صحافة

"المشهد اليوم".."حزب الله" يصدّ التوغل البرّي والتهجير الممنهج يتمدد مقتل صهر نصرالله في دمشق والغارات تتواصل على الضاحية وبيروت

تعيشُ المنطقة على وقع دويّ الحرب المتمددة والمتمادية على عدة جبهات فلسطين إلى لبنان وسوريا فاليمن مروراً بالعراق وتصيب ارتداداتها دولاً أخرى تراقب بحذر المخططات الاسرائيليّة الرامية الى التوسع أكثر لتحقيق غايات ومآرب سياسية باتت واضحة للجميع. في حين يجنحُ رئيس الوزراء الاسرائيلي بنيامين نتنياهو وإدارته الى الرّد على الصواريخ الايرانية خلال الساعات المقبلة.

وقد انعكست هذه التطورات وتداعياتها على عناوين الصحف العربية الصادرة اليوم. وفيما تقترب حرب غزّة من عامها الأول مع استمرار وحشية العدو الاسرائيليّ الذي يُمعن بقتل الأبرياء والعُزل مرتكباً مجازر وإبادات جماعية، تستمر العمليات العسكرية ضد لبنان براً وجواً وسط حملة تهجير ممنهجة لأهالي قرى الجنوب والضاحية ما يضع الحكومة اللبنانية أمام تحديات رئيسية لتوفير المزيد من مراكز الإيواء مع اقتراب فصل الشتاء.

وبينما تغيب المبادرات الديبلوماسيّة الجادة حتى اللحظة تستمر حملات التضامن مع لبنان حكومة وشعباً وآخرها ما صدر عن مجلس التعاون الخليجي الذي انعقد في الدوحة ناهيك عن جلسة مجلس الأمن التي خيّمت عليها الأوضاع العسكرية في لبنان وتكررت الدعوات إلى خفض التصعيد ووقف إطلاق النار وتطبيق القرار 1701 وتعزيز دور الدولة اللبنانية.

وفيما بدا الموقف الأميركي واضحاً لجهة دعم إسرائيل وما تسميه حق تل أبيب بـ"الدفاع عن نفسها"، كشفت صحيفة "يديعوت أحرونوت" الإسرائيليّة عن مشاورات مكثفة تعقد على المستويين السياسي والأمني استعداداً لمهاجمة إيران في الأيام المقبلة، مشيرة إلى أن الرد قد يشمل أكثر من خيار وليس بالضرورة أن يكون عبر ضربات جوية.

وبينما نقلت "هيئة البث الإسرائيلية" عن مصادر سياسية قولها: "إن الرد على إيران سيكون قاسياً لكنه لن يؤدي إلى حرب إقليمية". لفت موقع "أكسيوس" الأميركي الى "أن السبب وراء عدم اتخاذ الكابينت الإسرائيلي، أي قرار بشأن طبيعة الرد على الهجوم الإيراني يتمثل في رغبة المسؤولين الإسرائيليين في التشاور، مع إدارة الرئيس الأميركي جو بايدن".

وأقر الجيش الإسرائيلي بأن الضربة الصاروخية خلفت أضراراً في قواعده العسكرية، لكنه قلّل من أهميتها ولم يكشف عن أماكنها. بدوره، أكد وزير الخارجية الأردني أيمن الصفدي أن بلاده "ستتصدى بكل إمكاناتها لأي تهديد لأمنها واستقرارها"، وقد أبلغت إيران وإسرائيل بذلك بعد عبور كثير من الصواريخ الإيرانية المجال الجوي للأردن.

في غضون ذلك، شدد أمير قطر الشيخ تميم بن حمد آل ثاني على أن بلاده "ستواصل جهود الوساطة لإنهاء الحرب في غزّة"، مؤكداً أن "الدوحة حذرت سابقاً من التصعيد في لبنان". أما الرئيس الإيراني مسعود بزشكيان فتوعّد بالرد "بشكل أقوى وأشد، إذا قامت إسرائيل بالرد علينا"، مؤكداً أن طهران "تتطلع للسلام والهدوء، لكن إسرائيل تجبرنا على ردود فعلنا".

لبنانياً، استهدف الاحتلال الاسرائيلي للمرة الثانية في غضون أقل من أسبوع العاصمة بيروت موقعاً شهداء وجرحى في غارة على منطقة الباشورة، ذات الإكتظاظ السكني، حيث أطلقت الصواريخ ونفدت الغارات عبر بوارج عسكرية إسرائيلية من قبالة البحر واستهدفت مقراً للهيئة الصحية الإسلامية التابعة لـ"حزب الله"، ما أسفر عن موجة هلع ونزوح بين أهالي المنطقة والمناطق المجاورة.

وفي وقت تواصلت لليلة الثانية الغارات العنيفة والمكثفة على الضاحية الجنوبية لبيروت ومحيطها بعد دعوات الجيش الاسرائيلي لإخلاء أبنية آخرى بحجة "الوجود قرب منشآت تابعة للحزب". أعلن "حزب الله" أن مقاتليه تصدوا لقوة مشاة إسرائيلية حاولت التسلل إلى بلدة العديسة جنوبي لبنان وأجبروها على التراجع، كما أعلن لاحقاً عن التصدي لمحاولات تسلل أخرى في عدد من المواقع على طول الحدود بالصواريخ والعبوات الناسفة. وأدت هذه العمليات الى مقتل 8 جنود إسرائيليين بينهم 3 ضباط، أحدهم قائد مجموعة جنود بوحدة "إيغوز" التابعة للكوماندوس، وإصابة 35 جنديًّا بينهم 5 بحالةٍ حرجة.

وإذ أعلنت وزارة الصحة اللبنانية عن استشهاد 46 شخصاً وإصابة 85 آخرين بجروح خلال غارات العدو الإسرائيلي على بلدات وقرى جنوب لبنان والنبطية والبقاع وبعلبك الهرمل وجبل لبنان. قال الأمين العام للأمم المتّحدة أنطونيو غوتيريش إنّ "الوضع في لبنان يتحوّل إلى الأسوأ"، مشيراً إلى أنّ"المدنيين في لبنان يدفعون ثمناً باهظاً". يُشار الى أن وزير الخارجية الإسرائيلية إسرائيل كاتس أعلنه "شخصية غير مرغوب بها في إسرائيل"، وحظر دخوله إلى الأراضي المحتلة.

وفي تطور بارز، قُتل 3 أشخاص، بينهم صهر الأمين العام الراحل لـ"حزب الله" حسن نصرالله، في غارة إسرائيلية استهدفت مبنى في حي المزة بدمشق. وهذا ليس الاستهداف الاول لمقربين من الحزب أو منضويين تحت رايته، ولكنه يبرز مدى الاختراق الحاصل في صفوفه والذي يطرح علامات استفهام كثيرة.

وكانت وكالة "رويترز" نقلت عن 3 مصادر إيرانية إشارتها الى أن المرشد الإيراني علي خامنئي حذّر نصرالله، وطلب منه الخروج من لبنان، قبل أيام من مقتله، وإنه عبّر عن قلقه من اختراق إسرائيلي، لأعلى الطبقات الحكومية في طهران.

وفي جولة على الصحف العربية الصادرة اليوم:

اعتبرت صحيفة "الخليج" الإماراتية أنه "ما زال الموقف العربي والإسلامي متضارباً بشأن ما يجري من تطورات في المنطقة، بين من يراهن على الدور الإيراني ومن يرى بأن هذه الأخيرة جزء لا يتجزأ من المعاناة التي تطوق المنطقة، أو من يراهن على وساطة أمريكية تنهي الحرب، وبين من يؤكد على مسؤولية البيت الأبيض في ما يجري على الميدان من تطورات".

وتناولت صحيفة "الوطن" القطرية المحادثات التي جرت في الدوحة أمس، معتبرة أنها تأتي "في وقت عصيب تشهده المنطقة بسبب الاعتداءات الإسرائيليّة على قطاع غزّة والأراضي الفلسطينية المحتلة ولبنان، ما ينذر بتداعيات سوف تؤثر على الأمن والسلم الدوليين، وتضع المنطقة على حافة هاوية"، لكنها أكدت أنه "ما زال من الممكن تجنب التداعيات والآثار عبر تحمل المجتمع الدولي لمسؤولياته وإلزام إسرائيل بوقف عدوانها".

بدورها، أشارت صحيفة "الأهرام" المصرية الى أن "الرد الاسرائيلي على طهران جاهز، وهو تدمير المفاعلات النووية الايرانية، وشلّ قدراتها العسكرية، خاصة الصاروخية وصناعة الطائرات المسيرة التي تفوقت فيها بنجاح"، موضحة أن اسرائيل أمام خيارين: "الاول هو القضاء على برنامج ايران النووي والاختيار الثاني هو أن يقوم سلاح الجو الإسرائيلي بتدمير منشأت النفط الإيرانية والقيام بحملة اغتيالات جديدة ربما تشمل قادة ايرانيين كبار".

أما صحيفة "اللواء" اللبنانية، فإعتبرت أنه "رغم انقسام التوقعات حول الرد الإسرائيلي المحتمل ضد ايران، تبقى تهديدات نتنياهو، الذي يعتبر انشغال الادارة الاميركية واضطرارها للوقوف معه، خشية تأثر نتائج الانتخابات بتداعياتها، فرصة ذهبية امامه لتوجيه ضربات قوية، الاكثر ترجيحا، من الامتناع عن الرد، لانها قد لا تتكرر مرة ثانية، فيما التباين الحاصل حاليا، حول استهداف المواقع والمفاعلات النووية، ام تحييدها عن الرد المتوقع".

وكتبت صحيفة "الشروق" المصرية  تحت عنوان: "فائض قوة اسرائيل" أن "نتنياهو لم يترك مجالا للشك في أن خروج إسرائيل منتصرة في معركتها الحالية ضد فلسطين ولبنان يعني معاملة كل الدول العربية حتى تلك التي غلبت "صوت العقل والحكمة" على التزامها بمعاهدة الدفاع العربي المشترك وحق الأخوة، معاملة الطرف المهزوم، وأن إسرائيل لن تقبل من دول المنطقة أقل من الاعتراف بالقيادة الإسرائيلية المنفردة لها".

ووفق صحيفة "الدستور" الأردنية، فإن "الأمة العربية تواجه تحديات مصيرية خطيرة كبرى، تتمثل في المطامع الإسرائيلية والإيرانية". وقالت: "إن المأساة الحقيقية تكمن بأن العدوين، الصهيوني والفارسي، على درجة خطر متقاربة، وانه لا يمكن الاغضاء عن خطر اي مشروع منهما".

(رصد "عروبة 22")

يتم التصفح الآن