أيام قليلة تفصلنا عن بدء التقديم لانتخابات الرئاسة.. وقتها سنعرف من المرشحين الذين نجحوا في إتمام إجراءات واشتراطات خوض السباق.. وسوف نشهد اعلان برامج انتخابية والتي على أساسها سيتم متابعة تنفيذها مع الفائز بالمقعد وفق أصول الديمقراطية ومعاييرها.. كما سيتم تقييم أداء الفائز بها طوال سنوات رئاسته للبلاد.
قضايا كثيرة سوف نجدها في هذه البرامج التي يجب أن تتميز بالواقعية والقدرة على التطبيق بعيدًا عن الشعارات السياسية والشعبوية والمزايدة والمكايدة السياسية.. ففي مصر قضايا كثيرة تحتاج الى أفكار وابداعات لحلها وهو ما يجب ان تتضمنه البرامج الانتخابية للمرشحين المحتملين.
وعلى رأس هذه البرامج قضية الفساد بكافة أنواعه وأشكاله، وهي قضية تحتاج الى إعادة النظر في منظومة مكافحة الفساد بأكلمها.. والبحث عن آليات جديدة للحد منها.. وتحتاج الى تطبيق الاتفاقية الدولية لمكافحة الفساد وفق قواعدها التي تطبق في مجتمع ديمقراطي بدعم وتقوية شركاء مكافحة الفساد.. ومنع تضارب المصالح واطلاق حرية تداول المعلومات ودعم واطلاق حرية الاعلام في محاربة وكشف الفساد وعمليات تهريب الأصول والأموال الى الخارج وحماية المبلغين والشهود ومنع الاحتكار.. واطلاق حرية الصحافة والإعلام.
ومن القضايا الأخرى التي يجب ان تتضمنها برامج المرشحين وضع قواعد قانونية منضبطة لمنع من عينوا انفسهم أوصياء على المجتمع وحراسا على اخلاقه، ومن هواة الشهرة الذين يسارعون الى تقديم بلاغات وملاحقة كل شخص يقوم بعمل لا يرضيهم وإعادة هذا الامر الى النيابة العامة، اسوة بما حدث بعد قضية الدكتور نصر حامد أبو زيد وغل يد هولاء عن التنكيل بالبشر.
فحرية التعبير هي أساس الديمقراطية في أي دولة وأن تم تقييدها بالملاحقات القضائية تصيبها في مقتل حتى وإن كانت الحكومة تسمح بالنقد القاسي.. ولذا يجب ان نرى في برامج المرشحين بجانب القضايا السياسية والاقتصادية والقضايا الخارجية إشارات الى هذه القضية الهامة مع تنقية القوانين من العبارات الفضفاضة التي تحتمل معاني كثيرة.
ولأن الانتخابات القادمة ستكون محل نظر العالم كله.. وهي اختبار حقيقى لمدى استيعاب المصريين للمتغيرات العالمية لما يجري من سنوات والآن، فالمشاركة فيها دليل على هذا الفهم فإن شهدت الانتخابات اقبالا من الناخبين فستكون الرسالة اقوى الى العالم بأن المصريين اصبحو اكثرا وعيا ونضجا مما سبق، فالمشاركة أساس نجاح أي انتخابات.. والمشاركة تجعل الفائز بها اقوى في مواجهة الغير من الخارج لأنه سيعلم ان لديه ظهيرا شعبيا قويا منحه الثقة بأن يدافع عن مصالحهم.
وهو الامر الذي يجب ان تركز عليه حملات المرشحين.. وتوجيه للناس رسائل متفائلة تدعوهم للخروج والمشاركة وطمأنتهم ان أصواتهم محمية ولن يتم التلاعب بها، والتصدي لمحاولات احباط المصريين التي تتم عاليا وبصوت اعلى من أى أصوات أخرى.
("الوفد") المصرية