صحافة

"المشهد اليوم"...إسرائيل تواصل عدوانها وتتوعّد بمفاوضات "تحت النار"لبنان في اليوم الرابع لعملية "سهام الشمال"...قصفٌ وتهجير!

تتزايد وتيرة العمليات العسكرية الاسرائيليّة والتي طاولت للمرة الأولى قرى وبلدات لبنانيّة لم تستهدفها من قبل ولاسيما في حرب تموز 2006، فيما تحاول الدول المعنية بالشأن اللبناني الوصول لصيغة تسوية بين إسرائيل و"حزب الله" تحول دون تدهور الأوضاع وتفاقمها نحو حرب شاملة والحدّ من التداعيات الكارثيّة لعملية "سهام الشمال" في بلدٍ يفتقرُ حتى إلى رئيس للجمهورية يمثله ويعيش أزمات سياسية واقتصادية متلاحقة.

وعلى وقع هذه اللقاءات والاتصالات الديبلوماسية المتسارعة، ركزت الصحف العربية الصادرة اليوم على المساعي الجادة لوقف العدوان الاسرائيليّ والذي حصد في 3 أيام ما يزيد عن الـ600 شهيد والآلاف من الإصابات، ناهيك عن عدد كبير من النازحين الذين توزعوا على مراكز للإيواء في مختلف المناطق اللبنانية وسط مخاوف من استمرار المعركة مع اقتراب فصل الشتاء وتطيير العام الدراسي.

وفي هذا السياق، اجتمع المجلس الأمني والسياسي الإسرائيلي مساء الأربعاء، حيث جرى تفويض رئيس الحكومة الإسرائيليّة بنيامين نتنياهو ووزير الأمن يوآف غالانت باتخاذ القرار بشأن توغل برّي محتمل في لبنان، وذلك في إطار الحرب النفسية لدفع "حزب الله" الى الموافقة والجلوس على طاولة مفاوضات. فيما نقلت "هيئة البث الاسرائيلية" عن نتنياهو قوله: "المفاوضات لن تكون إلا تحت النار ومستمرون في ضرب "حزب الله".

وبعد تصريحات الرئيس الإيراني مسعود بوزشكيان التي وصفت بالـ"مثيرة للجدل" وتؤكد رغبة طهران بالتفاوض مع الغرب حول سلاحها النووي. قال المرشد الإيراني علي خامنئي أن خسارة حزب الله "عناصر مؤثرة وذات قيمة"، لن تتمكن من إلحاق الهزيمة به، معتبراً أن "الاحتلال الإسرائيلي لو كان قادراً على هزيمة قوى المقاومة، لما احتاج إلى إظهار وجهه الأسود القبيح، بقتل النساء والأطفال".

وفي أروقة نيويورك، ينشط لبنان الرسمي بعقد لقاءات على هامش الجمعيّة العموميّة للأمم المتحدة، حيث أجرى رئيس الحكومة اللبنانية نجيب ميقاتي سلسلة لقاءات تم خلالها البحث في المساعي الجارية لوقف العدوان الإسرائيليّ المتواصل على لبنان، والتّوصّل إلى حلّ ينهي الصّراع المستمر منذ السّابع من أكتوبر/تشرين الأوّل الماضي.

وتلعب فرنسا دوراً رئيسياً في رسم مساراً للتسوية يضع حداً لتدهور الأوضاع. وجاء في البيان المشترك للرئيسين الأميركي جو بايدن والفرنسي إيمانويل ماكرون "لقد عملنا معاً  في الأيام الأخيرة على دعوة مشتركة لوقف مؤقت لإطلاق النار لمنح الدبلوماسية فرصة للنجاح وتجنّب مزيد من التصعيد عبر الحدود"، مشيرين إلى أنّ "البيان الذي تفاوضنا عليه بات الآن يحظى بتأييد كلّ من الولايات المتّحدة وأستراليا وكندا والاتحاد الأوروبي وفرنسا وألمانيا وإيطاليا واليابان والمملكة العربية السعودية والإمارات العربية المتحدة وقطر".

وفي حين ندّد البابا فرنسيس بـ "التصعيد المرّوع" في لبنان، معتبرًا أنّه "غير مقبول". رأى الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيريش أن لبنان "أضحى على حافة الهاوية". وذكر أن الشعب اللبناني يحتاج إلى 70 مليون دولار على الأقل للاستجابة لأعداد متزايدة من النازحين.

ميدانياً، واصل الجيش الإسرائيليّ قصفه العنيف لعددٍ من المناطق في الجنوب والبقاع، واستهدفت الغارات بلدات عدّة في بنت جبيل وصور ومرجعيون والنبطية وحاصبيا في الجنوب، وفي منطقة البقاع شرقًا. كما استهدفت محيط مدينة بعلبك وعدداً من البلدات في شمال سهل البقاع وجنوبه. وفي حصيلة غير نهائية، أعلنت وزارة الصحة اللبنانية أن 72 شخصاً استشهدوا وأصيب 354 آخرون في اليوم الثالث من العدوان.

وفي السياق عينه، لفتت المنظمة الدولية للهجرة إلى أن "نحو 90 ألفا و530 شخصا في لبنان نزحوا خلال اليومين الماضيين، مشيرة إلى أن بينهم 40 ألفا في 283 مأوى".

وقال الجيش الإسرائيلي إن مقاتلاته قصفت أكثر من ألفي هدف للحزب في الأيام الثلاثة الأخيرة. في المقابل، أعلن الحزب، لأول مرة منذ بدء التصعيد، أنه أطلق صباح يوم أمس الأربعاء، صاروخاً باليستياً من نوع "قادر 1" على مقر قيادة الموساد في ضواحي تل أبيب. في حين، تحدثت حركة "المقاومة الإسلامية في العراق" عن استهداف هدفاً حيوياً في إيلات بواسطة الطيران المسيّر.

وضمن جولة الصحف الصادرة اليوم:

رأت صحيفة "الخليج" الإماراتية بأن "نتنياهو يمضي في متابعة سياسته، واثقاً من الدعم والإسناد الأمريكي اللامحدود وغيرها من الدول الغربية". وقالت: "لا نجد دولة في تاريخ العالم الحديث والمعاصر والقديم، على السواء، مثل إسرائيل، تُمعن في القتل والتدمير اليومي، وترتكب جرائم الإبادة الجماعية وجرائم الحرب المختلفة ليل نهار، وتبني أسواراً من الكراهية والعداء والنار حولها، وتُراكم الأعداء يوماً بعد يوم…".

بدورها، أشارت صحيفة "الأهرام" المصرية إلى أن "التصعيد الإسرائيلي الأخير ضد لبنان يعدّ مقدمة لحرب شاملة بالمنطقة، وهو ما سوف يجلب الخراب والدمار للجميع، وسيعرض مصالح الغرب كله للخطر"، داعية الدول الكبرى في "المنظومة الدولية للتحرّك بسرعة، واتخاذ الإجراءات كافة لإطفاء الحريق قبل أن تمتد نار العدوان الإسرائيلي لتلتهم الأخضر واليابس"، على حدّ تعبيرها.

أما صحيفة "البيان" الإماراتية، فأوضحت أن "مسألة الموقف من الحرب الحالية في لبنان مركبة ومعقدة للغاية، فهي من ناحية تستلزم التضامن ضد العدوان الإسرائيلي الوحشي، ومن ناحية أخرى هي فرض صراع دموي مدمر من قبل رغبة "حزب الله" في التضامن مع "حماس" دون استشارة إرادة شعب صبور منهك يعاني من الإفلاس المالي، والفساد السياسي، والانقسام الطائفي، والانهيار لمؤسساته، ويعيش أكثر من عامين بلا رئيس جمهورية، وفي ظل حكومة مؤقتة وبرلمان شبه معطل!

تحت عنوان: "مبادرات التهدئة ومناورات نتنياهو"، كتبت صحيفة "اللواء" اللبنانية عن أن "تباشير الحل الديبلوماسي بدأت تأخذ مكانها على طاولة المساعي الدوليّة". ولكنها تحدثت عن "الأهمية الكبيرة لربط التهدئة في لبنان بالتهدئة في غزة، إنطلاقاً من التنسيق وإنسجام المواقف الحاصل بين الحزب في لبنان و"حماس" في غزة، بحيث يتم إختراق حالة المراوحة بعد فشل كل مشاريع التهدئة والصفقات".

وتطرقت صحيفة "الأنباء" الكويتية الى زيارة المبعوث الفرنسي جان ايف لودريان إلى لبنان، حيث أنه "لم يقدم أي طرح محدد، ولم يأت بأي مبادرة عملية لحل الأزمة اللبنانية. بل تحدث عن الموقف الفرنسي المعتاد الذي يدعو إلى احتواء التصعيد ومنع تفاقم الأوضاع"، معتبرة "أن الإحباط يعكس واقعاً مريراً يعيشه لبنان، اذ باتت الأزمات المتراكمة بحاجة إلى تدخلات جادة وسريعة، بينما المجتمع الدولي يبدو منشغلاً بقضايا أكبر وأكثر تعقيداً".

في حين لفتت صحيفة "النهار العربي"، في مقال، إلى أن "إسرائيل تخوض حرباً هجومية فيما يخوض "حزب الله" حرباً دفاعية. هي حرب وجودية بالنسبة الى الطرفين، نهايتها سترسم مستقبلهما، ولذلك اتخذت هذا المسار العنيف..."، مؤكدة أن "الأيام ستكشف مدى الضرر الذي ألحقته الغارات بقدرات الحزب الذي أظهر أيضاً أنه لا يزال قادراً على إطلاق الصواريخ من الجنوب القريب من الحدود لتصل الى حيفا وإلى ما بعد حيفا وإلى تل أبيب وغيرها".

(رصد "عروبة 22")

يتم التصفح الآن