إقتتال أهلي، وصراعات، تلك هى أبرز الأنباء الواردة الآن من بعض الدول الإفريقية، والتي كان آخرها ما حدث في الجابون يوم الأربعاء الماضي.
لعنة خطيرة تطارد بعض الدول الإفريقية الآن، وكانت البداية من دولة مالي التي شهدت أزمتها الأولى في أغسطس ٢٠٢٠، ثم جاءت الأزمة الثانية بعد عام تقريبا في سبتمبر ٢٠٢١، وكانت بوركينا فاسو المحطة الثانية التي تعرضت هي الأخرى لأزمتين متتاليين في عام واحد، حيث شهدت المشكلة الأولى في شهر يناير ٢٠٢٢، تلاه الصراع الثاني في شهر سبتمبر من العام ذاته.
النيجر كانت المحطة الثالثة، حيث تمت الإطاحة بالرئيس محمد بازوم في شهر يوليو الماضي، بعد أن فشلت المحاولة الأولى للإطاحة به عام ٢٠٢١، فهل تكون الجابون آخر المحطات أم أن ما حدث في الدول الأربع سوف يفتح شهية الصراعات على السلطة داخل دول أخرى في القارة الإفريقية؟
لا أحد يملك، على وجه اليقين، إجابة قاطعة، خاصة بعد أن هدأت أصوات البنادق بعض الوقت، بعد إطلاق الاتحاد الإفريقي مبادرة «إسكات البنادق»، إلا أنه لم يكد يمر وقت طويل حتى عادت أصوات البنادق مرة أخرى إلى القارة الإفريقية، تارة في شكل صراعات، وتارة أخرى في شكل اقتتال أهلي.
هناك دول أخرى مثل إثيوبيا، والسودان، تعاني بسبب الصراعات، والاقتتال الأهلي، وتنزف فيها دماء كثيرة نتيجة ذلك.
المؤكد أن إفريقيا مستهدفة لكي تظل بؤرة متوترة، وساخنة، وحتى تظل ثرواتها وخيراتها نهبًا مستباحًا للقوى الخارجية، وأدواتها من القوى الداخلية، حيث تملك إفريقيا نصف احتياطي الذهب، و١٢٪ من الثروة النفطية، و٣٢٪ من الثروة المعدنية، فمتى يعود الوعي إلى الشعوب الإفريقية لتستثمر ثرواتها، وتحتفظ بخيراتها بعيدا عن الصراعات، والاقتتال الأهلي؟!
("الأهرام") المصرية