدخلت منذ البداية مثل "حزب الله" اللبناني، وباقي التوابع الإيرانية في اليمن والعراق وسوريا. ومن ناحيتها اعتبرت إسرائيل أن الحرب إقليمية منذ وقت طويل؛ فقد تدخلت بعمليات حربية في سوريا والعراق، ولم تتوان عن القيام بحروب "الظل" داخل إيران نفسها.
ولكن ما بات يجري الحديث عنه الآن هو المواجهة المباشرة بين إسرائيل وإيران؛ وما يمكن استنتاجه الآن من السلوك الإسرائيلى أن إستراتيجيتها باتت قائمة ليس فقط على تقليم أظافر ميليشيات توابع طهران وإنما الدخول مع إيران في مواجهة مباشرة تؤدي إلى إجهاض كامل للبرنامج النووي الإيراني. الأرجح أن نيتانياهو يجد في الانتخابات الأمريكية نافذة لحسم الحرب دون تدخلات غربية تزعج الرأي العام في إسرائيل ومعه المؤسسة الأمنية التي يرى العقلاء منها أن إسرائيل قد تمددت بأكثر مما ينبغي.
(الأهرام المصرية)