انتصرت مصر على الإرهاب بالمواجهة الأمنية والتنمية، وهو جهد مشترك بين الجيش والشرطة والشعب المصري، وقدمت مصر نموذجاً تاريخياً في ملف مكافحة الإرهاب عندما حاربته في الداخل لخفض وتيرة العمليات الإرهابية التي ارتفعت لدرجة غير مسبوقة بعد 30 يونيو رداً على سقوط جماعة الإخوان الإرهابية، كما حاربته في الخارج نيابة عن المجتمع الدولي، وحذرت من مخاطره، وأكدت أن الإرهاب ليس له دين ولا وطن، وأنه يضرب في كل مكان لتحقيق أهدافه الإجرامية وفي مقدمتها تفتيت الدول ووضع المواطنين في مواجهة بعضهم وخاصة في مصر لإحداث الفتن الداخلية ليسهل لهم السيطرة على الدولة.
كان لسيناء النصيب الأكبر من العمليات الإرهابية التي شنتها التحالفات الإرهابية الممولة من الخارج، حيث وضعها الإخوان في قلب خطة إرهاق الأمن المصري، واعتبروها «بوابة الأحلام» للعودة إلى الحكم، كما كانوا يتوهمون! اعتمدت مصر في خطتها لمكافحة الإرهاب والتطرف، الضربات الأمنية وملاحقة العناصر الإرهابية، وفي الوقت ذاته شرعت في تنمية المناطق المتطرفة والصحراوية التي استغلتها تلك التنظيمات وفي مقدمتها شمال سيناء، لتنفيذ عملياتها.
كما نفذت القوات المسلحة خططًا محكمة وضربات استباقية مكثفة على مواقع التنظيمات الإرهابية، ونجحت "العملية الشاملة سيناء 2018" في القضاء على المرتكزات الجغرافية الإرهابية، وكذلك ضبط قيادات تلك الجماعات وتقليص موارد تمويلهم.
ساهم نجاح مصر في ملف مكافحة الإرهاب بشكل كثير في تحقيق الاستقرار والتنمية في الداخل، كما انعكس على قدرة مصر للعودة إلى لعب دورها الإقليمي والدولي كقوة راسخة في محيطها، كما ساعد هذا النجاح في رغبة بعض الدول في العودة للتقارب مع مصر.
يعتبر أهم عوامل نجاح التجربة المصرية في مكافحة الإرهاب، هو أن الجماعات الإرهابية استغلت على مدار السنوات الماضية التهميش الذي عانت منه مناطق مثل سيناء، وكونت مرتكزات لها فيها وأخضعتها لتكون مسرحا لعملياتها، لكن انتباه القيادة المصرية لأهمية تنمية سيناء وانطلاق مشروعات قومية عملاقة بإعادة تأهيل البنية الأساسية وتدشين المصانع ومرتكزات الخدمات في مناطق عدة بشمال سيناء، نجح بشكل كبير إلى جانب الضربات الأمنية في دحر منظومة الإرهاب. كما أولت مصر اهتمامًا كبيراً بأهالي سيناء عن طريق تقديم أفضل الخدمات لهم كأولوية في أجندة عمل الدولة مما ساعد على تحسين بيئة الانتماء والمواطنة.
لم تعتمد مصر القوة العسكرية كرادع قوي للإرهاب، لكنها وصفت القوة الاقتصادية والبشرية، وملف التنمية، وتجديد الفكر، ورعاية المواطن كركائز أساسية لم تغفل عنها يوما في ظل حربها الضروس ضد الإرهاب ومموليه، وحققت نجاحين في القضاء على الإرهاب وتحقيق التنمية على طريق يد تبنى ويد تحمل السلاح.
("الوفد") المصرية