واصلت الصحف العربية، الصادرة اليوم، التركيز على تطورات الأوضاع المشتعلة في فلسطين المحتلّة، واستمرار آلة الحرب الإسرائيلية في دكّ قطاع غزة ضمن إطار مخطّط ممنهج لتدميرها وتهجير أهلها بمباركة دولية ورعاية غربية، بحيث شددت صحيفة "الرياض" السعودية على أنّ "العدالة والحرية وحقوق الإنسان والديموقراطية، التي تتحدث عنها الدول الداعمة لإسرائيل، لا تتحقق إلا من خلال طريق السلام، لكنه طريق مغلق بالأسلحة الإسرائيلية المتطورة والقيادات العسكرية المتغطرسة والعقول المنغلقة"، مجددةً التأكيد على أنّ "الطريق إلى السلام هو الطريق الذي أعلنته مبادرة السلام العربية عام 2002 في القمة العربية في بيروت".
من جانبها، نقلت صحيفة "الشروق" القطرية تحذير الدوحة من "خطورة اتخاذ سياسة العقاب الجماعي، بما في ذلك الدعوات لإخلاء شمال قطاع غزة من السكان"، مشيرةً إلى أنّ "إجبار المدنيين على النزوح أو اللجوء إلى دول الجوار يمثّل انتهاكًا للقوانين الدولية، ومن شأن ذلك أن يفاقم من آثار المواجهات الجارية في الأراضي الفلسطينية المحتلّة ويضاعف معاناة الشعب الفلسطيني".
أما صحيفة "الوطن" البحرينية فرأت أنّ "من الظلم السكوت عن معاناة المدنيين الفلسطينيين وعدم التعاطف معهم من قبل ارتهانهم لحماس من جانب وارتهانهم لإسرائيل من جانب آخر"، مشيرةً إلى أنّ "عدم التفرقة بينهم ظلم فادح يرتكبه العالم "المتحضّر" الذي ينساق لأي حملة إعلامية تسحبهم يمينًا وشمالًا، فيناقض نفسه بنفسه، فتكون إنسانيته في أعلى درجاتها الحساسة حين يكون الطفل الميت إسرائيليًا، وتموت وتختفي وتصمت صمت القبور إنسانيتهم حين يكون الطفل فلسطينيًا".
بينما اعتبرت صحيفة "الأنباء" الكويتية أنّ "الكيان الصهيوني في مأزق وتنتظر قادته العسكريين والمدنيين محاسبة مهينة ومذلة من شعبهم وبرلمانهم وإعلامهم فور انتهاء الحرب، لذلك يحاولون إطالة أمدها ونقلها الى دول عربية أخرى"، مشددةً على أنّ "المطلوب من الأمة العربية مجتمعة الوقوف صفًا واحدًا مع مصر ودعم موقفها، الذي يربط فتح معبر آمن بأن يكون وسيلة لدخول المساعدات والمدد لأهل غزة للحفاظ على الحد الأدنى من أسباب الحياة".
بدورها، أشارت صحيفة "الأهرام" المصرية إلى أنّ "الجهود المصرية المتواصلة في دعم الشعب الفلسطيني وتخفيف المعاناة عنه هي أحد ثوابت السياسة المصرية، والتي تؤكد أنّ القضية الفلسطينية تظلّ هي قضية العرب الأولى وأنها مفتاح تحقيق الأمن والاستقرار في منطقة الشرق الأوسط".
على صعيد متصل، لفتت صحيفة "الإتحاد" الإماراتية إلى أنّ "الجهود الإنسانية للإمارات، التي تضع احتياجات الشعب الفلسطيني الشقيق من ضمن أولويات مساعداتها الخارجية، تترافق مع جهود ومساعٍ لفتح ممرات آمنة لتأمين المساعدات الإنسانية بشكل عاجل، وتعزيز الحراك الإقليمي والعالمي من أجل حماية المدنيين باعتبارها أولوية قصوى، مع دفع الجهود المبذولة لخفض التصعيد الذي تشهده المنطقة، وإنهاء العنف المتصاعد".
أما صحيفة "الوطن" السورية فاعتبرت أنّ "ما يجري هو إعادة تشكيل لخريطة الشرق وأي تعاطٍ معها خارج هذا السياق هو نوع من الهروب للأمام، والاستسلام لما تحقق من إنجازات في بداية العملية هو كذلك الأمر أشبه بإبر التخدير، وأضافت: "علينا الاستثمار بما تحقق من إنجازات لا الاكتفاء بالتغني بها من دون أن ننسى بأن نجاح التجربة الإسرائيلية في قطاع غزة ستعني حكمًا أنها لن تقف عندَ حدود غزة، أما فشلها فسيعني حكمًا فرضَ واقعٍ جديد لا يقبل القسمة على اثنين".
(رصد "عروبة 22")