صحافة

"المشهد اليوم"...عام على "إبادة" غزّة وصواريخ "حزب الله" تستهدف قلب حيفاإيران تتحسّب للرد الإسرائيلي وتونس تنتخب رئيسها

آثار القصف على مدينة حيفا (مواقع التواصل)

عكست الصحف العربية الصادرة اليوم حالة الترقب التي يعيشها العالم بعد الضربة التي وجهتها إيران خلال الاسبوع الماضي إلى اسرائيل وما سيسفر عنها من ردة فعل اسرائيليّة خاصة أن رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو وأعضاء حكومته يجددون في كل مناسبة سعيهم الدؤوب الى تغيير موازين القوى الاقليمية وتقليم أظافر طهران واستئصال أذرعها في المنطقة.

وأمام رسم سيناريوهات متعددة للحرب، عرضت الإدارة الأميركية حزمة تعويضات على نتنياهو لكبح جماحه ومنعه من مهاجمة "أهداف إيرانية معينة"، في محاولة أخيرة من قبل الرئيس جو بايدن لمنع دخول المنطقة في أتون حرب اقليمية طاحنة، وذلك قبل أقل من شهر على الانتخابات الاميركية المزمع اجراؤها في 5 تشرين الثاني/ نوفمبر المقبل، والتي يربط معظم المحللين بين نتائجها ومستقبل الصراعات في منطقة الشرق الأوسط.

وفي "الوقت الضائع" اذاً، يواصل  الاحتلال الاسرائيلي إرتكاب المجازر التي ترقى للإبادة الجماعية في قطاع غزة ويستكمل حملته الهادفة لتوسيع عملية الاستيطان في الضفة الغربية ويصعّد من عملياته العسكرية الإجرامية في لبنان، ولاسيما في الضاحية الجنوبية لبيروت والبقاع وبعلبك. أما قرى الجنوب، التي باتت بمعظمها خالية من سكانها بعد تحذيرات الاخلاء المتتابعة، فتعيش على وقع العمليات البرية بين "حزب الله" واسرائيل، حيث سيكون لهذه الجبهات الكلمة الفصل بتحديد شروط المفاوضات حين نضوج ظروفها.

هذا وتستمر المطالبات الدولية بوقف الحرب على وقع تأكيدات من الجانب اللبناني بالالتزام بالقرار الدولي 1701. وبرز تصريح للنائب عن "حزب الله" حسين الحاج حسن الذي شدد على أن "الأولوية هي لوقف اطلاق النار"، بما يعكس توافقاً لبنانياً داخلياً - في أقل تقدير - حول السعي الجدي لارساء هدنة ما تمهد لتسوية، بما يتوافق مع الشروط الدولية ويلاقي مساعي فرنسا في هذا الاطار.

إلا أن الجانب الاسرائيلي يمضي قدماً بمخططاته مدعوماً بتأييد شعبي داخلي، وفق استطلاعات الرأي، للقضاء على بنية "حزب الله" الذي يواصل استهداف المستوطنات والمواقع الاسرائيليّة بالصواريخ التي استهدفت اليوم قاعدة الكرمل جنوب حيفا (للمرة الأولى منذ بدء الحرب) وطبريا مما أدى إلى وقوع أكثر من 15 إصابة بين متوسطة وخطيرة وسط خسائر مادية ضخمة.

في غضون ذلك، تركزت الاعتداءات الإسرائيليّة يوم أمس، الأحد، باتجاه بلدتي كيفون والقماطية في قضاء عاليه. اذ شنّت الطائرات الحربية غارتين على مبنيين سكنيين ما أدى إلى وقوع 12 شهيداً، من بينهم 3 أطفال. وامتدت إلى سوريا، حيث أفاد مدير المرصد السوري لحقوق الإنسان عن استهداف "مستودع أسلحة جنوب حمص ومخزن صواريخ في ريف حماة الشرقي" تابعين للجيش السوري.

أما قطاع غزة، ومع الذكرى الأولى لعملية "طوفان الأقصى"، فمتروكٌ لقدره وسط كارثة اجتماعية وانسانية على مختلف الصعد مع استمرار الاحتلال بارتكاب الجرائم الوحشية ودعوة السكان للنزوح وحشرهم في بقعة جغرافية محددة وهذا ما تجدد أمس مع نازحي مخيم جباليا شمال قطاع غزة الذين حملوا ما تبقى من أمتعتهم بعد تطويق الاحتلال المنطقة بحجة أن حركة "حماس" تعيد تموضعها هناك.

بالتوازي، حيا القيادي في حركة "حماس" خليل الحية تضحيات أهل غزة والضفة الغربية، مشدداً على "أن ما رفضته الحركة بالأمس لن تقبله اليوم". وأضاف "ما فشل الاحتلال بفرضه بالقوة لن يأخذه على طاولة المفاوضات". بدوره، بارك الناطق باسم "كتائب القسام" أبو عبيدة عملية الطعن التي نُفذت في بئر السبع بالداخل الفلسطيني المحتل، والتي أسفرت عن مقتل شرطية إسرائيلية وإصابة 13 شخصاً رغم حالة التأهب القصوى التي أعلنتها اسرائيل واستنفار قواتها منعاً لأي هجوم محتمل.

وفي سياق آخر، أدلى التونسيون يوم أمس، الأحد، بأصواتهم لانتخاب رئيس جديد من بين 3 مرشحين يتقدّمهم الرئيس المنتهية ولايته قيس سعيّد، في ظل إقبالاً ضعيفاً لم يتجاوز 27.7%، في أدنى مشاركة منذ ثورة 2011 في الدولة التي أطلقت شرارة "الربيع العربي". ويتوقع، وفق استطلاعات الرأي، أن يفوز الرئيس الحالي بولاية ثانية بنسبة 89.2%.

ونستعرض في جولة الصحف العربية الصادرة اليوم:

أشارت صحيفة "الأهرام" المصرية الى أن "رؤية إسرائيل وطموحها في أن تقود ما يعتبره نتنياهو عملية ترتيب كبرى للشرق الأوسط تتربع على قمته إسرائيل المنتصرة، وتلجأ إليها دول مختلفة لنيل بركة التحالف معها، انكسرت فعلياً، وثبت أنها أوهام وافتراضات عبثية"، مؤكدة أنه "بالرغم من كل القتل الهمجي والإبادة الجماعية التي مارستها إسرائيل في غزّة، ما زالت حركة "حماس" موجودة على الأرض، وما زالت إسرائيل عالقة في القطاع".

ورأت صحيفة "الوطن" البحرينية أن "الجرائم التي تُرتكب تحت مظلة ما تسميه إسرائيل بالدفاع عن أمنها القومي ليست إلا غطاءً لتنفيذ استراتيجية ممنهجة. فالاحتلال يسعى إلى فرض واقع جديد في المنطقة، يبدأ بإنشاء مناطق فاصلة تخلو من سكانها الأصليين، لتتحول لاحقاً إلى مستوطنات جديدة، في إطار سياسة توسعية تهدف إلى القضاء على كل أثر للوجود العربي على هذه الأراضي"، على حدّ تعبيرها.

وفق صحيفة "عكاظ" السعودية، فإن "تسارع الأحداث الجارية، وتقلّبها، يجعل من العسير وضع نهايات منطقية، أو رسم مقاربات واقعية قد تنتهي إليها الحرب، وذلك لأن خيوط تحريك الأحداث مرتهنة بشكل أساسي إلى أجندة خارجية "طائفية" عبر أذرع ثلاثة "حماس" و"حزب الله" و"جماعة الحوثي" بالعمل على جعلها قوى موازية للسلطات الأساسية في غزة ولبنان واليمن، والمحصلة من هذا الوضع الشاذ حالة "الاختطاف" المريب لقضية فلسطين عبر خطاب ديماجوجي مخاتل".

واعتبرت صحيفة "البيان" الإماراتية أن "أي متابع من المهتمين بالشأن العربي يعرف على وجه اليقين أن المرحلة التي نمر بها مرحلة صعبة، بل وخطيرة، لأن هناك مجموعة من الأعداء الطامحين لإضعاف دول المنطقة، بل وإن أمكن التحكم في مستقبلها". وقالت: "على الرغم من ظلام المرحلة الدامس، إلا أن المرحلة المقبلة هي أكثر من صعبة والسبب انتشار الأمية في فضائنا العربي، بسبب الصراعات الماثلة في حروب الأهل أو الحروب البينية".

بدورها، لفتت صحيفة "الرياض" السعودية الى "أن ما يجري في المنطقة اليوم من الجانب الإسرائيلي هو تكريس فكرة الهزيمة للعرب والنصر لها كمعطيات حاسمة وفرضها على المنطقة"، مشددة على أن "هذا الموقف هو ما سوف يؤدي إلى الانهيار التنظيمي لقواعد المنطقة السياسية، حيث تكون النهاية انعدام فكرة الهزيمة والنصر وتحولها إلى عواقب جيوسياسية".

وفي الشأن اللبناني، نقلت صحيفة "الأنباء" الكويتية عن مصدر متابع اشارته الى أن "التحرك الدولي لوقف النار سيظل مرتبطاً بحجم التصعيد على الأرض…فالدور الذي تلعبه فرنسا والمجموعة الأوروبية أساسي، حيث تسعى إلى تفادي انهيار توازن القوى، أما الولايات المتحدة، فمنشغلة بالتطورات في غزّة ولا تبدو مستعدة لتدخل عميق في ملف لبنان إلا إذا تطورت الأمور بشكل خطير".

وقالت مصادر مطلعة على أجواء "حزب الله" لـ"الشرق الأوسط" إن الحزب تسيّره راهناً "قيادة جماعية"، وذلك رداً على ما يتم تداوله من أسماء لخلافة أمينه العام حسن نصر الله. وتابعت المصادر: "لا أحد حالياً مرشح لخلافة نصر الله، لا هاشم صفي الدين (الذي لا يزال مصيره مجهولاً غداة غارة يوم الخميس الماضي) ولا إبراهيم أمين السيد ولا أي شخصية أخرى".

(رصد "عروبة 22")

يتم التصفح الآن